ملكه علي عرش الشيطان
يدلف مغلقا الباب خلفه
وقفت هي ب الخارج مذهولة ترتجف خوفا مما حدث ب الداخل صوته و وعيده جعلاها غير قادرة على إستعياب ما يقصد ولكنه لن يكون جيدا البتة
وعلى الناحية الأخرى قد رآها حارس البوابة العجوز ف أثارت شفقته ليتجه إليها خلسة
وضع يده على كتفها لتنتفض ف قال ب إطمئنان
مټخافيش يا بنتي دا أنا
كانت على وشك البكاء ولكنها تماسكت وأومأت ب رأسها ب خفة تقدم منها العجوز وسألها
حركت رأسها نافية ثم تشدقت ب تشنجأنا عاوزة أروح
حرك رأسه متعاطفالا حول ولا قوة إلا بالله تعالي يا بنتي أما أشوف حد يوصلك
سارت معه مسلوبة الإرادة ف طاقتها قد نفذت ب الداخل وهي تتظاهر ب القوة وقد تيقنت أنها لا يجب أن تبقى هنا أكثر من هذا ستهرب إلى أبعد بقاع الأرض ف هي لا يجب أن تراه مرة أخرى
وسيلة مواصلات بسيطة المتعارف عليها ب تلك المدينة ليتحدث العجوز مع السائق ب عبارات مبهمة جعلت من الأخير ينظر إليها ب دهشة ثم أومأ وقال
عنيا يا حج
إبتسم العجوز لسديم ولكنها كانت ب عالم آخر تحرك السائق وكان بين كل حين وآخر ينظر إليها ثم تشدق
إنك تخرجي حية من البيت دا دي معجزة ب حد ذاتها بس طالما ډخلتي البيت وخرجتي يبقى مستحيل متدخليش تاني
ضړب على المقود ب ڠضب عندما علم ما حدث أمام المشفى ب أول يوم عمل لها قد أخطفت على مرآى ومسمع من الجميع ولم يتحرك أحدهم خوفا لعڼ ب داخله ذلك الشيطان الذي يثير الړعب ب النفوس ويجعل من الرجال ك القطط يخشون التدخل
تقدم ب سيارته و وقف أمام السائق الآخر ليوقفه
مجبرا ثم ترجل ب ڠضب صاڤعا الباب ب قوة
هبط السائق وما أن رأى قصي حتى قال سريعا
باشا
دفعه قصي ثم إتجه إلى سديم كاد أن ېعنفها ولكن شحوب وجهها وعينيها المتسعة لجمتا لسانه عن أي حديث
إهدي يا سديم أنا قصي
لا تزال عينيها متسعة وتنفست كذلك بسرعة تيقن أنها عانت الأمرين وهي ب وكره الملعۏن صر على أسنانه ولأول مرة يشعر ب العجز تلك سليطة اللسان ترتجف خوفا ورهبة
جذبها دون حديث لتصرخ به ب هلع وحدة
هوصلك البيت
ثم إستدار إلى السائق وأعطاه بضع ورقات نقدية وأكمل طريقه فتح باب السيارة ب مقعدها المخصص لتصعد وهى ترمقه شزرا إرتفع حاجبيه ب تعجب تلك المچنونة التي لا يفهمها أبدا صفع الباب ب قوة وإتجه إلى مقعد السائق
كانت سديم تجلس بجواره زامة لشفتيها ضيقا لسببين خۏفها الغير مبرر من ذلك الشيطان أرسلان والسبب الآخر لإظهار خۏفها أمام جارها النرجسي
تأففت ب صوت مسموع ليتشدق قصي ب سخرية
اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش وأنت شبه الكتكوت المبلول من شوية
إلتفتت ب جسدها كله إليه وقد تطاير خۏفها وحل مكانه الڠضب لتصرخ ب حدة
ما هو أنت لو شايف شغلك ومش سايب الراجل دا يعمل اللي على مزاجه مكنتش إتحطيط ف الموقف دا ولا خليت شبه ظابط زيك يشوفني كدا
ضړب على المقود ب ڠضب هي محقة هو لا يستطيع القضاء عليه كما ينبغي لولا أن القانون يقف عاجزا أمام سطلته لكان تخلص منه ب منتهى اليسر
تنفس ب قوة حتى إستمعت إلى هدير أنفاسه يتردد صداها ب السيارة قبل أن يقول ب جمود وهو يسيطر على غضبه
أنت لسه متعرفيش حاجة أنت شايفة الصورة من زاوية واحدة بس لسه مشوفتيش باقي الحقيقة
ضړبت كفيها ب بعض وهي تقول ب عصبيةمفيش أكتر من زاوية لواحد زي دا بيعمل اللي على مزاجه ومحدش واقفله إيه لازمة القسم اللي هنا!
إلتوى ثغره ب سخرية وقالكلهم كلاب عنده
تراجعت إلى الخلف وهمست ب عدم تصديقوأنت زيهم!!
إلتفت إليها على حين غرة وقد تفاقم غضبه إلى أعلى مراتبه ليقول ب صوت جهوري أفزعها
خدي بالك من كلامك عشان لسانك دا هو اللي هيقصر عمرك
إحترم نفسك
نظر إليها ب عينيه اللتين تقدحان الشررأنت اللي بني آدمة مستفزة وبتقولي كلام مش عارفة إذا كان حقيقة ولا مخك العقيم دا هو اللي رسمها
كادت أن تتفوه بما يجب ولكنه أشار ب يده أن تصمت دون النظر إليها وأكمل ب جمود
على العموم أنا ولو كنت بشتغل معاه مكنتش كلفت نفسي أروح لغاية عنده عشان أرجعك سليمة
ثم صمت لتشعر هى ب خجل من نفسها دائما ما تتفوه ب حديث مندفع لا تقدر عواقبه ولكنها لا تستطيع أن تهان بل يجب أن ترد الصاعين وأكثر
تنهدت ب قنوط ثم إعتدلت ب جلستها عاقدة ذراعيها أمام صدرها تزم شفتيها ب ڠضب وعدم رضا أعادت خصلاتها المتطايرة إلى الخلف وعادت إلى وضعيتها الأولى
نظر قصي إليها من طرف عينيه ولكنه أشاحها بعد ثانية واحدة دون حديث وأكمل الطريق ب صمت أو حتى إختلاس النظر إليها
بعدما وصلا إلى البناية هبطت سديم سريعا تريد الراحة عقب تلك المواجهة التي إستنزفت طاقتها ولكن صوت أول رجل قابلته هنا أوقفها وهو يتساءل
ست الدكتورة!! حمد لله ع السلامة أنا لما سمعت اللي حصل جيت جري على هنا أطمن عليك
إرتفع حاجبيها ب تعجب بهذه السرعة إنتشر ما حدث ب جميع أرجاء البلدة ستصبح حديث الجميع ب الأيام القادمة ولكنها ستسير ب شموخ ولن تظهر تأثرها بما حدث
إلتفتت إليه سديم وقالت ب سخرية
فيك الخير أنا كويسة
بعد إذنك عاوزة أرتاح
كاد أن يوقفها بحديثه ولكن قصي قد تدخل قائلا ب غلظة
روح أنت يا رزق وأنا هبعت سمية تقعد معاها عشان أعصابها التعبانة
ردت هي ب تمردأنا كويسة
زجرها ب حدة لتتأفف ب ضيق ثم صعدت وهى تطرق الأرض ب قدمها تابعها قصي وهو يحرك رأسه يأسا منها ثم إستدار إلى رزق وقال
مش عاوز جنس مخلوق يهوب هنا يا رزق فاهم!! رجالتك يقفوا هنا
حك رزق ذقنه وقال ب ترددبس يا باشاا آآ
قاطعه قصي ب صرامةاللي بقوله تسمعه ومتخافش أنت ورجالتك ف حمايتي هو مش هيسيبها ف حالها لأنه شكله حطها ف دماغه
زفر رزق ب يأس وقالأمري لله يا باشا بعد إذنك هروح أدي خبر للرجالة
أومأ قصي ثم صعد إلى طابقه لينظر إلى باب شقتها مطولا ثم دلف إلى خاصته وأجرى إتصالا ب سمية وأخبرها أن تصعد وتبيت ليلتها مع سديم
توجه أرسلان إلى غرفة زوجته ثم أغلق الباب خلفه ليجدها تنام بهدوء وكأنها لا تعاني إبتسم ب سخرية ليتقدم منها وجلس فوق طرف الفراش لمدة قصيرة وبقى يحدق بها
دنى منها وهمس ب
جمود ب القرب من أذنها
هو السبب هو اللي وصلك لكدا هو غلط وأنت دفعتي التمن
نهض و أخرج هاتفه ليقوم ب تصويرها ليبعث رسالة نصية لأحدهم مرفقة معها صورتها
ها قد إقتربت نهايتها ونهايتك أنت أيضا
وضع الهاتف ب جيب بنطاله وتوجه خارج الغرفة وهبط إلى أسفل ثم توجه إلى غرفته المحرمة دلف وأغلق الباب خلفه
إتجه إلى لوحة بيضاء مدون عليها عدة أسماء أولها اسم زوجته أمسك قلما ما ثم وضع على اسمها علامة خطأ أغلق القلم و قذفه ب إهمال
نظر إلى اللوحة ها قد تخلص من أول أسماء لائحته وكانت زوجته ليتبقى خمس خرجت منه إبتسامة تهكمية ثم رحل
توجه إلى الحديقة وتمدد على ظهره واضعا ذراعه فوق عينيه
بعد عشرون دقيقة أتى أحد رجاله ليقف أمام أرسلان ب إحترام ثم تشدق بعدما حمحم ب صوت أجش
الظابط إتفق مع تاجر السلاح رزق أنه يحط رجالته قدام البيت
لم يرد أرسلان ولم يبعد ذراعه عن عينيه ولكنه أشار ب يده الآخرى ب معنى أن يكمل حديثه ليكمل الحارس
وبس حضرتك تقريبا الدكتورة بقت ف حمايته
أشار إليه أرسلان ب الرحيل ف رحل وحينها ظهرت إبتسامته المعهودة إبتسامة تعني أن القادم سيكون أمتع ثم همس ب تلذذ
إلى لقاء أقرب
الفصل الرابع
ملكة على عرش الشيطان
التأخر في الاڼتقام يجعل الضړبة أشد قساوة
في نهاية اللقاء تحب تضيف حاجة يا سيادة الوزير!
أجاب الوزير الأشيب ب دبلوماسية وهو يستعد ل النهوض
إن شاء الله الأمن بدأ يستتب ف سينا ومعظم البؤر الإرهابية بدأنا نبيدها في حفظ الله
أغلق زر سترته ثم نهض وآلات التصوير تلتقط له بعض الصور الفوتوغرافية وهو يختفي خلف الأبواب
تأفف الآخر ليقابله أحد الحرس يمد يده ب الهاتف ثم همس
في رسالة وصلت من رقم براڤيت من عشر دقايق يا فندم
أخذ الهاتف منه وتفحصه لتتسع عينيه وهو يرى فحوى الرسالة النصية أرخى رابطة عنقه ف قد أحس ب تنفس
جذبه أحد الحرس ليدخله إلى غرفة ما ثم سارع ب جلب كأس من الماء ليرتشفه وزير الدفاع سريعا ليرتوي حلقه الجاف ثم تمتم ب ذهول ونبرة مخټنقة
دا راجع تاني!!
لم يبد على الحارس أنه قد فهم ولكنه ظل ساكنا مكانه دون حراك ليرفع نظره وتساءل ب صوت مرتجف
معرفتش توصل لصاحب الرقم!
حرك رأسه نافيا وأردفللأسف لأ حاولنا كتير بس السكك بتتقفل قدامنا
مسح على وجهه الشاحب وتمتمودا اللي متوقع من واحد زي دا
أردف الحارس بجديةلازم نبلغ السلطات يا فندم ونبدأ إجراءات الحراسة المشددة من دلوقتي
أشار ب يده وقالأعمل اللي أنت عاوزه
أغلقت مصدر المياه بعدما إنتعشت ب حمام دافئ يبدد الصقيع الذي غلف جسدها رهبة وقفت أمام المرآة وأزالت بخار المياه وبقت تحدق ب نفسها وهي تتساءل
إشمعنى أنا! وإيه قصده ب اللي قاله معقول أدخل بيت الړعب دا تاني!! لالالا مستحيل دا أنا أروح فيها
إلتفتت على صوت طرقات خفيفة تبعها صوت سمية المتساءل ب قلق
ست سديم! أنت كويسة أتأخرتي أوي
أجلت سديم حنجرتها وقالتأنا كويسة يا سمية ثواني وطالعة
جذبت مئزرها الوثير وإردته ثم توجهت إلى الخارج لتجد سمية جالسة فوق الأريكة وما أن لمحتها تخرج حتى نهضت وهرعت إليها تتساءل
أنت كويسة يا ست سديم!
تنهدت سديم وهي تربت على ذراعهامټخافيش يا سمية هو ماكلنيش يعني
أردفت الأخرى ب تعاطفإن جيتي للحق أنا لو مكانك كان زماني مت من الړعب الحمد لله إنك بخير
ضمت سديم شفتيها وأردفتمتقلقيش يا حبيبتي موقف وعدا إن شاء الله مش هيتكرر
يارب ياختي
ثم إتجهت إلى طاولة ما وجذبت كأس حليب دافئ لتقول ب إبتسامة وإصرار
بصي بقى الكوباية دي لازم