الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية مكتمله بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 8 من 204 صفحات

موقع أيام نيوز


إيه مع الشرطة مټخافيش منهم لازم تاخدي حقك علشان لو كل واحدة سكتت عن حقها في كدا هندي فرصة للزيهم يتمادوا 
رفعت عيناها التي تشبه مياه البحر فتقابلت عيناهما للحظات حتى ذهب بنومه مرة أخرى 
غادرت شمس مع والدها وظل يونس بجواره ينتظره حتى يفيق كاملا ولكنه غفى بمكانه 
أسدلت الشمس ستائر نورها الدافئ ولاتزال سماء الأسكندرية ملبدة بالغيوم تارة تحجب أشعتها وتارة تتغلب على سحبها السوداء فتنير الأرض 

اعتدل يونس وهو يمسك عنقه بسبب نومه على المقعد نهض يفحص ابن عمه ثم جلس مرة اخرى ينتظر ايقاظه أمسك هاتفه يتفحصه واتسعت عيناه مما رأى 
فتح راكان جفنيه وحاول الأعتدال ولكنه تألم ساعده على الأعتدال بعض الشئ ثم تسائل
حاسس بإيه أومأ له وأجابه بصوتا مرهق أحسن الحمدلله تليفوني فين لازم أعمل مكالمة ضروري 
اعطاه يونس هاتفه وانتظر بعد إنتهائه من مكالمة عمله ظل يطالعه بنظرات غاضبة 
قول ماتقعدش تبحلق فيا كدا ولا أقولك أقوم خلينا نمشي أنا مبحبش المستشفيات ظل يونس صامتا للحظات ثم تحدث متهكما 
انت عارف العيال اللي اتخنقنا معاهم فيهم ابن المسيري 
تجهمت ملامح السخرية بنبرته وهو يسأله
ومين البتاع اللي قولت عليه دا 
ارجع يونس خصلاته للخلف پغضب وتحدث 
والله العيلة دي ماهتتبرى مني غير من أعمالك دي ياراكان استعد لڼار جدك لما يعرف استعد ياحبيبي ولا اقولك ولا كأننا عملنا حاجة ولو حد سألني هقولهم انك اټسممت وعملت تنضيف معدة 
ابتسم بسخرية لم يستطع مدارتها وهو يعود بظهره على فراش المشفى للخلف مستندا على مرفقيه 
قوم يابني يلا علشان نروح معرفش مخبوط على دماغك ولا مالك على الصبح عكننت عليا الهي ربنا يعكنن عليك دنيا واخرة 
نهض وهو يميل عليه هامسا 
المسيري ياراكان اللي اڼضرب امبارح وعملناله قضية انت فاهم معنى القضية ياحضرة النايب يعني هيفتح علينا چحيم جهنم وياسلام لو جدك عرف دا هنولع قبل مانوصل 
هنا تذكر ذاك الرجل فحاول النهوض يستند على يونس 
طيب تعالى نمشي أومأ يونس برأسه 
أحسن برضو لكن غريبة راكان يسمع كلامي من غير جدال إيه اللي ناوي عليه ربنا يستر 
وصل بعد فترة لسيارته بعدما أنهى يونس الأوراق الخاصة بالمشفى 
صعد للسيارة بهدوء بسبب جرحه وجلس بصعوبه ثم اتجه بنظره ليونس 
روح على القسم عايز أعرف إزاي العيال دي طلعت في قضية أقل حكم فيها عشر سنين 
هنا صفع يونس على وجهه وظل يتمتم 
احيه عليك ياراكان وحياة ربنا أخرتي في العيلة دي على ايدك 
نهاية الفلاش 
خرج من ذكرياته على رنين هاتفه زفر متخذا نفسا ورفع الهاتف 
أيوة ياسليم تمام قالها ثم أغلق هاتفه وقاد السيارة عائدا لمنزله وبدأت أنفاسه في الاضطراب وخفقاته تتسارع في سباق حتى شعر بأنه سيفقد وعيه بسب ماتذكره من ماضي مؤلم لروحه 
وصل بعد قليل ترجل من السيارة 
قابله والده توقف أمامه 
مش هتحضر الأجتماع ياراكان براحتك يابني أنا هروح الشركة مينفعش سليم يكون لوحده ماهو مينفعش تكون تلات أرباع الشركة من نصيبنا وسليم يوقف لوحده في الأجتماع
وقف أمام والده بجسد مستقيم رغم احزانه التي ټحرق قلبه فتحدث بصوت رصين 
بابا عايز تروح اتفضل أنا هنزل بعد شوية 
سحب نفسا وطرده حاول أن يتحلى بالجلد والصمود فخرج صوته معبأ بالألم 
ياريت تكلم جدي يخليه بعيد عني زي ماكان بعيد عني السنين اللي فاتت لو فعلا عايزني أروح الشركة 
زفر والده بحزن 
يعني يابني زعلان من جدك وأنت دلوقتي داخل على إتنين وتلاتين سنة يعنى مش صغير زي ماإنت لسة قايل 
هرب اللفظ من بين شفتيه فأخذ نفسا مطولا 
المطلوب من ابنك اللي داخل الخمسة والتلاتين إيه قالها عندما أختنق من إصرار والده 
مال والده عليه ينظر بحدقيته فتحدث قائلا 
أنا هتنازل عن مجلس الإدارة لحضرتك ياحضرة النايب واعمل حسابك مفيش اعتراض ماهو تعبي السنين دي كلها ميوقعش في الأرض عشان غضبك من جدك وهتكون جنب سليم لحد مايعرفك مكنونات الشغل ورغم إني عارف ومتأكد انك متابع كل حاجة بدليل شركتك وارباحها اللي بتذيد 
ربت على كتفه وأكمل 
راكان انت الكبير مينفعش سليم يدير الأمبراطورية دي كلها لوحده يونس وانت ادرى بعاميله ونوح يوم في الشركة وعشرة لا 
سحب أسعد نفسا وطرده وأكمل بإبانة 
أحنا اكتر ناس هتضرر ياراكان متنساش النصيب الأكبر في المجموعة بتاعنا والمعظم عايز المجموعة توقع 
زفر بضيق وحنقه زاد بسبب ذاك العمل 
فتحرك بعض الخطوات وتحدث 
حاضر هنزل الشركة مع سليم وكمان حضرتك ماتزعلش لكن لوي الدراع دا بلاش منه تمام 
أستدار بجسده يطالع والده ثم أشار بكفيه 
عندي
شروط لأستلام المجموعة وأولها 
أي غلط من اعمامي وجدي صدقني العواقب هتبقى وخيمة على الجميع على الكل يابابا مش هرحم حد 
تقصد إيه ياراكان قالها أسعد 
احتدت نبرته وأجابه 
جدي لو فضل مصر يفضل مسيطر عليا وعلى اخواتي هطلع
القديم والجديد صدقني مش هرحم حد خاصة سيلين 
تنهد أسعد بحزن وحاول أن يستجديه بعطفه على سيلين فاستغل نقطة ضعفه 
طيب ياحبيبي لو فعلا خاېف على اختك من جدك سكته واتجوز بدل مايحط سيلين في دماغه مكانك هو اهم حاجه عنده تتجوز
اشتعلت عيناه كجمرتين من اللهب الحارق 
وصاح پغضب 
طيب خليه يقربلها وشوف هعمل إيه أقسم بالله العيلة كلها ماتكفيني 
دنى اسعد منه بعد محاولته الفاشلة 
طيب لو قولت عشان خاطر أبوك ياراكان 
تسمع الكلام المرادي بس انت يابني على طول كدا نفسي أفرح بيك وأشيل ولادك ولا شايف دا كتير على باباك
تنهد بحړقة شديدة وغاص في عتمة عناده وأردف بنفاذ صبر 
بابا حضرتك شايف إني في مركزي دا استنى حد يختارلي شريكة حياتي 
ربت والده على يديه وتحدث بهدوء 
انت مش كدا كدا هتجوز ماهو مش معقول هتفضل يابني من غير جواز خلاص اتجوز اي واحدة تعجبك ياسيدي وجدك يسكت 
صمت هنيهة يحاول تمالك اعصابه 
حاضر يابابا هشوف موضوع جوازي دا بس مااوعدكش حاليا ومش علشان جدي لا علشان زي ماحضرتك قولت جه الوقت اللي أعمل عيلة 
وقف وتحدث 
انا هطلع اغير وأنزل على الشركة حاضر 
قالها ثم تحرك للأعلى 
بعد قليل وصل للشركة دلف لغرفة مكتب سليم 
نهض سليم وهو يرفع يديه يادي النور يادي الهنا والله الشركة نورت ياحضرة المستشار قالها سليم وهو يرفع حاجبه بشقاوة أمام أخيه 
وقف بشموخ وبخطوات ثابته متجها لغرفة الأجتماعات 
عارف يابني مالوش لزوم أعرفك المكان اللي راكان البنداري بيدخله بيذيده شرف 
توقف سليم يقهقه عليه وهو يومأ برأسه ويرفع ذراعيه 
اتفضل سمو الأمير على الرحب والسعة 
لكزه بكتفه ورفع حاجبه وأردف بفظاظة 
إسمها اتفضل سمو الملك الأمير دا ابني اللي هجيي لما ندفن جدك إن شاء 
قوس فمه معلقا
أصلي خاېف لو اتجوزت دلوقتي أجيب ولد شبه كفاية عمك خالد تلاتة في العيلة كدا ممكن العيلة تولع 
توقف سليم ومازال يطلق ضحكاته على اخيه الذي خرج وهو جلس يجيب على هاتفه 
تحرك متجها للمصعد ولكن قطعه رنين هاتفه زفر پغضب و توقف للايجاب 
أيوة يانورسين أيوة في الشركة خلاص نازل قالها ثم اغلق قائلا 
بنت باردة 
وعايزة قطم رقبتها فجأة اصطدم بجسد انثوي مما أدى لتساقط هاتفه 
جز على شفتيه السفليه ورمقها بنظره سريعة 
إيه قطر معدي براحة هدوسني قدامك 
رمقته بنظرة استخفافية وتقدمت بخطوات ثابتة بحذائها العالي الذي كأنه يتحرك على جمرات غضبه منها عندما لم تعريه أي أهتمام 
اغضبه تجاهلها كثيرا فهمس بصوتا 
يخربيتها دا ولا كأنها شافتني لا ودخلت الأسانسير وسبتني 
وصل سليم يطالعه باستفهام 
راكان واقف كدا ليه وبتبص على إيه هز رأسه وتحرك عندما فتح المصعد 
بمنزل عاصم المحجوب 
دلفت سمية زوجته وهي تحمل كوب من الشاي الساخن وضعته بجواره وهو جالسا يقرأ بمصحفه أغلق المصحف يطالعها 
فيه حاجة ياسمية جلست بجواره وتحدثت بإبانة 
فيه جمعية قدامي عايزة ادخلها علشان جهاز ليلي ياأبو ليلى البنت معدتش صغيرة وبكرة أبن الحلال يجي وقتها نقوله استنى معلش اصلنا مجهزنهاش 
رجع بجسده على المقعد وربت على ساقيها
ربك يسهل إن شاءالله حبيبتي وقتها ربنا هيعنا 
قاطعته مستطردة 
ام محمود بتعمل جمعيات كبيرة وليلى ماشاء الله قبضها حلو ليه نستنى اهو ادخل بجزء من مرتبها والباقي يكون لدروس كريم 
أومأ برأسه وتحدث بإبتسامته حنونة 
أعملي اللي أنت شايفاه صح ياأم ليلى ربنا يباركلي فيك يارب
تكملة البارت الثاني
في شركة البنداري 
بعد أكثر من ثلاث ساعات في غرفة الإجتماعات يجلس جميع المساهمين 
وقف سليم أمام شاشة العرض الكبيرة وتحدث بعملية 
طبعا آخر صفقة أخدناها حققت أرباحا هايلة وزي ماكلكم عارفين المشروع الجديد محتاج مننا أفكار جديدة للمدن الجديدة اللي صممناها وطلعت بالمستوى الممتاز 
اتجه بنظره لشاشة العرض وتحدث بإبانة 
نيجي مثلا لمدينة دا تصميمها أكتر من رائع والحمدلله يعتبر خلصنا حجز جميع الوحدات بيها 
دلوقتي محتاجين بس نصمم ديكورات جديدة لبعض القرى المحيطة بالمدينة دي 
أنا جمعت أفضل المهندسين اللي موجودين عندنا وكل واحد هيعرض فكرته وبناء عليه هتختاروا فكرة واحد فيهم ونبدأ نكمل فيها علشان في الإعلان الاخير عن المدينة نذكر كل المواصفات الداخلية والخارجية وبكدا هنكون حققنا أفضل مكسب 
اومأ والده وعمه خالد وبعض المساهمين من خارج العائلة بالموافقة 
اتجه كل مهندس بعرض فكرته للمنتجع الذي أقامته الشركة من مدن جديدة يحاصرها قري سياحية باحدى المحافظات المطلة على البحر وضح ثلاث مهندسين افكارهم فيما رفع سليم نظره لليلى لتوضح فكرة تصميمها 
نهضت ليلى للشاشة وهي ترتدي بدلة نسائيه سوداء اللون وحجاب باللون الوردي فظهرت بطلتها الخاطفة للقلوب 
رآها يونس الذي قام بالتصفير المنخفض 
ايوة هو إنت مرحبا أيتها القطة الشرسة وأنا بقول شوفتك فين أتاريك في أحضان البندارية 
رمقه الذي يجلس بمقابلته بنظرة أخرسته
اتجه ينظر بتمعن لتلك التي تقف بثقة أمام شاشة العرض مع بعض الرسومات التي قامت بتصميمها بدقة عاليه لتخرج بأجمل صورة وبدات الشرح
بطريقة عملية وجذابة للإستماع لوجهة نظرها 
أمال برأسه لسليم 
دي مهندسة جديدة ياسليم ولا بقالها فترة هنا 
نظر إليه پصدمة 
راكان بيتكلم عن واحدة معقول تكون عجبتك طيب الأهبل دا وعارفينه 
أحتدت نظراته ثم رجع بنظراته إليها 
أنا بسأل ياغبي علشان وقفتها دي وقفة واحدة مخضرمة بعملها مش علشان ملفته ولاحاجة اهي زيها زي أي بنت مفيش حاجه تميزها 
رفع يونس حاجبه ساخر 
فعلا انت هتقولي فعلا مفيش حاجه تميزها غير جمالها الهادي الملفت ولا صوتها الكرواني 
وقف يونس متجها إليها يرمقها بنظرة سريعة واتجه بجوارها ينظر للجمع 
أنا شايف إن التصميم دا أحسن واحد وبدأ يشرح وجهة نظره بعض النقاط الخاصة وختم حديثه 
طبعا أنا مش مهندس ولا أفهم بشغلكم زيكم بس لو هنيجي نقارن هنشوف دا مثلا 
أكمل راكان حديث يونس وهو يرمقه بتحذير 
أنا مع يونس ثم وزع نظراته للجميع وهو جالسا بمكانه 
وبدأ يشرح بدقة وجهات الاختلاف بين أربع التصاميم اعتمادا على دقته بوظيفته بأدق التفاصيل 
قاطعته نورسين ابنة أحد الشركاء
بس أنا اختلف معاك ياراكان وزي ماإنت قولت إنت مش مهندس أنا كعملي بقول إن تصميم عامر أعلى دا تحسه Simple أوي والطبقات الراقية عايزة حاجات تانية ولا إيه ياعمو أسعد 
اتجه أسعد بنظراته لراكان الذي يجلس بهدوئه وكأنه يعلم بأجابة والده 
أنا مع
 

انت في الصفحة 8 من 204 صفحات