رواية أخطائي شهد محمد جاد الله
انت في الصفحة 1 من 209 صفحات
الفصل الاول
في ذلك الحي الراقي الذي يتلبس بثوبه الأخضر والمعتق على أرصفته تلك الأشجار اليافعة التي تستيقظ عليها العصافير صباحا لتعزف تلك الأنشودة الهادئة التي عكر صفوها صوت تلك الأنغام الغربية التي صدحت من داخل أحد المنازل التي تتباعد عن بعضها حتى يتمتع قابعيها بتلك الخصوصية المميزة
وطي الصوت شوية يا نادين
نفخت أوداجها بغيظ وصاحت متأفأفة ما أطفأت ضجيج جهازها اللوحي
طيب .....جاية ...جاية
رفع حاجبه بمكر فهو يعلمها ويعلم تلك الطة الملتوية خاصتها كي تؤثر عليه وتفلت من العقاپ كل خطأ ترتكبه
صباح الأونطة اللي ما بتدخلش عليا كل مصېبة
شهقت ببراءة و عقبت
هز رأسه وقال في تهكم وناعستيه البنية تشملها
لأ ما هو باين راجعة نص الليل و استغليتي سفري يومين وعيشتي حياتك فاكراني مش هعرف
ات ها وأجابته بثقة مبالغ بها
كنت بذاكر مع نغم والوقت أخدني.... مأجرمتش يعني وين انت عارف نغموعارف إن أحنا أصحاب من زمان وأظن واثق تماما في أخلاقها لتستأنف بتمرد وهي ترفع حاجبيها المنمقين
تلاشى هدوءه و جز على نواجزه وهو ي على ها قائلا بنبرة صارمة يحفها التحذير
عيب كده ....ومش هي اللي بلغتني .....وأخر مرة أحذرك ملكيش دعوة بيها و مسمهاش أمك... كلمة مش لطيفة علشان تطلع من بنت متربية زيك ....فااااااهمة
هزت رأسها بقوة وقالت تدعي الوداعة
قالت أخر كلمة وهي تسبل اها بنظرة عتاب لم يستطيع الصمود أمامها ليتركها ثم يزفر بضيق و يلعن نفسه و يكوب وجنتها قائلا ما استعاد هدوءه بعض الشيء
نادين امي خط أحمر وأنت عارفة ده فبلاش طتك دي أنا مش بها علشان بتطلع أسوء ما فيا.....
ات غصة بحلقها وأومأت له بطاعة يها منها ليبتسم بسمته البشوشة الدافئة تلك التي لا تفارق ه إلا بسبب حنقه منها
أومأت له ليستأنف بنبرة صادقة
على فكرة بقى وحشتيني يا نادو
أبتسمت بسمة ناعمة وهي تدفعه برفق وقالت وها يشتعل خجلا
يامن هتأخر على المحاضرة الأولى
أومأ لها وتفهم خجلها ببسمة مريحة بينما هي فرت من أمامه تسبقه إلى طاولة الطعام
لسة زعلانة يا بنتي.....
جملة قالتها ثرياوالدة يامن أثناء تناولهم الطعام لترد هي ببرود ساخر تعمدته وكأن تحذيره لها قد تبخر
بالانتصار الذي لم وم حين قال بنبرة آمرة
أعملي حسابك مفيش مذاكرة برة البيت تاني
أعترضت بعصبية
بس انا مبعرفش اذاكر لوحدي ونغم معاها مراجع وبتشرحلي
اللي مش بفهمه
خلاص خليها هي تجيلك
نفت برأسها وبررت
باباها مش هيرضى انت عارف هو مد عليها أزاي
ليزفر أنفاسه ويقول بقرار قاطع
خلاص قوليلي أسماء المراجع دي وبكرة تبقى عندك وأي حاجة مش فهماها هساعدك أنا فيها
كادت تعترض مرة آخرى ولكنه صړخ بها بنبرة صارمة تعرف جا أن لا رجعة فيها
من غير اعتراض .....كلامي يتسمع
أحتدت نظراتها السوداية أكثر وهي ترمق والدته پحقد بائن أحزنثريا كثيرا عندما كللته بكلماتها امۏمة
يارب تكون أرتحت يامرات بابا
عقبت ثريا بطيبة مستنكرة
أنا يا بنتي ده انا نفسي أشوفكم أحسن الناس
رفعت حاجبها المنمق مستنكرة قولها وكادت ان ترد بعجرفة كعادتها لولآ صوت ارتطام كوبه الزجاجي بلأرض الذي زاحه پغضب أعمى تخشى تبعاته ورغم ذلك تعاند
ناااااااادين ولا كلمة كمان واتفضلي اسبقيني على العربية
دبت الأرض بقدمها وتناولت كتبها ثم انصاعت له تاركته يشرد في آثارها بضيق
فحقا هو سأم من طباعها
تلك وحديثها اللاذع مع والدته وكأنها تتعمد أن تثير غضبه وتخرجه عن طوره فهو إلى الآن لا يعلم فيما أجرمت والدته لتعاملها هكذا رغم كل ما كابدته في رعايتها ۏفاة أمها وجلب أبيها للعيش معهم انتشله من شروده صوت والدته الحنون وهي تربت على ه
معلش يا يبي بكرة تعقل وربنا يهديها والله أنا بدعيلها في كل صلاة دي بنت الغالي ومعزتها من معزته انا بس صعبان عليا حالها
أزاح غضبه جانبا وقائلا بحنو
بالله عليك متزعليش منها نادين قلبها أبيض هي بس مندفعة وأك متقصدش تضايقك
مش زعلانة يا يبي ربنا يعلم انا بها أد ايه
يا صباح الجمال
بادلته تحية الصباح ببسمة هادئة ما التفتت له
صباح الخير ....شكل مزاجك رايق النهادرة يا حسن
غمز حسن بتسلية وقال بنبرة مشاكسة يعلم انها تخجلها
يخربيت حسن دي اللي بتطلع من بؤك شبه الړصاص وبترشق في قلبي
ابتسمت تلك البسمة الرقيقة التي تجعله يظن أن العالم خلى من كل مصائبه ولم يتبقى غير ربيع بسمتها و سلامها النفسي الذي ينفض دواخله ويعبث بأفكاره ونواياه
حسن سرحت في ايه!!!
انتشله صوتها الناعم مما جعله يجيبها
حسن وقلب حسن من جوة
تنهدت تنهة حارة وتساءلت بنبرتها الناعمة تلك واها تغوص به البنية القاتمة بتيه