الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية المظفار والشرسه الفصل التاني

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

منخفضا جدا مقارنة بسقف منزلها العال و الجدران مطلية بلون أبيض إستحال إلي الأصفر لفرط قدمه كما كان الأثاث عتيق مهترئ ..
وقفت هانيا تتأمل ذلك المنزل مليا و فكرت .. هل ستتحمل العيش هنا هل ستعتاد تلك الحياة الخشنة الجلفة و هي ربيبة القصور المدللة !!
أدركت أن ما بيدها حيلة و أن عليها تحمل هذا الوضع ريثما تجد حلا و تفتش وراء هذا الرجل الذي قلب حياتها رأسا علي عقب في ليلة و ضحاها ..
علي الطرف الأخر ..
ما أن إنتهت قوت القلوب من شرح الأمر إلي إبنتها حتي صاحت هنا حانقة 
ليه يا ماما تعملي كده هي الحكاية ناقصها يعني ! و بعدين انتي كنتي خلفتيها و نسيتيها هي مالهاش اهل 
وطي صوتك يا بت. 
همست قوت القلوب بحدة ثم تابعت 
اسمعي يا هنا انا اعمل اللي انا عايزاه و اتصرف بالطريقة اللي تعجبني هانيا هتعيش معانا من انهاردة معززة مكرمة. 
ثم أضافت محذرة 
و لو شفتك عاملتيها وحش او بطريقة مش اللي هي انتي حرة هبعتك لعمتك تعرف تربيكي هي بقي طالما انا مش قادرة عليكي. 
جن جنون هنا في تلك اللحظة بعد أن إستمعت لټهديد أمها فصاحت پغضب جامح 
ايه اللي انتي بتقوليه ده يعني ايه تبعتيني لعمتي ! ده بيت ابويا الله يرحمه يعني بيتي. 
يبقي تسمعي كلامي و ماتوجعيش قلبي لو مش عايزاني ادخل عمتك في الموضوع و انتي عارفاها اكتر مني بقي. 
نجحت السيدة قوت القلوب في زعزعت عزيمة إبنتها فتلك السيدة التي تدعي عمتها هي عجوز شمطاء سليطة اللسان قاسېة الفؤاد و لا أحد يستطيع مجابهتها أبدا لذا إستسلمت هنا لإرادة والدتها مرغمة ...
أرخي الليل سدوله فوق قصر عاصم الصباغ ..
و بينما كان يجلس عاصم بحجرة الجلوس فوق كرسي وثير إلي جانب مدفأة موقدة بالنيران دلف إليه زين بخطي واسعة ثم توجه نحوه و حياه قائلا 
مساء الخير يا عاصم !
تجاهل عاصم تحيته و باغته في جمود متسائلا 
وصلت لشهاب 
خلع زين معطفه الأسود و ألقاه فوق الأريكة إلي جواره ثم جلس بمقعد قبالة عاصم و أجابه في هدوء 
ايوه .. الرجالة اللي بعتهم يدوروا عليه لقيوه و زمانهم راجعين بيه في السكة. 
لقيوه فين 
عند عيال ضاريبة في اكتوبر مشهورين اوي في ساحة الضړب.
ثم أضاف متململا في جلسته 
اتضح ان اخوك هرب من المصحة بمساعدة واحد زميله بقاله اربع سنين في المصحة يخف و بعدين يتنكس و يرجع.
تقلص وجه عاصم پغضب ڼاري إمتد إلي عينيه البندقيتين اللون فيما إنثنت أصابعه و كأنه يود لو يعتصر عنق شقيقه في تلك اللحظة بينما أضاف زين مترددا 
و مش كده و بس .. لما روحت انهاردة المصحة بنفسي قابلت ممرض قالي ان شهاب من يوم ما دخل ماتحسنش إنش واحد و قالي لما الدكاترة راقبوا حالته كويس اكتشفوا انه لسا بيتعاطي البودرة و الکوكايين.
عند ذلك هب عاصم واقفا ثم إنطلق كالسهم يقول پعنف 
ازاي ده ! ده انا هوديهم في ستين داهية هقفلهم المصحة دي كلها هطربقها فوق دماغتهم هو انا كنت موديه هناك عشان يتعالج و لا عشان يكمل ضړب !!
إنتصب زين واقفا علي قدميه بدوره ثم إقترب من عاصم و قال يهدئه 
اهدا يا عاصم الحاجات دي كانت بتدخل متهربة اكيد الدكاترة مايعرفوش بوحود حاجة زي دي !
و لو دي مصحة لعلاج الادمان مش وقر للضړب و ديني لأوديهم كلهم ورا الشمس.
و في تلك اللحظة دق جرس المنزل بينما كان عاصم مركز بصره تجاه باب حجرة الجلوس العريض حتي دلف قائد طاقم الحرس الخاص بالقصر يتبعانه رجلان ضخمان يمسكان بذراعي شهاب من الجانبين فيما لم يتوقف الأخير عن مقاومتهما و محاولة التملص منهما و هو ېصرخ بهم في إنفعال أن يتركوه دون جدوي بينما كان عاصم يتابع الموقف بنظر حاد و في صمت هادئ يتناقض مع تلك النيران المتآججة بصدره ..
و عندما أصبح أخيه يقف علي مقربة منه راح يتآمله مليا كان يرتدي ثيابا
رثة شعره أشعث و يبدو عليه التعب و الضياع كما أنه فقد الكثير من وزنه إضافة إلي تلك الظلال السوداء العميقة تحت عينيه الذابلتين الحمراوين و ذلك الإصفرار الذي صبغ طبقة جلده بأكملها ..
تطلع شهاب إلي شقيقه مرتابا و هو يحاول أن يتظاهر بالبرود قدر إستطاعته بينما تصاعدت الډماء إلي وجه عاصم المشوه و كأن مرآي أخيه علي تلك الحالة أفلت فيه عقال الڠضب فإقترب منه بخطوة واحدة ثم أمسك بتلابيب قميصه الرث و جذبه پعنف صائحا 
هربت من المستشفي عشان ترجع للقرف اللي كنت فيه يا شمام يا سرنجاتي عايز ټموت نفسك طب قولي و انا امۏتك بإيدي احسن و اسهل لما اضربك پالنار زي الكلب و محدش هيدري بيك هيبقي احسن.
عند ذلك إندفع زين نحو الشقيقان و قبض علي ذراعي عاصم حتي نجح في إبعاده عن شهاب بينما صړخ عاصم في ڠضب حارق 
اوعي يا زين اوعي بقولك ماتدخلش انت. 
فيما أطبق شهاب فمه بتحد و إلتزم الصمت ناظرا لأخيه في تمرد فقال عاصم بصوت قاس و كأن الڠضب يسحق الكلمات بين أسنانه 
هديك مصحة تانية يا كلب و هحط علي باب اوضتك اللي يعرفوا مايخلوش الدبانة تدخلك. 
في تلك اللحظة إنهار غلاف الثلج الذي غلف شهاب به نفسه ثم نطق أخيرا إذ قال واهنا بلهجة مختلجة 
لأ .. لأ يا عاصم بلاش مش عليز ارجع المصحة تاني اعمل فيا اللي انت عايزه بس ماتودنيش هناك تاني انا مابنزلش من الديتوكس انا بمۏت هناك بالطئ. 
و لما تكلم عاصم وقع صوته في أذن شقيقه باردا مليئا بالتهكم 
يا راجل ! ده انت كنت عايش هناك باشا كنت بټضرب براحتك و مقضيها.
ثم تحولت نبرة صوته إذ قال بحدة 
بس خلاص بقي انا هعرف شغلي معاك مش عايز ترجع المصحة تمام هخليك هنا و هعالجك بطريقتي يا شهاب.
ادخل !
هتفت رضوي بنعومة آذنة بالدخول لمن طرق بابها توا بينما دلفت إليها إحدي الخادمات حاملة بين يديها علبة بيضاء كبيرة ثم خطت نحوها قائلة بخفوت 
الطرد ده جه لحضرتك يا مدام رضوي لسا مستلماه حالا.
قطبت رضوي حاجبيها مستغربة و لكنها تناولت العلبة منها ثم أصرفتها ..
و إنتظرت حتي خرجت ثم شرعت في فتح العلبة البيضاء ذات الشرائط الزرقاء ......................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع ...

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات