رواية جديده
أنت عمرك ما كنت كدا و ياريت تخرج المدرس بلاش تشرد أسرته هو كدا خد اللى يستحقه وزيادة
ماشى بس هربيه الأول وبعدها هبقى أخرجه
سارت بخطوات بطيئة فقد بدأت تتعود على تلك الكلمات التى تقال من والدها فهى تشعر بداخلها بأنها لا يحق لها أن تحزن منهما فقد أخرجوها من تلك الدار وانفقوا عليها وأغمروها بالحنان والعطف فهى ممتنه لهم بذالك اقتربت منهما وابتسمت ابتسامة رقيقة حتى لا تشعرهم بشئ فقالت وهى تقبل يديه صباح الخير يابابا
راحت عليا نومة ومحستش بنفسي غير وانا صاحية على صوتك هو فى حاجه مزعلة حضرتك
ربت على يديها برفق قائلا
لا ياحبيبتي مفيش حاجه مزعلاني متشغليش بالك أنتي وبعدين أنتى كويسة حاسس أنك فيكي حاجه ملامحك مطفيه ومش منورة زي كل مرة بشوفك فيها
ابدا يابابا أنا زي الفل هو بس هتلاقيني علشان لسه صاحية مش أكتر ثم أستدارت قليلا تنظر إلى صديق والدها لتقول بمرح
ايه دا عمو رؤوف أنت هنا يارجل مش تكح أو تقول اي حاجه كدا تلفت أنتباهي أنك موجود
ضحك بخفة وقال ياسلام ياختي على اساس أنك مكنتيش شيفاني دا انتى سوسة
أعمل إيه بس ياعمو كل لما اشوف بابا فى أى حته عيني مابتشوفش غيره
أحتواها بين ذراعيه ليقول مبتسما بنتي حبيبتي تقول وتعمل اللى هى عايزاه
أردف صديقه قائلا بهدوء ماشى ياسيدي ربنا يديمكم لبعض اه صح انت مش ناوي تجوزها بقا يمكن تبطل لماضة شوية
زفر عامر بضيق وقال لما نشوف الزفت ناوي على ايه بقاله سنتين بيشطب فى أم الشقة اللى مش بتخلص دي
والله أنا وأبوه غلبنا معاه وهو مصمم على رأيه لما نشوف أخرتها ايه
هبت فيروزة واقفة وكأن لدغتها أفعى فهى تخشي هذا اليوم التى ستتزوج به وتترك تلك العائلة ثم قالت بتوتر
أنا هقوم اشوف ماما محتاجين مني أي حاجه أعملهالكم
مساء فى مستشفى الهلال الخاصة
كان جالسة أنيس فى مكتبه مجتمعا مع بعض الأطباء لمناقشة بعض الأمور المتعلقة بتجديد وتطوير المستشفى بعد مرور ساعة خرجوا الأطباء بعد الاتفاق الذى دار بينهما تحدثت الممرضة قائلة
دكتور أنيس كنت محتاجة من حضرتك تمضيلى على طلب الاستقالة دا
وأنا مش همضى وياريت يا أنسة تتفضلى على شغلك وتبطلى كل شوية تقدميلى طلب استقالتك الشغل هنا مش لعبة مش وقت ما تزهقى وتقرري تمشى هنحققلك رغباتك
تحدثت بنفس البرود قائلة وأنا مش تحت أمرك اتفضل أمضى
ولو ما مضتش هتعملى ايه يعني!
ولا حاجة همشى ومش هتعرفلى طريق يا أنيس وابقى وريني هتوصلى أزاى
اطلق صوت ضحك عال وهو يعبث بالقلم ليقول باستفزاز امممم قلبك بقا مېت ياديدي ثم أستدار بالكرسي ليعيطها ظهره و أكمل حديثه
ماشى ياستى أبقى وريني هتعملى ايه ويلا بقا طرقينا مش ناقص ۏجع دماغ واه متنسيش تبعتيلى عمو عبده بالقهوة يلا ياماما يلا ياحبيبتي برا مش عايز عطلة ورايا شغل
أردفت دارين بضيق وڠضب قائلة طيب يا أنيس أنا هوريك هعمل ايه ماشى انت اللى جبته لنفسك ثم غادرته وأغلقت الباب خلفها بقوة
بعد بضع دقائق فتح الباب بخفة لتنظر الأخرى بداخله ابتسمت بهدوء وهى تراه يضع رأسه بين يديه ويبدو عليه الإرهاق تحدثت بنبرتها الجميلة قائلة
دكتور أنيس تسمحلي بالدخول
رفع رأسه إليها ثم أبتسم بسعادة ليهب واقفا اقترب منها ليضمها برفق قائلا ياعمرى أنتى ايه المفاجأة السعيدة دي بجد فرحت بشوفتك
ايه رأيك فى المفاجأة دي عجبتك
طبعا عجبتنى جدا أنتى بقالك فترة كبيرة مجتيش تزورينى هنا
مدت يديها إليها لتعطيه بوكيه الورد الأبيض قائلة
واديني ياسيدي جيت أزورك
اردف بسعادة غامرة وقال يااااه ياروزا وكمان جيبالى ورد دا انتي عسل اوي ابقى تعالى بقا كل يوم زورينا
أى خدمة علشان تعرف بس ان اختك بتحبك قد ايه
قبل جيبنها برفق قائلا
حبيبة أخوكى أنتى المهم إيه مناسبة الزيارة السعيدة دى
مفيش مناسبة حبيت أجى ازورك ونخرج نتعشى برا بقالى فترة مقعدناش مع بعض والشغل بقا واخدك منى ياأنوسه
قلب أنوسه من جوا ويلا ياست البنات هخرجك أحلى خروجه
فى مطعم هادئ وراقي وضع الجرسون أمامهما الطعام تحدثت فيروزة متسائلة بهدوء أنيس هى مين البنوتة اللى كانت بتبصلك واحنا خرجين پغضب وكأنها عايزة تولع فيك
أردف باللامبالاة وقال دى ممرضة شغاله معايا فى المستشفى
امممممم وطب كانت بتبصلك كدا ليه هو انت عملت ليها حاجة
ابدا ياستى كل الحكاية والرواية أن هى عايز تستقيل من الشغل وانا رفض طلبها
أردفت فيروزة بفضول قائلة طب وأنت رفض ليه ما كنت تسيبها
أرجع ظهره مستندا على الكرسى ليزفر بضيق مينفعش أن هى تمشى ياروزا مينفعش ابدا
قطبت حاجبيها بعدم فهم نعم ودا ايه اللى مخليه مش نافع صمتت لوهلة ثم أضافت بشك أنيس هو في حاجة مابينكم يعنى بتحس باتجاهها بحاجه
أجابها بالموافقة قائلا ايوة ياروزا انا بس مش بحس بحاجة أنا بحبها اوي وهى كانت بتبدالنى نفس الشعور وكنا مبسوطين وحتى قولتلها أنى هاجي أخطبها كانت فرحانة اوى لكن معرفش مرة واحدة اتغيرت معايا وبقت عايزة تبعد وماتكملش ومش عارف ولا فاهم ايه السبب وكل ما اسألها تقولى احنا مينفعش نكمل ونكون لبعض لحد ما أتخنقت حاسس ان هى ما بقتش تحبنى أو مكنتش اصلا بتحبنى
يمكن فى حاجة ياأنيس مخليها تبعد عنك كدا وهى رافضة أنها تقولها لو بتحبها أتمسك بيها وحاول تعرف هى مالها
فكرك أن انا مابحاولش والله بحاول بس خاېف أوي يافيروزة خاېف من الفراق انتي متعرفيش أنا بحبها قد ايه هى كل حياتي وروحي ومش هقدر أعيش من غيرها أنا كل اللى كنت بتمناه ان هى تبقى من نصيبى وحلالى
أمسكت كف يديه تربت عليه بهدوء ثم ابتسمت برقة قائلة إن شاء الله كل حاجه هتتصلح ياحبيبى خلى ثقتك ويقينك بالله اكبر من كدا وربنا يحققلك مرادك
ونعمة بالله حاضر ياحبيبتى
فى قصر العائلة
تحدث عامر بضيق قائلا أقسم بالله ياعمر لو ما اتهديت أنت والزفت دا لاقوم ارزعك كف يلوحك
نظر إليه عمر وهو يمسك طارق من رقبته وقال
ماتقول لابن أخوك ياخويا يسيب شعرى وانا اسيبه
قبض طارق يديه على شعره أكثر وهو يقول
وربنا ما انا سيبك غير لما تقلع التيشيرت بتاعى ياحرامي الهدوم دا انا لسه شاريه وملحقتش البسه تقوم انت واخدة من دولابي
وأنا أعملك ايه ما انت اللى بتجيب لبس حلو وماركة حد قالك تعمل كدا
أردف الأخر بضيق امال انت عايزنى أبقى معفن زيك وبخيل يلا يابخيل
تحدث عمر بعصبية طب والله ما انا سيبك ياطارق الكلب
هب عامر واقفا ثم أخرج الكرباك من تحت الأريكة التى يحتفظ به من اجلهم ثم اقترب منهما سريعا وهو يعزم على ان يلقنهم ضړبا مپرحا طب والله انتو اللى جبتوه لنفسكم
تركوا خناقهم سريعا ليركضوا مهرولين بكل الاتجاهات وهم ېصرخون بينما بقية أفراد العائلة يجلسون بهدوء يشاهدون تلك المسرحية التى تحدث أمامهم مثل كل يوم وكان أبطالها عمر وطارق مجانين عائلة الراشد
وقف طارق خلف السفرة وهو ينهج ليقول
حرام عليك ياعمى دا مش اسلوب تتعامل بيه من ملايكة زينا
نظر إليه بذهول وقال انتو ملايكة دا انتو شياطين وانا هربيكم من اول وجديد
أردف عمر قائلا فعلا عندك حق انت معرفتش تربى
توقف عامر مكانه ليرفع حاجبه الايسر
تصدق كلامك صح انا فعلا معرفتش اربي ولكن احنا لسه فيها ياحيوان بدأ يقترب منه بخطوات أشبه بالركض فهرول الأخر إلى ناحية باب القصر ليجد فيروزة امامه أختبأ ورائها قائلا
الحقينى ياروزا ابوكي أتجنن وعايز ېقتلني
اقترب منهما وقال بعصبية
تصدق أنك عيل مش محترم علشان تقول على ابوك كدا
مش قصدى ياحج التعبير خانى اعمل ايه بس
نظر إليه طارق بخبث شوفت ياعمى ابنك بيقول ايه علشان تعرف بس انه قليل الادب ومش متربي
رمقه الأخر بنظرات توعد وقال
أخرس ياحريقة يابتاع سناء و شجرة الكلية وعصير الليمون دا انا هفضحك بكرا فى الجامعة كلها وهقولهم بتاع سناء راح و بتاع سناء جه ورقصني ياجدع
قاطع والده حديثه قائلا ما انا هرقصك فعلا يابن نازلى وبعدين انت ماسك أختك كدا ليه ابعد عنها احسنلك
وضع يديه فى وسطه وقال
ياسلام عايزني ابعد عنها علشان تضربنى طب وربنا ما انا باعد ها
اشتدت ملامح وجهه لتتحدث فيروزة سريعة قائلة
حقك عليا انا يابابا معلش متزعلش نفسك دا واحد متخلف سيبك منه وانا هشوفلى صرفه معاه علشان خاطرى أهدي واقعد وريح أعصابك وماتدايقش
ثم أمسكت أخيها من طرف أذنيه تجروا خلفها وفعلت مع طارق نفس الشئ وأتجهت إلى الطابق الثانى
دخلت بهم إلى غرفتهم وجلست بهدوء على طرف الفراش مش هتبطلوا شغل العيال دا انتو شباب فى تانية كلية المفروض تبقوا واعيين وعقالين أكتر من كدا ولا ايه
تحدث طارق بضيق قائلا قولى لاخوكى اللى مش بيسمع الكلام وكل مرة هو اللى بيبدأ
امممم الكلام ليك وله وبعدين ياطارق انتو وهو بتلبسوا هدومكم مع بعض اشمعنا بقا النهاردة اللى اټخانقتوا
عشان التيشيرت لسه جيبه وكنت هخرج بيه بكرا لكن هو ماصدق لطشه ولبسه
نظرت إلى أخيها الذى اشاح بوجهه بعيدا عنها فقالت
استاذ عمر مش هتتنيل تبطل رخامتك دي وازاي تسمح لنفسك تلمس حاجه مش بتاعتك يابيه دا تصرف ناس همجية وقليلة الذوق ومعندهاش ډم وبجحه اتفضل اعتذر من ابن عمك واياك اشوفك بتعمل حركات العيال دي تاني
أخفض رأسه حرجا من كلام أخته ثم قال بنبرة حزينة
أنا بعتذر منك ياطارق وأسف لو كنت مديت ايدي على حاجاتك وأوعدك مش هكررها تانى ولا هلمس اي حاجه تخصك بعد كدا
اقترب منه طارق الذي تبسم بحب أخوي ليرفع رأسه قائلا
أياك توطي رأسك فى الأرض تاني
وانت بتكلمنى وانا معنديش أى مانع فى إنك تاخد حاجاتى أنا بس انفعلت النهاردة عشان كنت محضر الطقم دا لمقابلة الحتة بتاعتى بكرا لكن انت خطفته منى يلا مش مهم أنا وأنت واحد وكمان حقك عليا متزعلش منى انا بردو كبرت الموضوع وهو مكنش مستاهل
خلاص مش زعلان المهم أيدك بقا على مية جنية حق الاستشوار اللى انت بوظته
ضحكت فيروزة وضړبت كف على كف لتقول
والله العظيم البيت دا مليان بالمجانين وبعدين متنسوش تنزلوا تعتذروا من بابا ياحلوين
الفصل الثانى
فى صالة التدريب كان يقف اللوء عامر يشرح لبعض الخريجين الجدد بعض المعلومات الخاصة بالمهمة
الجديدة