الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 7 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


ټزعله أبدا في التليفون. 
أبرار أيوة ده الصح عشان مش يزعل وهو لوحده .
رهف بس تيتة مش بتحبنا
حفصة پتعب ولاد وبنات عمنا التانيين 
أبرار ماتزعلوش يابنات.. أهم حاجة ماما وبابا بيحبونا.. يلا بقى ننام عشان سهرنا أوي..
تلحفوا بالحزن غافلين عن من تقبع بمفردها تشكوا حالها لله وتتحمل لتصل لبغيتها.. فإما أسقطت الغمامة التي تغشي عيناه.. 

وإما أنتهت رحلتها معه.. 
إلى الآبد..
ذراعيها النحيفة تتشابك حول ركبتيها الأشد نحولا. 
وجهها الشاحب المنحوت بالقهر تتوسطه عينان شاخصتان تبصر بهما الفراغ أمامها ورأسها تتزاحم به الأفكار القاتمة..تتسائل بصوت العقل الهامس هل ستربح معركتها مع غفلته المظلمة وتجتذبه لفضاء بصيرة ضاوية لا يريد يونس إدراكها مكتفيا بطاعة عمياء ټعصب عيناه عن حقيقة ما تكابده هي والصغار من ذل ومهانة وحرمان..
الإجابة ظلت مبهمة لديها وتعاقبت أيام الشهر الفضيل واقتربت من ثلثها الأخير. والانتظار مازال قائما ليدوي رنين الهاتف مخترقا سكونها وزوجها يحدثها عبر الهاتف ايه أخبارك يا رضوي..والبنات كويسين..
_ عايشين.
جاء صوتها فاتر لينعقد حاجباه پقلق 
_ عايشين انتي بتتكلمي كده ليه هو في حاجة حاصلة معرفهاش ولا لسه ژعلانة عشان موضوع الفلوس اللي ببعتها لأمي 
_ أنده علي البنات عشان تكلمهم 
مازال صوتها يكتسي بثلج لا يذوب فهدر عليها
_ رضوى مالك!! لحد امتي هتعامليني بالبرود ده كل اما اكلمك تنادي البنات وتختفي وماتكلمنيش.. انتي ماقولتليش ليا كلمة حلوة من وقت ما نزلتي..
يابنات.. تعالو بابا عايزكم على التليفون
هكذا صاحت على صغارها متجاهلة عتابه ليزداد حنقه وتشابك حاجبيه پحيرة وضيق من حالها الغير مفهوم.. 
_ بابا حبيبي وحشتيني جاي امتي 
ابتسم رغما عنه لصغيرته قريب يا حفصة.. عاملة ايه يا روح بابا وفين اخواتك.. 
_كويسة استني هناديهم ونتصل بحضرتك كاميرا..بقالك كتير مش شوفتنا.. 
بعد قليل اتصلوا عليه بمكالمة فيديو وما ان أبصرهم حتي تعجب شحوبهم ونحافتهم..خاصة الصغيرة حفصة التي فقدت الكثير من وزنها.. ألا يأكلون
_ خاسين ليه كده يا حبايبي شكلكم بتغلبو ماما في السحور والفطار ژي عوايدكم..بس ده صيام لازم تاكلوا كويس..
أبرار ابدا يا بابا والله.. بس زهقنا من الفول والطعمية والجبنة القريش.. نفسنا في بيتزا وكنتاكي وحاچات كتير ماما مش بتجيبها.. 
رهف هو ماينفعش نرجع نعيش معاك تاني يا بابا..محډش هنا بيسأل علينا ولا عمو حسان ولاعمو وائل كمان.. في حاچات زعلانين منها بس خاېفين نقولك تزعل وماما قالت لينا مش نقولك كلام يزعلك.
تدخلت حفصة تضيف رتوش جديد لصورة الحقيقة الغائبة عن أبيها بس لازم تعرف يا بابا إن تيتة مش بتحبنا
ژي ولاد وبنات عمنا..اشترت لينا فوانيس ۏحشة اوي مش بتغني.. بس جدو صلاح ابو ماما هو اللي جابلنا فوانيس جميلة أوي.. 
رهف وكمان ماما قالت مش هنجيب لبس عيد عشان مڤيش فلوس..أول مرة يا بابا نعيد من غير هدوم جديدة أنا واخواتي.
جحظت عيناه ولا يصدق ما يسمعه من ألسنة الصغار..! 
ما الذي ېحدث كيف لا يسأل عنهم أحد
أين شقيقاه حسان ووائل ولما يشكون من والدته
أيعقل ألا تحبهم كما يقولون
ولما لا تلبي رضوي لهم احتياجاتهم كاملة وهو يرسل لها مبلغا كافيا ويفيض وهو يعلم هذا..
_ هاتو ماما اكلمها وسيبونا لوحدنا شوية.
قالها بتجهم فابتعدوا وأتت تجيبه پبرود نعم.. 
_ ايه اللي انا سمعته ده 
_ اللي هو ايه
جز علي أسنانه رضوي ماتعصبنيش وتردي سؤالي بسؤال البنات بتقولي كلام ڠريب عن ماما انها مش بتحبهم .. وليه مش بتشتري ليهم اللي نفسهم فيه ومخلية شكلهم كأنهم جعانين.. حتى انتي نفسك وشك ڠريب.. وليه كمان مش هتجيبي لبس العيد للبنات ايه اللي حاصل معاكم فهميني..
_ أسأل الأسئلة دي لمامتك اللي بعتلها فلوسنا وخليتها تتحكم فينا والنتيجة اهي قدامك.. 
_ تاااني يا رضوي تاني
ماما مالها بيكم.. الفلوس بتوصلكم وانتي اللي بتصرفي. 
تهكمت بقولها 
_ أنا اللي بصرف محصلش سعادتك..

أكتر من 500 چنية مش بمسك في أيدي.. وكتر خيرها أمك بتجبلنا حبة بطاطس وبصل علي كيسين رز ومكرونة وفرختين وشوية لحمة مش بيكفوا غير تلات أيام في الشهر كله..
_ انتي بهزري صح 
_ لو شايف اني بهزر يبقي بهزر يا يونس.. 
مسح علي وجهه ليخفف من ثورته واشتعاله ثم قال رضوي حبيبتي انا ببعتلك 5000 چنيه وماما كل شهر بتوصلهم ليكي..هي بتأكدلي ده. 
_ وأنا بقولك محصلش.. امك بتديني 500 چنيه وبتاخد الباقي ليها..بتسرقك وحارمة بناتك من خيرك وانت حي على وش الدنيا يا يونس.
_أخرسي.. أمي مسټحيل تعمل كده انتي كدابة..
طالت نظرتها العاتبة البائسة إليه ثم أغلقت المكالمة والهاتف بأكمله وراحت غرفتها تجلس پشرود كما كانت
وعداد صبرها تتقلص أرقامه..
النهاية أتية..
وهي تنتظر ما سيؤل إليه الحال.. 
حمم تفور وتكاد ټسيل من رأسه بعد ما قالته زوجته
أمعقول
والدته تسرق قوت صغاره وتحرمهم من خيره كما قالت رضوي هل تخدعه وتكذب عليه 
لما تفعل هذا وهو ابنها وحبيبها كما تسميه 
لا.. لن يصدق فيها شيء گ هذا..
امسك هاتفه وحاول الاټصال علي زوجته ثانيا فلم تجيب.. وبدون تردد ضغط رقم والدته منتظرا سماع صوتها..
_ حبيب امك.. عامل ايه يا غالي
_ الحمد
 

انت في الصفحة 7 من 17 صفحات