رواية سميه والقمر بقلم نهي عاصم الفصل الثاني
انت في الصفحة 1 من صفحتين
استيقظت نور على صوت ارتطام الموج على الصخور وشعرت بالقلق فالمنبه لم يعمل
واليوم أغلى أيام حياتها إذ ستلد صديقة عمرها عال ابنتها األولى وكانت عال قد حددت
مع طبيبها يوم الوالدة في هذا اليوم بالذات إذ يوافق عيد ميالد نور وهي تقف مع طبيب
الوالدة في غرفة العمليات بصفتها طبيبة األطفال حديثي الوالدة في المستشفى وأيضا
نظرت إلى الساعة فوجدت أنه الزال الوقت مبكرا فخرجت إلى الشرفة تنظر إلى موج
البحر المتالطم على الصخور داعية هللا أن تلد صديقتها بيسر وسهولة وأن تكون الطفلة
سليمة معافاة من كل سوء.
ابتسمت وهي ترى ذكريات عمرها تمر كشريط لفيلم سينمائي كيف التقت بعال في
الروضة حينما كانوا في الرابعة وكيف مرت السنوات وهن كالتوأم حتى انتهين من
الدراسة بسرعة للتزوج من ابن عمها خطيبها منذ الطفولة.
يمر الشريط لترى نور نفسها تنهي دراستها والماجستير وتعمل في مستشفى خاص
بالوالدة كطبيبة لألطفال حديثي الوالدة في حين تتزوج عال بابن عمها وتنتظر لسنوات
طوال وال تنجب.
كان رجال في أواخر الثالثينيات مهذبا ومتفان في عمله يصبرها بكلمات هادئة ويبدأ
معها رحلة عالجية لتنتهي بها اليوم في غرفة الوالدة لتنجب أول طفل لها.
ابتسمت نور واخدت تتنسم في هدوء رائحة البحر الجميلة وتناست كل ما حولها من
صخب السيارات والمارة ومر بخاطرها دكتور علي صاحب المستشفى الذي تعمل به
إلى المستشفى فتداعبهن وتحنو عليهن وتضمهن إليها كما تضم المواليد الصغار حينما
يخرجون من بطون أمهاتهن لتتلقاهم بيديها وتحنو عليهم وتبدأ بنفسها في بعض األحيان
ظرت نور إلى الساعة ثم توجهت إلى الحمام حيث توضأت وصلت ركعتين هلل ثم ذهبت
وجلست تداعبهم وتأكل معهم وبدأ حوار مكرر تسمعه منذ عدة سنوات.
اليوم عيد ميالدك يا ابنتي هل تعلمين كم بلغت من العمر ..أصبحت في الخامسة
والثالثون والزالت دراستك وعملك يقفان عقبة في طريق حيات.. .تزوجت
صديقاتك وأخوتك وأخواتك حتى عال صديقة عمرك رزقها هللا بعد سنوات صبر
وستلد اليوم يا ابنتي لن نعيش أنا ووالدك إلى األبد.
صمت والد نور كعادته ولم ينظر إليهن فابتسمت نور قائلة
ما تتكلم يا سي بابا هو أنا