الثلاثاء 31 ديسمبر 2024

من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطميا يوسف

انت في الصفحة 7 من 104 صفحات

موقع أيام نيوز


تاجي مكتب ماهر البنان وتأجل تبقى خسرانة لأنها مش هتدخله تاني 
وتابعت تحذيرها وهي ترفع عيناها إليها اخيرا وتشاور بيدها ناحية الباب
اللي يخرج من الباب ده متردد مبيرجعهوش تاني اهم حاجة بيحبها المتر إن اللى شغالين معاه يبقوا عندهم ثقة في حالهم 
ها هتدخلي علشان إنتي كدة هيتحسب عليكي عدم الالتزام عند المتر وخسړتي أول بونت في انطباعه عنك 

ولا هتاخدي حالك وتمشي وانادم علي اللي بعديكي 
فكرت سريعا في كلماتها ودون أن تنطق دلفت إلي المقابلة وهي تخشى خسارة الفرصة الوحيدة للتدريب في ذاك المكتب ويضيع حلمها 
دلفت إلى الداخل بخطي سريعة ووقفت أمامه ورددت السلام وهو منكب على اللابتوب أمامه يراجع الملف الخاص بها 
فتحدث ذاك الماهر مرددا بتساؤل دون أن ينظر إليها 
عندك استعداد تتسجنى لو ملف عميل هنا ضاع منك او لقيناه مع الخصم وكنتي إنتي المسؤولة عنه 
جالت علامات الطيف على وجهها من أول استفسار وفكرت سريعا لما استمعت إليه من نصيحة تلك المديرة
علشان أبقى محامية ناجحة لازم تكون عيني وسط راسي ومسمحش للظروف ولا الخېانة يقربوا مني ودايما هاخد احتياطاتي من القريب قبل الغريب ولو حوصل ابقى مهملة والمهمل يتعاقب علشان يتعلم 
دون إجابتها دون أي انبهار وأكمل استفساره 
ايه هي مواصفات المحامى الناجح في أي قضية يمسكها من وجهة نظرك 
جالت بتفكيرها إلى أن أجابته بثقة 
يكون عنده سرعة بديهة ويمسك في أول نقطة يستبعدها في نجاح قضيته ويحافظ على ملفاته في مكان ظاهر خفي في نفس الوقت 
دون إجابتها تلك المرة بإعجاب ولكن على وضعه دون أن ينظر إليها وتابع تساؤلاته
لو قدامك قضية والمكسب فيها مضمون لكن الأتعاب فيها قليلة وجالك الخصم عرض عليكي مبلغ أضعاف الأتعاب بكتييير هتوافقي تسيبي موكلك حتى لو مش هيتسبب له ضرر علشان الأتعاب الزيادة ولا هتعملي إيه 
أجابته بتأكيد 
المحاماة مهنة العدالة والفلوس مش أولى أمنياتي وشرف المهنة يحتمني إني معملش عملية إبدال حتي لو النتيجة واحدة ومش هتضر الطرفين بس هعمل اسمي بشرف تتحاكى عنيه محاكم قنا بحالها 
إلي هنا ورفع أنظاره إليها ليرى من صاحبة تلك الإجابات المنمقة والغير مفتعلة وتفحصها جيدا ووجدها ليست كمن سبقوها وعلى الفور قرر تعيينها فهو لم يلفت انتباهه واحدة ممن سبقوها بمظرهم الملفت للأنظار فهو ينتقي فريقه الجاد والعملي وفي نفس الوقت ذو مظهر منمق وهي لاقت استحسانه وردد بأمر وهو يشير ناحية الباب 
تمام اتفضلي والسكرتيرة برة هتفهمك كل حاجة المقابلة انتهت 
اغتاظ داخلها من حدته وطريقته المتكبرة وخرجت من أمامه ونفذت الأمر 
وجدت السكرتيرة تعطيها ملفا كاملا وهي تهتف بنفس العملية
اتفضلي الملف ده ادرسيه كويس جدا ومن أول الشهر تاجي تستلمي مكتبك هنا مع الفريق اللى هتدربي معاه 
اعتلت الفرحة معالمها بشدة وصفقت بيداها وهي تردد باندهاش
إيه ده هو أني إكدة اتقبلت إهنه في مكتب الأستاذ بجد 
أشارت إليها السكرتارية برأسها بموافقة وهي تتابع عملها بمهنية ثم خرجت من المكتب وأقدامها تكاد تطير من شدة سعادتها وهي تنتوى الذهاب إلي جامعتها تكمل يومها الدراسي وهي تشعر بأنها أتمت أهم إنجاز في حياتها اليوم وأثناء سيرانها للخارج رأت ابن عمها دالفا إلى المكتب تلاقت أعينهم فوقفت أمامه بيها مرددة بسعادة
جاسر بارك لي مش اتوفقت واشتغلت اهنه في مكتب الخط ماهر البنان 
وتابعت سعادتها وهي تنظر إلى المكان بانبهار 
مش عارفة أتشكرك إزاي يابن عمي على وقفتك وياي وأنك قدمت لي اهنه وعرفتني شوية
معلومات عن عوايد المتر منحرمش منيك ياأجدع أخ 
كان ينظر إلى سعادتها العارمة وقلبه فرحا لها وهو مبتسم وعند كلمتها الأخيرة بوصفه كأخ شعر بالحزن الشديد داخله فهو يسعى دائما أن يريها محبته بأقواله
وأفعاله ونظراته وهي لاتراه إلا أخا بعد كل ذاك المجهود الذي يفعله 
فبارك لها بخفوت 
مبارك عليكي يابت عمي ربنا يفرح قلبك ويرزقك التوفيق والنجاح دايما 
لاحظت حزنه وتبدل ملامحه ولم تعى السبب وراء تبدل وجهه في لحظات فسألته باندهاش 
ايه اللهجة دي ! كنت في الاول بتضحك ومبتسم وفي ثانية أحوالك اتغيرت مالك إكده مش فرحان لي عاد 
رأى حزنها البائن على وجهها لطريقته الباردة وأعطاها عذرها فهي لاتعرف بمدى عشقه لها منذ الصغر وأومأ لها بابتسامة
كيف إكده ! ده أني اللى مقدملك إهنه ومعرفك كل التفاصيل اللصغيرة قبل الكبيرة وكنت واثق إنك هتجتازي الاختبار ببراعة كماني بس معلش دماغي مشغولة في قضية مكلفنى بيها الاستاذ ووجعالي دماغي واكيد شفتي جديته الشديدة في الشغل عاملة كيف فلازم أنجزها وأشوف لها طريقة 
التمعت أعينها بالسعادة وفورا سألته بتركيز 
قضية صعبة طيب إيه رأيك أشرب وياك الشاي بالليل ونفكر فيها زي اللى قبليها ومنها أخد خبرة زي مانت معودني 
فرح كثيرا من اقتراحها فمجرد لحظات يقضيها معها حتى ولو كانت كلها عملا إلا أنه يكفيه وجودها أمامه وهتف بموافقة
حلو قوي يابت عمي جهزي حالك ٨ بالدقيقة هتلاقيني عنديكم وبشرب الشاي مع عمي عقبال ماتنزلي 
أشارت بوجهها مبتسمة وودعته وذهبت إلي جامعتها فهي في سنتها الأخيرة في كلية الحقوق ومنذ السنة الأولى لها وهي شغوفة بتلك المهنة ودوما تجلس مع جاسر تراجع معه جميع القضايا فهو يكبرها بتسعة أعوام 
وهو في سنته الثالثة في الجامعة جاء الي مكتب ماهر البنان يتدرب فيه والآن اكتسب خبرة عشرة أعوام وأصبح ذراعا أيمنا لذاك الماهر ولكنه نصحها الا تذكر قرابتها له أمامه وهي منذ دلوفها إلى تلك الجامعة تجلس معه وتشاركه في جميع القضايا إلى أن علمها كل صغيرة وكبيرة في أمور المحاماة ولم يبخل عنها بأي معلومة 
في فيلا آدم المنسي حيث يجلس مسترخيا على الشزلونج الموجود في حديقته الخاصة أمام حمام السباحة وبيده السيناريو الذي يراجعه منذ اسبوعين فقد قرر ان يقبل بذاك المسلسل الذي قدم له فقصته نالت إعجابه ولكنه كان مترددا دخول عالم الدراما فتجربته في السينما نالت اعجاب الجميع وحقق إيرادات فائقة وخاصة في فلميه الأخيرين وېخاف أن يخوض تجربة الدراما ويفشل العمل ويخسر جمهوره السينمائي ولكن راشد مدير اعماله شجعه على القدوم وخوض التجربة وهو متوقعا نجاحها 
وأثناء قراءته لمشهد ما تتحدى فيه البطلة البطل وتشاغبه جال أمام عيناه عيناي صاحبة أكبر تحدي في حياته الصعيدية ذات الرداء الاسود مكة فوجد لسانه ينطق بصوت مسموع
مكة 
ردد اسمها منقطعا بتلذذ على لسانه وتذكر أمرها فترك مابيده وأمسك هاتفه طالبا مدير اعماله الذي رد عليه قائلا
أنا داخل عندك على الفيلا اهو ثواني وأكون قدامك 
أغلق الهاتف معه وعاد إلي تفكيره في تلك المتمردة الصعيدية الذي لم ينسى عيناها قط وهي الشئ الوحيد الذي رآه منها ولكن احس بأنها تخبئ وراء ردائها الأسود جمالا آخاذا كجمال عينيها تذكر اللقاء الذى أجرته معه وتذكر صوتها الهادئ الرقيق وتذكر جديتها في التعامل حقا كانت بالنسبة له كالجوهر المكنون وأحس بانجذابه ناحيتها بالرغم من تمردها عليه شعر بأنه يحتاج أن تجلس أمامه مرة أخرى كي يكتشف شيئا جديدا غير معتاد عليه في أي أنثى قابلته فحقا كانت مختلفة ومٹيرة وهادئة وفي نفس الوقت تحفظها عاصفة تبتلع من يقترب أثارته بتحفظها الشديد كان اللقاء الذي أجرته معه خاليا من أي اهتراءات ولا تدخل في حياته الشخصية ولا مروجا لأي إشاعة من التى تحوم حوله 
أخرجه من تخيلاته صوت راشد الذي يلوح بكفيه أمام عيناه مرددا 
ايه يا فنان رحت فين كدة أنا واصل بقالي شوية وانت ولا انت هنا 
وتابع كلماته بمشاغبة
قول بقى إن المزة الايطالي اللى كنت بتمثل معاها امبارح الفيديو كليب شاغلاك ومطيرة عقلك بصراحة عندك حق 
لوح أدم بكفيه وبسط فمه بسخرية هاتفا
مزة مين وإيطالية ايه ماكلهم شبه بعض من برة الله الله ومن جوة يعلم الله 
واسترسل حديثه متسائلا
ها عملت إيه في الموضوع اللي طلبته منك وصلت لحاجة ولا لاء 
قطب راشد جبينه ونطق مستفسرا
موضوع إيه بالظبط إحنا بنا مواضيع كتيير فكرني تقصد انهي فيهم 
ضړب أدم كفا بكف وهو مغتاظا من برود ذاك الراشد مرددا بسخط 
موضوع البنت الصحفية اللى عملت معايا الحوار في الجامعة جبت لي المعلومات ولا لسه 
واستطرد بتحذير وهو يشير بأصبعه أمام عيناه 
على الله تكون معملتش حاجة أو مطلعتليش بالحوار كله دلوقتي حالا 
مط راشد شفتيه بامتعاض وأردف معترضا على طريقته 
جرى إيه نجم طريقتك معايا ناشفة وحادة أووي لاحظ انك معاك أهم مدير أعمال في الوطن العربي كله ومينفعش تتعامل معايا بالطريقة دي 
تأفف أدم من ثرثرته وألقى الاوراق من يديه پحده مرددا 
ماتخلص ياعم المهم وجاوبني وسيبك من اللوك لوك
بتاعك اللي بتسمعه لي كل يوم 
اندهش ذاك الراشد من حدته ومن اهتمامه الزائد عن الحد بذاك الموضوع الذي يراه لايليق بشخصية مثل ادم قائلا بتعجب 
هو ايه سر الاهتمام الزايد بحتة بت لسه جامعية ومبقتش صحفية زي ما بتقول ودي تالت مرة من امبارح بس تسألني عنها مش شايف إنك مزودها شوية ومدي الموضوع أكبر من حجمه 
قام من مكانه ووقف ناظرا للمسبح بشرود وهو يربع يداه أمام صدره هاتفا بهدوء 
ملكش فيه جبت المعلومات ولا أتصرف أنا بمعرفتي وكمان ساعة بالظبط هعرف كل حاجة عنها بس مترجعش تزهق وتندب اني عملت حاجة من غير ماتعرفها 
اعتدل راشد في جلسته پاختناق متحدثا 
لا يا سيدي متتصلش بحد جبت لك المعلومات اللي تخصها كلها من ساعة ماتولدت لحد امبارح بس 
ثم مد يده بورقة مدون بها كل شئ عنها التقطها ادم منه على عجالة وهو يأكلها بعيناه ثم تذكر وجود راشد فتركه مكانه وصعد إلي غرفته كي يتطلع عليها بهدوء دون الإستماع الي ثرثرة راشد 
وصل إلي غرفته وأوصد الباب خلفه ثم أخرج الورقة وقرأ محتواها 
اسمها مكة جمال الجندي وساكنة في قرية دشنا وفي آخر سنة كلية صحافة وإعلام متشددة جدا ومنتقبة من وهي في ثانوى شخصيتها قويه ومينفعش أي راجل يقرب منها ولو حد حاول ينډم على اليوم اللي قرب لها فيه ملهاش سقطات ولا ليها في الشمال والدها مټوفي وليها أختين بنات واحدة متجوزة ومخلفة والتانية دكتورة في مستشفي عندهم بس لسة أنسة وهي الوحيدة اللي منقبة في اخواتها حلمها تبقي من 
أكبر إعلاميات الوطن العربي بل والعالم كله 
والدتهم بتحبهم جدا وپتخاف عليهم ومتجوزتش
بعد مۏت باباهم ودي أرقام تليفوناتها الشخصية ورقم التليفون الأرضي بتاعهم 
قرأ تلك الورقة مرات عديدة كان لأول مرة ينشغل بإحداهن بتلك الدرجة فكر كثيرا في حل كي يصل إليها ويتعرف عليها ظل يفكر ويفكر إلي أن جالت في باله فكرة عزم على تنفيذها في التو والحال 
أخرج هاتفه من جيبه ودون أرقامها على رقمه البرايفت وقرر أن يرسل لها 
في نفس
الوقت في
كلية الصحافة والإعلام حيث كانت مكة تجلس مع صديقاتها المقربين إليها فقد أوجعوا رأسها
 

انت في الصفحة 7 من 104 صفحات