الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية جوازه نت بقلم مني لطفي

انت في الصفحة 1 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

الحلقة الأولى
يا اهل الدار أين أنتم باركوا لي يا قوم بئيت الباش مهندسة منة عبد العظيم بامتياز مع مرتبة الشرف صاحت منة بهذه العبارة ما ان فتحت لها الباب أمها التي سرعان ما اطلقت زغرودة كبيرة تصدح في الاجواء معلنة فرحتها بنجاح ابنتها منة وحصولها على بكالوريوس الفنون الجميلة قسم ديكور حضر والدها سريعا على صوت الجلبة التي أحدثتها كلا من ابنته وزوجته تكلم ما ان شاهدهما

ايه ايه مش تفرحوني معكم طيب ايه الاخبار يا بنت عبدالعظيم سبع ولا ضبع أجابته منة بمرح وهى تطوق كتفيه بذراعها
عيب يا أبو منة دا انا بنتك بردو امتياز يا باشا مع مرتبة الشرف كمان قبلها والدها بحب وهو يقول بفخر
أومال ايه بنتي دايما رافعه راسي عقبال ما افرح بيكي كدا مع واحد ابن حلال يعزك ويصونك قلبت منة عينيها مخاطبة امها
يا ترى النجاح المشرف دا هديته هتكون ايه
ضړبتها امها بخفة على كتفها قائلة بجدية مفتعلة
ايه ټوفي دي يا بنت حد يقول لمامته ټوفي وبعدين باباكي وعدك بهدية كبيرة لما تنجحي وهو عند وعده وانا بقه ليكي عندي احلى حفلة لنجاحك
ضحكت منة ومالت على والدتها قائلة بغمزة من عينها
ايه بس يا أم منة زعلانه من ايه يا قمر هي ټوفي وحشة انت مش اسمك عواطف تبقي ټوفي على طول يا أحلى ټوفي بالكراميل انت يا جميل
تعالت ضحكات والديها التي قطعها صوت ضاحك آت من الداخل يقول
أيوة أيوة كوليها بكلمتين واقترب منها يشد أذنها بمرح محبب مكملا
وبعدين ايه أم منة دي يا هانم اسمها أم أحمد انت نسيتي أخوكي الكبير ولا ايه يا آنسة
ضحكت منة وقالت بمرحها المعهود متصنعة الألم من مسكته لأذنها
آي آي خلاص خلاص حرمت يا أبو حميد سماح النوبة دي
ترك أذنها وهو يضرب كفا بكف ويقول بدهشة ضاحكة
أبو حميد انت يا بنتي انت مش ناوية تبطلي تهريجك دا وبعد دا كله تقوليلي سماح سماح ماټت الله يرحمها
تصنعت منة الحزن قالبة شفتها السفلى وهى تقول
ماټت تصدق زعلتني
قاطع مشاغبتهما المرحة صوت والدهما الوقور الذي يحمل رنة الفرح بولديه
خلاص بطلوا انتم الاتنين تهريج وانت يا باش مهندسة واشار الى الاريكة المغطاة بكسوة قماشية فاخرة
على مامتك ما تحضر الغدا تعالي قوليلي يا ترى فكرت هتعملي ايه بعد ما اتخرجت
ذهبت الأم لتحضير طعام الغذاء بينما جلس عبد العظيم مع ولديه واجابت منة سؤاله بحماس
انا طبعا عارفة انى ممكن جدا ييجي لي تعيين معيدة في الجامعه لكن انا عمري ما فكرت انى ادخل سلك التعليم دا
انا بحب الشغل عاوزة انزل مواقع واشتغل واشوف رسوماتي وهى بتتنفذ على الواقع عمري ما شوفت نفسي دكتورة جامعه وقاعده على مكتب ماليش في اللون دا
احمد وهو يضربها بخفة على رأسها
يا بنتي انت بنت لا الاه الا الله شوية انوثة شوية ايه متعرفيش تتكلمي زي البنات ابدا حاسس انى بكلم واحد صاحبي ومش أي صاحب كمان لا صاحب ضايع على الاخر
ابتسم الوالد لقول ابنه ووجه حديثه الى منة قائلا
هتضيعوا الوقت في الهزار بردو مفهمتش عاوزة تشتغلي في مكتب هندسي يعني
منة بانفعال حماسي
عارف بجد يا بابا نفسي في ايه نظر اليها والدها في تساؤل بينما ارتسمت شبح ابتسامة حانية على وجه شقيقها الذي يكبرها بخمس سنوات وهو يرى شقيقته الصغرى تخطط لمستقبلها بحماس ولمعت عيناه بفخر للثقة التي تتحدث بها فهي تعلم موضع قدميها تماما بل وتعلم بكل وضوح ما تريد القيام به الايام القادمة
منة متابعه بحماس
نفسي
اسافر بره يا بابا ايطاليا او باريس بلاد الفن الحقيقي انت عارف انى فنون جميلة قسم ديكور عاوزة اتعمق اكتر في دراستي وبفكر اسافر اكمل دراسات عليا هناك انا حاسة انى هتعلم هناك حاجات هتنفعني في شغلي بجد ايه رايك يا بابايا موافق
ليقاطعها صوت عال بصرامة
طبعا لأ
شهقت منة والتفتت الى امها التي نمت وقفتها عن جديتها البالغة وكانت قد أتت لاخبارهم بأن الطعام أصبح معدا على مائدة السفرة قامت منة من مكانها واتجهت الى والدتها محاولة تليين قلبها بدلالها المعهود بينما تبادل الاب وابنه نظرات تدل على معرفتهما برأي الام مسبقا
ليه بس يا ټوفي انا مابقيتش صغيرة دي فرصة يا مامتي حبيبتي علشان خاطري وافقي
الأم بجدية بالغة
عاوزة تسافري يبقى مع جوزك تتجوزى الأول وبعدين تبقي تسافري مطرح ما انت عاوزة انما غير كدا مالكيش كلام في الموضوع دا ودلوقتي ياللا علشان نتغدى قبل ما الاكل يبرد
اجابت منة بنزق
ايه دا انا اعرف الواحد يسافر بجواز سفر مش بجواز بحق وحقيقي والبيه هاخده ايه بقه ان شاء الله التأشيرة بتاعت السفر ولا هاند باج في ايدي على الطيارة وأسربه أول ما انزل منها
قالت الأم وهى تتأفف بغيظ
ايه تسربيه انت يا بنتي انت بتجيبي الكلام دا منين اهو دا اللي انت فالحه فيه التريقة
الاب تدخل مانعا ابنته من الرد على امها قائلا بجدية ونظرة صارمة على وجهه
منة خلاص اقفلي الموضوع دا دلوقتي يعني هي التأشيرة على الباب والطيارة مستنية ياللا نتغدى وابقي فكري كويس عاوزة تعملي ايه وانا ممكن اكلملك عمك فخري الشركة اللي هو بيشتغل فيها رئيس للشؤون القانونية شركة هندسية كبيرة بتبني مجمعات سكنية وبيحتاجوا مهندسين ديكور في تنفيذ التشطيبات الداخليه هكلمهولك وان شاء الله خير
رد احمد ضاحكا محاولا ترطيب الاجواء
معلهش يا والدي العزيز اذا كانت منة هتشتغل يبقى مع اخوها مش معقولة يبقى اخوها عنده مكتب هندسي واكون مهندس انشاءات اسمه ابتدا يلمع وهى تسيبني وتشتغل عند الغرب دي حتى كدا تبقى عامله زي القرع يمد لبره
كټفت منة ذراعيها وطالعته بسخرية قائلة
يا عم الغرور دا كله شوية تواضع علشان الغلابة اللي زيي وبعدين هو كان مكتبك لوحدك انت معاك اتنين غيرك
أحمد بثقة تامة
مالكيش دعوه اعتبري نفسك في فترة تمرين من بكرة انت عارفة عمر وسيف عمرهم ما هيقولوا لأ
منة وهى تصطنع المړض
يا خړابي هو انا قادرة عليك انت لوحدك علشان تجيب لي احمد وشركاه
الاب بجدية
خلاص نقفل الموضوع دا دلوقتي ويا للا علشان نتغدى وابقوا اتجادلوا بعدين
واتجه الاربعة حيث غرفة الطعام لتناول الاصناف الشهية التى تبرع في اعدادها الأم
استيقظت منة في صباح اليوم التالي ونظرت الى الساعة الموضوعة فوق الجارور بجانبها والتي تشير عقاربها الى السابعة والنصف صباحا شهقت ونفضت الغطاء من فوقها لتقوم سريعا وتناولت منشفتها متجهة الى خارج الغرفة بخطوات سريعة وهى تقول
مش هخلص من أحمد هيقعد يقوللي هتأخريني وأخرتيني
قابلت أم محمود السيدة الممتلئة البدن الخمسينية العمر والتي تأتي يوميا لمساعدة والدتها في شؤون المنزل ولم تكن موجودة بالأمس حيث صادف يوم أجازتها الاسبوعية ابتسمت منة ملقية عليها تحية الصباح
صباح الفل يا أم محمود
أم محمود ببشاشة
صباح الورد والياسمين على عيونك يا ست منة ياللا على ما تخلصي حمامك يكون الفطار جاهز
منة بابتسامة وهى تخطو سريعا للذهاب الى الحمام
أوكي يا قمر
أم محمود تبادلها المزاح
أوكيك يا عسليتنا
منة بتقطيبة جبين ونبرة جدية مفتعلة
كيك كيك بالشوكولاتة ولا البرتقال انت عارفاني الشوكولاتة حبيبتي أنا أنما البرتقال وحركت كتفها بدلال متابعة
أحبووووش
دخلت الحمام وسط ضحكات ام محمود
وقفت منة أمام مرآة الزينة في غرفتها تطالع شكلها النهائي اختارت طقما عمليا للذهاب الى المكتب الهندسي مع شقيقها يتكون من فستان قطني ابيض اللون يصل الى الركبة ذو نقوش من الازهار الصغيرة زرقاء اللون المطبعة على حواف الفستان من الاسفل وذات النقوش مطبوعة على حواف الكم القصير للفستان ومن الاسفل بنطالا من الجينز الازرق وفوق الفستان سترة قصيرة
بأكمام طويلة من الجينز الازرق ايضا وانتعلت حذاءا رياضيا أبيض اللون ثم عكصت شعرها الكستنائي الناعم الذي يكاد يصل الى خصرها على هيئة كعكة صارمة لتغطيه بعد ذلك بحجاب رقيق عبارة عن وشاح من القماش الناعم ابيض اللون موشي بتعاريج زرقاء بسيطة في لفة محتشمةابتسمت لما رأته امامها فهي أنيقة ولكن بغير اسفاف وضحكت عيناها اللوزتين المكللتين برموش طويلة معقوفة الى اعلى وكأنها موشاة بأداة تلوين الرموش ولكنه صنعة رب العالمين اسفلها أنف صغير مرفوع الى الاعلى دليل للعناد الذي هو خصلتها المتأصلة فيها ويعلو هذا الانف شفتين مكتنزتين حمراوين بلون ثمرة الفراولة الطازجة نظرت الى وجهها يمينا ويسارا ببشرته الذهبية والتي كانت تفخر بها فمن يراها يصفها دائما بأنها تملك الجمال المصري الاصيل وهذا الامر كان يبهجها فهي لم تكن كباقي فتيات جيلها ممن يصبغن شعورهن بالوان صاړخة ويرتدين العدسات الملونة فبرأيها ليس هناك أجمل من الهيئة التي خلقها الله عليها كان متناسق ومع أنها لم تكن من ذوات ممارسة الحمية بشكل دائم ولكن ممارستها لرياضة السير بشكل يومي في النادي الرياضي المشترك به عائلتها ساعدها في الحفاظ على لياقتها البدنية
لم تضع أي زينة كعادتها فهي ليست من هواة هذه الالوان التي يضعنها صديقاتها وكأنهن ذاهبات الى حفل ليلي وليس للدراسة او العمل او حتى يصلح للخروج نهارا واكتفت بمرطب للشفاه عديم اللون وارتدت حقيبتها القماشية بشكل عكسي كما تحب دائما كي يسهل عليها
الحركة
أحمد ينادي بصوت عال
ياللا يا برنسيسة هنتأخر كدا مش معقول أبقى أنا المدير وأتاخر شكلك من أولها هتجيبي لي الكلام
اتجهت اليه منة في خطوات سريعة مجيبة بلهجة واثقة
مين دا ان ما كونتش أخليك تاخد بونط عن باقية مثلث برمودا بتاعكم دا مابقاش أنا هخليهم يقولوا لك جبتها منين دي يا أبو حميد
ضربها اخوها بخفة على رأسها وقال بحنق مفتعل
بس بس بس ايه راديو واتفتح اما نشوف يا ختي يا ما انا خاېف اقول انا اللي جبت دا كلو لنفسي
دفعها احمد امامه بينما أتت والدته على صوت جدالهما العالي وقالت بابتسامة
انتو مش هتكبروا ابدا
قال احمد وهو يدفع شقيقته المشاغبة خارجا
مين دي اللي تكبر بنتك دا انا بيتهيألي ان طفلة اربع سنين ممكن تكبر الا دي سلام عليكم يا ماما
ردت أمهما السلام وهى ترفع يديها داعية الله يوفقهما ويحفظهما لها
نادت أم محمود التى أتت سريعا تلبية لنداء سيدتها
ياللا يا ام محمود شهلي شوية عاوزاكي تنزلي تيجيبي الطلبات اللي قلت لك عليها بسرعه على ما انا اجهز حاجة الغدا انت عارفة الأستاذ عبد العظيم بييجي 3 بالظبط تظبطي عليه الساعة
اتجهت ام محمود الى الباب وهى تنزل أكمامها المرفوعة توميء برأسها بالايجاب بينما يتبعها صوت عواطف يقول
آه وما تنسيش ورق العنب يا ام محمود انت عارفة منة بتحبه أد إيه
عبد العظيم الأب موجه أول لغة عربية رجل وقور محترم من عائلة عريقة تمتد أصولها الى الريف المصري ولكن عائلته
 

 

انت في الصفحة 1 من 51 صفحات