رواية بقلم شيماء النعمان
خائڼة خادعة لمن أحبها
لن تنسى مهما حييت نظرته إليها وكأنه يتوعدها
ولكنها تغاضت عن رؤيته احتمت بأبيها الذى كان دائما يطمئنها أن حقها لن يضيع
استمع القاضي لأقوالها وأقوال خالد
ولكن من كتب كلمة النهاية كان حمزة الذى حذره خالد من حضور الجلسة ولكنه عاند وجاء ليشهد
وقف أمام القاضي الذى بدأ يسأله بعض الأسئلة الروتينية
_ أيوه أنا
_ ممكن تحكيلى إيه اللى حصل واللى شفته
بدأ حمزة يسرد ما يعرفه من بداية اتصال عمه به حتى نقل تويا للمشفى وخالد يراقبه پغضب ثم يعود وينظر إليها بنظرة أشد قسۏة
سأل القاضي حمزة سؤال أخير يعنى عمك اللى اتصل بيك وقالك الحق خالد ھيموت مراته
_ أنت كنت تعرف أن خالد كان متجوز قبل
كده
_ أيوه وطلقها بعد جوازهم بشهر تقريبا
_ وإيه سبب الطلاق
نظر حمزة لخالد الذى تحول وجهه لقطعة من الجمر ولكنه عاد للقاضي مرة أخرى
اللى عرفته أنها ضحكت عليه وده اللى اكتشفه يوم الفرح وعشان كده طلقها بعد مشاكل كتير بينهم بس أنا كنت فاكر أن تويا وأهلها عارفين بس اللى عرفته أن محدش فيهم كان عارف حكايه جوازه دى
تقرير الطبيب الشرعي
شهادة ابن عمه
كل شيء ضده
لم تعد أمامه خيارات حتى المحامى الذى وكله للدفاع عنه لم يجد أمامه ما يفعله غير محاولة تخفيف الحكم
وجلسة وراء جلسة وكان حكم القضاء بالسجن لمدة عام وصرخته كانت مرعبة اقشعر لها جسدها وهى تراه يصارع أيدى الحراس وسميرة تبكى وتصرخ تناظرها بكراهية لا حدود لها ولكنها اكتفت
حكم بالسجن يعقبه حكم بالطلاق ورغم شعورها بالانتصار عليه إلا أن شعورها بالألم الذى ذاقته الفترة الماضية لا يعادله ألف لحظة فرح
ليث مهران
حنين
اشتياق
ذكريات مازالت تتسابق أمام عيناه
نظرة وداع أبيه .......نظرة عتابه عند الفراق
بكاء إخوته ومحاولاتهم لمنعه من السفر
وصورتها هي .......
هي من خسر كل شيء لأجلها
ولكن ........
أمام تضحيته كان الثمن
ثلاثة أشهر فقط كان قد اقترب من نيل موافقة أبيه ليفاجئ بصورة زفافها
لم يصدق عيناه حسب أنه يهذى وأنها ليست هي
مجرد شبيهة ولكن صړخة صديقه أيقظته
تزوجت
تزوجت وتركته وتزوجت بمن بابن عمه
تركت الجميع لتتزوج من ابن عمه هو
وقتها قرر عدم العودة
لن يعود مجددا سيبنى حياته
هنا ولكن أمه وأبيه وعائلته
بأكملها سوف يشتاق إليهم حتما
ولكن يكفى عدة سنوات حتى يعود
لكن مكالمة أمه وأخيه ېصرخان به العودة
أبيه خسر كل شيء
العم الوحيد سرق كل شيء بأوراق مزورة باحترافية
وأخيه الصغير أضعف من أن يواجه عمه وحده وحتما أمه وشقيقته لن تستطيعا مواجهته وحدهما
وكان قرار العودة قرارا سريعا لا رجعة فيه
أفاق من شروده على صوت إعلان هبوط الطائرة في مطار القاهرة الدولى ليستعد للقاءهم مرة أخرى يستعد للعودة لكل شيء تركه ولكنه عاد مختلفا عاد آخر
عاد أكثر قوة
أكثر هدوءا
وأكثر عقلانية
أم القلب فلم يعد له مكانا لم يعد يريده
عدل من وضع منظاره الشمسى يحمل حقيبة أعلى ظهره وأخرى بيده يجرها خلفه
انتهى من كافة إجراءات الوصول ليخرج لملاقاة صديقه وأخيه وصديقته السابقة التي أصرت على استقباله بنفسها
أما هي فعيناها لا تصدق أنه أمامها وكأن سحر أصابها عند رؤياه
تتفحصه من أعلى رأسه لأخمص قدميه
اختلف كثيرا .......بالفعل اختلف
لحيته طالت لتعطيه وسامة وجاذبية سحرتها
عيناه البنية ونظرته الغامضة وكثافة حاجبيه أعطته مظهرا غريبا مختلفا عليها
أصبح مفتول العضلات ومع طوله الفارع أصبح أمامها كبطل أحلامها الماضية والقادمة أيضا
اقتربت منه مرحبة بحفاوة واشتياق
ليث حمدالله على السلامة
ابتسم لها قائلا الله يسلمك يا نهال
وحشتنى أوى
وابتسامة مجاملة أخرى وأنتى كمان وحشتينى
مصر كلها باللى فيها وحشونى
مازحه محمد صديقه حد قالك تغيب كل السنين دى يا مفترى
_ خلاص يا ميدو مبقاش فيها غياب كفاية أوى كده
وطريق العودة من المطار لبيته كان طويلا كفاية ليشبع عيناه من كل شيء حوله كان كافيا ليتنفس هواءها وليلها المشاغب مهما ابتعد فالليل في بلاده يختلف عما سواها
_ من زمان يا ليث بس أنت اللى مسافر بقالك زمان
تحدثت نهال وعيناها مازالت تلتهمه قائلة خلاص بقى يا أحمد ليث مش هيسافر تانى .......صح يا ليث
ونظرتها غريبة عليه مختلفة كانا قديما أصدقاء لكنها تنظر إليه الآن نظرة غريبة عنه ولكن الوقت غير كافى ليحاول فهم نظرتها الغريبة
نحيبها يتعالى بقوة تقهر قلبه الذى طاوعه طوال خمس سنوات على عدم العودة
ابتعد عنها قليلا متجها نحو شقيقته الصغرى منة التي تقف تنظر إليه بلهفة تتفحصه تحاول تذكر ملامحه التي غابت عنها لسنوات طويلة كانت هي مازالت في نهاية المرحلة الإعدادية
كبرتى اهو وبقيتى عروسة زى القمر
إلتف ناحية أمه أومال فين بابا
اختفت ابتسامة والدته علية لتنظر ناحية غرفته بابا تعبان يا
ليث ومحتاجاك جنبه يا ابنى
وقف على عتبة غرفة والده يلتهم ملامحه بشوق
لا يعرف أيلومه أم يلوم حاله على فراقهم
رفع عيناه لوالده الذى يبتسم بضعف ليعتدل ويجلس بجواره ويشد والده على
كفه بقوة رجعت يا ليث
ابتسم ليث ببساطة لما عرفت أنك عاوزنى كان لازم أرجع يا بابا
أخذ الوقت الكافى ليلقى عن كاهله عناء السفر ولكنه رفض النوم. الراحة قبل أن يستمع لوالده قبل أن يعرف كل شيء
ظلا يتحدثان لساعات طويلة لم يشعرا بها
حسين يتحدث وليث يستمع بكل ذرة في كيانه
ترتسم أمامه المؤامرة التي حكاها عمه ليحصل على كل شيء
إمضاء والده ليس مزور ولكنه مضى عليه معتقدا أنها أوراق أخرى خاصة بالعمل
لا يعلم أن أخيه استغل مرضه ودبر الأمر برمته
أوراق تمكنه من استغلال والسيطرة على كل شيء
وضاع تعب السنين
آلت الشركة لعمه نوح وإبنه من بعده
ترك والده ليستريح وذهب لغرفته يحمل بيده كوب الشاي الذى أعده لحاله يقف في شرفة غرفته وعقله يعمل ويعمل
محاولة لإعادة كل شيء
تفكيره وتركيزه على أمر واحد
استعادة ما سلب منهم
ورغم عقلانيته ولكنه يعلم تماما أن عمه لن يترك الأمر للصدفة أو لمحاولات فاشلة يحاولها ليث لإستعادة الشركة أما الأموال ستعود عندما يمسك بزمام الأمور من جديد هو يعرف أنه قادر على النهوض بالشركة من جديد
سنوات عمله بالخارج والخبرة التي اكتسبها وسمعة والده الطيبة حتما سيساعدون في إعادة كسب الثقة ولكن الأمر لم يكن سهلا
الورق الذى يمتلكه عمه يعطيه الحق في إدارة الشركة مدى الحياة أي أنه لن يكون له الحق في شيء سيكون مجرد موظف في شركة والده ولكنه دائما لا يرضى بالأمر الواقع
فكرة لمعت في عقله يعرف أنها فكرة مچنونة ولكنه سيستعيد بها حقه وحق والده سيعود كل شيء كما كان وابتسامة ماكرة تداعب ثغره وهو يرسم أمامه
ستة أشهر قضتها في محاولة لإستعادة ذاتها
ستة أشهر تقضى وقتها في غرفتها منعزلة عن الجميع رافضة لفكرة التأقلم من جديد
لم تخطئ لتنال من القسۏة والألم ما تلاقيه الأن
حاولت .......صدقا حاولت أن تعود كما كانت
مرحة .......شقية
تغزو البسمة وجنتيها
ولكنها فشلت
لم تعد قادرة على خداع حالها أكثر
يومها يبدأ وينتهى في نفس المكان
نفس الركن الذى أخذ منها أياما وليالي وهى قابعة فيه تنظر للسماء بصمت بداخلها الكثير والكثير
بداخلها ڼار تلتهم شبابها
بداخلها دوامة تلتهم تفكيرها
تلتهم أيامها وهى ساكنة مستسلمة
لكن أبيها لا يعجبه الحال
دائما يرفض الأمر الواقع إذا كان يأتي بالخسارة والۏجع
وهى طفلته الوحيدة لا يعجبه ما تفعله لا يعجبه ضعفها
يريدها قوية
لا يريدها منكسرة
يريدها أبية لا مستسلمة
دخل غرفتها بحث ليجدها تجلس في شرفتها رافعة
_طيب مش بتروحى لدعاء صاحبتك ليه هي دايما بتيجى ليه مش بتروحيلها انتى كمان على الأقل تغيرى جو بدل قاعدة البيت دى يا حبيبتى
_ ملوش لزوم يا بابا دعاء بتيجى وخلاص لو فكرت أروحلها ماما هترفض وهتقولى بلاش
عقد حاجبيه پغضب من تصرف زوجته منذ طلاق تويا وازدادت هي حساسية تجاه الأمر يشغلها حديث الناس التي بدأت تتسائل لماذا انفصلت تويا ولكن هو لا يهمه الأمر ما يهمه حقا هي ابنته ابتسم لها قائلا لا يا حبيبتي هي ماما بس بتقلق عليكى بس ولا يهمك أنا اللى بقولك اهو خدى العربية بكره واخرجى أنتى ودعاء ولا يهمك من حد ولا من كلام حد
_ يعنى إيه يا محمود
انتبه لصوت زوجته المتذمرة فنظر إليها نظرة يطالبها السكوت ولكنها تجاهلته مكملة أنت إزاى عاوزاها تخرج لوحدها
هي وصاحبتها يتفسحوا وبالعربية كمان
نظر
لابنته التي عادت وانكمشت على حالها لينظر لزوجته بسخط أيوه يا ليلى تخرج وتتفسح وتعمل اللى هي عاوزاه بنتى مش عيبة ولا ارتكبت چريمة عشان تتدارى بنتى غالية وهتفضل غالية
نظرت ليلى لتويا مؤكدة طبعا غالية وغالية أوى كمان بس الناس مش بترحم هيقولوا إيه
مطلقة وداخلة وخارجة براحتها
صاح فيها حتى كاد ېصرخ يا ست يا أم دماغ متركبة شمال سيبك من الناس ومن كلامهم لو بنتى عملت غلط هعاقبها بس أنا بنتى صح وأبوها في ضهرها تخاف من إيه ولا تعمل حساب لمين
_ يا محمود محدش مقوى البت دى غيرك انت أنا بعقلها وانت بتقويها
ابتسم وهو ينظر لتويا قائلا وأقويها كمان وكمان ولو مكنتش قوية بأبوها تبقى قوية يمين
تويا بكره تأخدى العربية وتخرجى وتتفسحى واعملى اللى أنتى عاوزاه ما دام أنتى صح مټخافيش سمعانى
ابتعدت تويا عن أبيها تمتلك الشجاعة لتفاتحه في أمر شغلها الفترة الأخيرة
بابا هو أنا ممكن أطلب
طلب
_ اطلبى يا قلب بابا
_ عاوزة اشتغل
اختفت ابتسامة ليلى لتعود وتقول مستنكرة تشتغلى ليه يا تويا هو انتى محتاجة حاجة ولا عاوزة الناس تقول إيه
صړخ بها محمود تتحرق الناس .........بنتى مش بتعمل حاجة غلط
نظر لتويا باصرار قوى تويا عاوزة تشتغلى ......اشتغلى ولا يهمك من حد
صاحت ليلى يا راجل أنت بطل دلعك ده
تركهم وهو يصيح مستنكرا متتدخليش بينا راجل وبنته خليكى انتى بعيد
أسرعت خلفه لتلحق به ماهى بنتى يا محمود
_ يبقى تسكتى كفاية اللى