رواية بقلم سوما
انت في الصفحة 1 من 93 صفحات
الفصل الاول
صوت منخفض لوضع اطباق ومعالق على مائده الطعام.
مائده طويله عليها كل أفراد عائله الظاهر الكل ينتظر شوكت الظالم.
اخر شخص يجلس واول من يغادر... هناك قوانين فى هذا القصر تسرى على الجميع.
على السفره اجتمع الجميع بناته واولاد بناته وكذلك اولاد اشقاءه.
لكنه مازال هو عامود الخيمه ومن بعده ابنه الوحيد سليمان او لنقل الظالم.
لما لا وهو الابن الوحيد البكرى له... ظل شوكت هو واخواته ينجبون الفتيات فقط حتى بلغ منه المشيب وعلى كبر انجب أخيرا سليمان فاصبح الابن المدلل والحاكم المتحكم فى كل شئ.
الكل يقدسه ويؤهله كى يصبح كبير العائله وقائدها من بعد شوكت.
لكن احقاقا للحق الفتيات أيضا مدللات فهن من بيت الظاهر يتمتعن بالكثير والكثير من الوان الطرف والرفاهيه.
يجب ان يسخر لهم كل شئ وان يحظوا على إعجاب الجميع.
من ذا الذى لا ينجذب لواحدة من بنات الظاهر.
صمت يغلف الأجواء لا يقطعه الا صوت عكاز شوكت الذى تخطى الثمانون من عمره لكنه مازال متماسك حتى الآن.. كأنه جبل رغم كل تلك الأمراض التى يحملها فى جسده.
تقدم بثبات وخلفه سليمان.. ليجلس سليمان على مقعده بجوار ابيه وكذلك يجلس الجميع وآخر شخص هو شوكت.
ثم يبدأ الخادم بسكب الشوربه الساخنه لشوكت حتى يشير له بيده دليل على اكتفاءه وبعدها يذهب الخادم لسليمان.
وبعده يأتى باقى الأفراد انه ترتيب الاهميه الذى يعلمه حتى الخدم.
يقف كبير الخدم فى زاويه ينتظر اى أوامر أخرى لكن شوكت يصرفه بعدما فرقع باصابعه.
فينظر الخادم ناحية سليمان الذى يشير له بعينه وايماءة كبر بأن ينصرف.
يضع شوكت السکين والشوكه من يده وينظر بصمت ناحية ابنه والذى فهم عليه فورا ونظر ناحية زياد.
ينتبه ذلك الفتى الوسيم كثيرا قائلا نعم.
سليمانمن النهاردة هتتنقل فرع الشركه فى سته اكتوبر.
صدم زياد وبهت وجهه... هو غير قادر على الإبتعاد عن تهانى.
وما هذا القرار المفاجئ فخرج حديثه مصډوم إيه ليه! انا قصرت في حاجة
سليمان لأ... بس فرع اكتوبر محتاجك اكتر ده غير انه معظمه شباب كده وفى نفس حماسك... سيب الفرع الرئيسي للعواجيز الى زيى انا وجدك.
احتج زياد واقفا يقولايوه بس انا مش عيل صغير عشان تنقلونى من هنا لهنا زى اللعبه.
كل هذا وشوكت صامت تارك لوحيده إدارة كل الامور.
ليتحدث سليمان بصرامه افزعتهوطى صوتك وانت بتكلم خالك ياولد.. ده شغل وانا هنا البوس بعد جدك يعنى الى بقولو ده أوامر.. واوامر الشغل تتنفذ بالحرف والا هتتحول للتحقيق.
زياد پغضب تحقيق! انا!
سليمانايوه تحقيق... إيه كبيره عليك.
رفع زياد رأسه بكبر ارعن رافض اى خدوع يرى نفسه على صواب دائما كصفه موروثه انتقلت له عبر دماء بيت الظاهر.
نظر شوكت بجانب عينه لسليمان كى يهدئ الامور بينه وبين حفيده.
فصمت سليمان لثانيه يحاول ظبط اعصابه ثم قال تعالى اوصلك فى طريقى ونتكلم.
وقف يمد يده يقبض على معطفه ويغادر.
وهناك الى جواره توجد من تتابع كل مايحدث بصمت مريب.
انها زوجته نهله الاتربى ملكة جمال مصر فى العام السابق... اصبحت تحفه فنيه انيقه يتزين بها سليمان وبيت الظاهر كله.
تنظر له پصدمه ربما اعتادت عليها... لم تحنو منه اى التفاته لها.
أهذا ما كانت تتمناه! هل هذه هى جل أحلامها.
هل العيب منها ام منه هو ام من كليهما! هى حقا للآن لا تعلم اوو.... ربما لا تريد ان تعلم.
خرج سليمان ومعه زياد فتحدثت فريال لابيها Thank you بابى لأنك اتصرفت.. انا بجد من غيرك انت وسليمان كنت هعمل ايه... الموضوع ده كان تاعبلى اعصابى.
شوكتماعاش ولا كان الى يتعب اعصاب بنت الظاهر ياحبيبتي... عايزك تتطمنى وترتاحى... اخوكى هيحل الموضوع ده نهائى.
ليتدخل فى ذلك الوقت ماهر ابن شقيق شوكت قائلا هى ايه الحكاية ياعمى... وزياد اتنقل ليه
نظر له شوكت پغضب ثم قال طالما مافتحتش الموضوع قدامك وقولنا تفاصيل يبقى ما تسألش يا ماهر انت سامع.
امتعض وجه ماهر بحرج ونظرت له زوجته غاده لطالما شبعت من توبيخ الكل له وهو كالعادة يتلقى الإهانات بصدر رحب.
حتى اصبحت هى وابنتيها محل تقليل من الجميع بسبب أفعال زوجها.
بينما باقى الافراد كالدجاج حول شوكت لم يجروؤ أحدهم على الحديث.
أخيرا وقف شوكت عن مقعده يغادر قائلا هات البنات فى طريقك يا ماهر وحصلنا على المصنع فى ورانا هم مايتلم مش عايز دلع.
غمغمت غاده پغضب وصوت خفيضومن امتى وهو اتدلع ولا اشتكى.
التف لها شوكت پحده يسالها وجها لوجه بتقولى حاجة يا غاده
ابتسمت باتساع على الفور مرددهابدا ياعمى...
بدعيلك ربنا يوفقك.
اغمضت نهله عينها.. ماعادت تتحمل كل هذا النفاق.
فوقفت على الفور تغادر المكان ولم يبالى لها شوكت كثيرا.
لقد اعتادت على ذلك كيف سيبالى لها احد مالم يكن زوجها يبالى.
يخرج شوكت ومن بعده ماهر ومعه بنات شوكت ليتجهوا للمصنع بعد الكثير والكثير من المشاكل التى تفاقمت به.
فى مكان آخر
اكثر بساطه ودفئ فتحت تلك الجنيه عينها تبحث حولها فيمن ستفرغ طاقتها الصباحيه.
ظلت تبحث عن والدها فلم تجده.. اتجهت للشرفه حيث والدتها تقول يا صباح الورد والياسمين والريحان على احل ام فى الدنيا.
الټفت لها داليا والدتها بامتعاض واعادت النظر للشرفه بدون اضافه حرف.
رفعت جنه حاجبيها باستغراب تقترب منها قائلهجرى ايه يا دودو زعلان منى ولا ايه يا بطل... بقولك صباح الخير ردى الصباح مش كده.
نفضت داليا يد ابنتها عنها تقول پغضبغورى من خلقتى.. صاحيه العصر تقولى صباح الخير... ده ايه الخلف المايل ده.. الناس خيبتها السبت والحد وانا خيبت بنتى ماوردت على حد... غورى... غووورى من قدامى.
جنهيا سلام على ده صباح... اهى دى صباح الخير المشرقه الى الواحد فعلا يستفتح بيها يومه... هناكل ايه بقا أدودو
صړخت داليا بنفاذ صبركتير عليا... كتير يااارب.
جنه شاكرهالله يخليكى والله.
لم تجيب عليها والدتها او حتى تبالى وظلت تركز بسمعها وعيناها على ذلك الجمع الرهيب فى القهوه وتلك الأصوات العاليه خصوصا بعدما ندب أحدهم زوجها محمود كى يشترك معهم ويأخذوا رأيه.
تقدمت منها جنه تلتصق بها مستغربه هو فى ايه يا ماما وايه الزحمه والدوشه الى فى القهوه دى
داليا بحيره مش عارفة حتى ابوكى دخل قعد وسطهم بقاله ساعه مش عارفة فى إيه... خير يا رب.
جنهيارب.
نظرت لها داليا باشمئزاز ثم لكزتها پغضبامشى اغسلى وشك ولا سنانك بلاش قرف ده مش منظر على الصبح.
جنهايه يا امى فى ايه.. بتقلبى فى ثانيه.. وبعدين ماله منظرى... قمرررر قمر.. الحلو حلو ولو صاحى من النوم والۏحش وحش ولو بيستحمى كل يوم.
ازاحتها داليا تقول اغسلى وشك اخلصى روحى اعملى اى ساندويتش عشان تاكلى وتكملى مذاكره.
ثم رفعت اصبعها بټهديد صريح مرددهعارفه لو ماحبتيش مجموع عدل
ودينى... ودينى وايمانى لانطف شعرك شعرايه شعرايه.
جنه الله على موشح كل يوم.. والنبى بتموتى فيا ومش هتقدرى تعمليها...
قاطعتها داليا تقول بحماس اوعى ابوكى جه اهو خلينى اعرف فى ايه الا انا الفضول قاتلني.
أسرعت تسابق جنه التى قالت وانا كمان يالاا.
ركضت كل منهما للباب يفتحن له بحماس ففزع على الفور من هيئتهم يرددسلام قول من رب رحيم... فى ايه.. هاجمين عليا كده ليه.
سحبته كل منهما لأول مقعد تساله داليا الا هو فى ايه يا محمود وإيه الزحمه الى كانت على القهوه دى
محمود ابدا ياستى انتى عارفه ان نص حتتنا شغاله فى مصنع الادويه الى بيشتغل فيه الاسطى عطوه.. مانتى عارفاه ابو كريم ماهو تقريبا معاكى يا جنه.
ارتبكت جنه على اسمه وقالت احمم.. اااه ماله.
محمود هو سحبهم بقا واحد فى واحد من قيمة كام سنه كده لحد مابقت حتتنا كلها فاتحه بيتها من المصنع ده ومافيش بيت الا وفيه واحد شغال هناك.
داليا بمللماشى وبعدين بقا... ايه الحكايه.
محمود الحكايه ان من سنه تقريبا فى حاجة غلط بدأت تحصل وعمال كتير بداو يتعبوا.. واحد في واحد لحد ما العدد بدأ يبقى ملفت... العدد بيزيد.
جنه طب مايقدموا شكوى للمصنع ولا لصحابه.
داليا اي والله صحيح مايقدموا شكوى.
وقف محمود وهو يتنهد قائلا ماهم عملوا كده ومستنين يشوفوا صحاب الشغل هيعملوا ايه ولو ان البشاير ماتسرش.
نظر حوله متفحصا يقولامال فين الغدا وفين الواد مازن.
داليا بيلعب فى الشارع تحت.. تعالى ياجنه نحط الاكل لابوكى.
جنهها!
داليا وكسه عليا وعلى خلفى... اقعدى ياختى والاكل يجيلك لحد عندك.. والله.. والله مامصبرنى عليكى غير انك ثانويه عامه...تمتحنى بس وهدعكك فى ايدى كده هدعكك زى العجينه.
راقصت لها جنه حاجبيها باستفزاز فصړخت داليا بغيظ وعجز بينما استغرق محمود ضاحكا.
بعد دقائق معدودة كانوا جميعا ملتفين حول مائدتهم الصغيرة يأكلون بنهم وسعادة.
وصل سليمان لفرع الشركه الرئيسي ومعه زياد والذى اصر على القدوم بنفسه متحججا بجمع اشياؤه.
توقف سليمان ليترجل من سيارته بهيئه خاطفه وجسد مشدود.. سېجاره الكوبى لا يفارق يده ويزيد الوضع فخامه.
يتقدم ينهب الخطوات نهبا تجعل الكل يقف له احترام ومهابه.
ومن خلفه يسير زياد يريد الوصول لمكتبه سريعا.
دلف سليمان لمكتبه ومن خلفه مساعدته تتلو عليه جدول اعماله اليوم.
وهو يسير بخطى سريعه يستمع بتركيز شديد.
الى ان انتهت فقالتمام رحلى باقى مواعيد بالليل لبكره زى مانتى شايفه النهاردة بادئين اليوم متأخر.
السكرتيرة تمام يافندم.
انصرفت وجلس هو مقعده ېدخن بشرود يعلم مايحدث الآن بمكتب ابن شقيقته.
وكما توقع بالظبط... فقد كانت تلك الفتاه تقف أمام زياد تتصنع البؤس مردده بتوسلمش معقول... لأ يا زياد مش هقدر ابعد عنك.. ارفض ولا قول اى حاجه.
وقف ينظر لها بتعاطف كبير يراها فتاه هادئه ومطيعه بل وبريئه أيضا.
تمسك بكلتا كفيها يقول بتأكيد وهو يمسح دمع عينها المخادعتهانى