رواية سميه والقمر بقلم نهي عاصم الفصل السادس ❤️

الفصل السادس 

- صوتها مرتفع كأمها.
وتناول نور البيبي الصغيرة إلى أمها لټحتضنها لدقائق ثم تأخذها لتبدأ إجراءات تنظيفها
ووضعها في غرفة المواليد فتصرخ عال" :
- خاطفين بنتي ورايحين على فين؟"
فتضحك نور وتقول لها:
- ارتاحي قليال سأخطفها منك قليال أحممها وأقوم بتدفئتها ووضع ثياب األميرات
عليها وأعود بها إليك.

تحتضن نور الرضيعة وتشعر باضطراب غريب وكأنها تحتضن ابنتها، نعم بالفعل هي
ابنتها فهي ابنة عال الصديقة التي تشاركت معها في كل شيء ولم تبخل عليها حتى بأمها،
إذ كانت عال يتيمة منذ طفولتها وكانت تحب أم نور وتجد لديها حنان األم الذي فقدته
وخاصة بعد زواج والدها بامرأة لم تحبها منذ اليوم األول.
تقوم نور بتحميم الصغيرة وتنظيفها وتختبر كل أعضائها وحواسها برفق وتطمئن عليها
ثم تضعها تحت السخان وتتركها لتعود لغرفة العمليات، لتجد محمود عند الباب قلقا
فتطمئنه و تأخذه ليرى ابنته الصغيرة عبر الزجاج، يبتسم محمود ويبكي قائال
- سنوات من الصبر والمكافأة مخلوق صغير جميل مثل هذه؟
تخرج عال من غرفة العمليات مټألمة وتقول لنور وسط آالمها ودموعها :
- هل تعلمين؟ سأقتلك بيداي هاتين إن وافقتي على زواجك بمثل هذه الطريقة.
رد محمود :
- اهدأي يا عال وركزي فيما انت فيه اآلن.
- وهل من المعقول يا محمود تصبر نور لتتزوج بشخص يأتي من الخارج ليرى
عروس و يختار ثم يتركها ليسافر ويرسلونها إليه كما الطرد البريدي؟ هذه
الزيجات دوما تفشل ويكون مصيرها االنفصال .
- اهدأي وارتاحي ودعي نور تفكر وتقرر كما تشاء.. أم أنك تغارين ألنها ستتزوج
برجل غني يعمل في الخليج وستسافر تاركة إياك بعد هذا العمر تترقق عيون عال ونور بالدموع وال تردان، فيشعر محمود بالحيرة من النساء ويقول:
- كان البد وأن ننجب طفال كي تتزن المعادلة فأنتم هكذا فريقا نسائيا ضدي.
يدخل دكتور علي ليطمئن على مريضته فيجد هدوءا غريبا في الغرفة ومشاعر حزينة
ولكنه ال يعقب بل يرى مريضته ويطمئن عليها ويبلغها أنه سيراها في المساء و إن
احتاجت الي شيء فعليها أن تتصل به هاتفيا، ويسالها:
- هل قمت باختيار اسم البنتك؟ كنت مرة قد سألتني عن أسماء بناتي وقلت لك إنهم
حنين وسما فهل اخترتي اسم منهم ؟
تنظر عال إلى نور ثم تنظر باسمة إلى علي وتقول :
- وماذا تظن دكتور؟
- أظن أنك ستطلقين عليها اسم صديقة عمرك وهللا أعلم .
تضحك عال وهي تتألم وتقول
- بعد ما سمعت من نور ما سمعت وما تفكر فيه أظن أنني سأختار اسم ابنة من
بناتك.
تشعر نور بالخجل وتود لو تستطيع ضړب صديقتها بأي شيء لوال آالمها، فينظر دكتور
علي لنور ويسالها :
- خيرا يا دكتورة هل نويتي الهجرة؟
فترد عال بدال منها:
- ليت هذا يا دكتور كنت هاجرت معاها ولكن نور أتاها عريس بطريقة الصالونات.
تقاطعها نور:
- دكتور علي مشغول ال يهتم بتخاريف امرأة خرجت حاال من غرفة الوالدة،
ارتاحي فأقاربك وأصدقاؤك كلهم على وصول بعد قليل.وأنا سأذهب أجلب لك
طفلتك حتى تحتضنيها قليال علك تصمتين .