رواية ست البنات بقلم نهي مجدي
الدخيله التى اقټحمت حياتهم الزوجيه وفرضت نفسها او بالأحرى فرضتها الظروف لاحظت والده زوجى ماحدث وحاولت اصلاح الامور فطلبت منى ان اذهب لشقتى لأستريح فاليوم كان طويلا وعرضت على ان تأخذ تميم ليبيت معها فهيا تشتاق له كثيرا ولكنى اعتذرت منها واخبرتها اننى لا استطيع النوم بدونه واستأذنت منه وصعدت لشقتى انقبض قلبى عندما فتحتها ودخلت وتذكرت يوم زفافى على عابد وكيف كانت الفرحه تملأ الأجواء والضحكات تصدح فى المكان والزغاريد والغناء والمباركات والتهانى حتى وان كنت وقتها لست سعيده بذلك الزواج ولكن فرحه من حولى كانت تعطينى دافعا للسعاده وكيف كان عابد يرقص فرحا يومها اكثر من عمر الذى تزوج معنا بنفس اليوم اما الان فأدخل شقتى وحدى حامله طفلى الذى لا اعلم مصيره ولا مصيرى وسط حزن الاخرين وعدم رغبتهم فى وجودى سميت الله ودخلت وانا ادعوه ان يصلح لى حالى وان يرشدنى للصواب كانت الشقه مفروشه بأثاث جميل وكأنها لعروس جديده ولكن لا روح فيها دخلت غرفه النوم كانت تحتوى على سرير كبير فى المنتصف وضع عليه ملائه بيضاء ومفرش سكرى اللون وبجواره على الجانبين كان هناك كومود صغير عليه مزهريه مضيئه وتسريحه بها بعض ادوات المكياج ودولاب به بعض الملابس الجديده التى اشتريتها فى زواجى ولم ارتديها وهناك بعض الملابس النسائيه الجديده اعتقد ان والده زوجى هيا من اشترت كل هذا وضعت تميم على السرير فكان نائما كالملاك وغيرت ملابسى وارتديت عبائه من المعلقات فى خزانتى وصليت العشاء واستلقيت بجوار ابنى افكر فى كل ماحدث لى منذ تقدم عابد لخطبتى حتى الان شردت فى تفكيرى ولم يخرجنى منه سوى صوت طرقات على باب شقتى نهضت من مجلسى وذهبت لأفتح به واذا بى اجد عمر امامى تلجلت عندما رأيته ودعوته للدخول وانصرفت انا مسرعه احضرت حجابى ووضعته فوق رأسي وعدت له وجدته جالسا فى الردهه و تاركا باب الشقه مفتوح بخطوات متثاقله ذهبت اليه فأشار لى بالجلوس فى المقعد المقابل له كالطفله جلست خائفه مرتجفه اخشى ماسأسمع وكأننى انتظر نتيجتى فى الاختبار بدء عمر حديثه الخاص معى لأول مره وفاه عابد
اومأت برأسى بالايجاب وقلت له
اتفضل
صمت قليلا ثم استطرد
انا اتجوزتك علشان ابن اخويا ميبقاش يتيم ولا يتربى مع راجل غريب ويفضل قصاد عنينا نراعيه ونحاجى عليه وعلشان امى حلفتنى برحمه اخويا ماافرط فى ولده لكن انا عايزك تعرفى كويس انى بحب مراتى وحياتنا مفيهاش اى حاجه تنغصها حتى لو كان لسه ربنا مأردش يكون لنا عيال بس مش مهم احنا بنحب بعض وهيا عندى
اغلى من ميه عيل
كان وقع كلماته كالسياط تمزق قلبى وتدمى جسدى ولكنى ابتسمت له ولم انبس ببنت شفه حتى يخرج كل مافى جعبته فاستطرد
مازلت ارسم تلك الابتسامه على شفتاى واتلقى صڤعات كلماته وكأنها موجهه لغيرى حتى انهى حديثه وهم بالخروج دون ان انطق بحرف واحد خرج مسرعا وتركنى مازلت جالسه فى مقعدى لا اتحدث ولا اتحرك ولا اشعر ... لا اشعر بأى شئ لا اشعر بحزن ولا بفرح وكأن قلبى نزع منه الشعور فأصبح جمادا لا ينبض ولا يشعر فصرت كالأموات الأحياء اتحرك بلا روح فقط الخۏف هوا الشعور الوحيد الذى يجتاح جنبانى واتسائل دوما ماذا يخبأ لى القدر وماذا سيحدث لى هنا ..
لم تدم صډمتى طويلا حتى تذكرت ان لوجودى فى هذه الحياه سبب يكاد يكون سبب كونى جزء منها وهوا ابنى تميم ان كنت قد انهرت سابقا ودب الحزن والوهن لقلبى وجسدى فلن اتركه يفعل بى ذلك الان فإن سقطت سيسقط بعدى ولذلك قررت ان أحيا من أجله خلعت حجابى وتركته على المقعد ودخلت غرفه نومى لأستلقى لكن اثناء مرورى بجانب المرآه لمحت انعكاسى الباهت عدت للخلف ونظرت بتمعن لتقاسيم وجهى التى اصبحت عليها مازلت كما انا بيضاء البشره لكن ليس ذلك اللون الأبيض المطعم بالورى ولكن أبيض باهت كأن الډماء تركت عروقى فارغه يوجد أسفل عيناى هالات سوداء بدئت فى الأنتشار لتشمل جزء اكبر عيناى السوداوتين الواسعتين الآتى كان يتغزل بهما كل من رآنى اصبحتا شاحبتين منكسرتين وشعرى الناعم الطويل فحمى اللون تكسر وتقصف واصبح ضعيفا هامدا كروح صاحبته حتى شفتاى المفعمتان بالډماء أصبحتا مرتعشتين خسړت من وژنى أكثر من عشره كيلوات ومازلت اخسر للحظات مرت وانا انظر لنفسى وعيناى شبه مغلقتان ليس نعاسا ولكن يأسا ولكنى عندما لمحت تميم تلك الهديه التى اعطانى إياها الله شعرت