رواية بنت الوادي
مني هبعد عنك بعد ما اعوضك بكل اللي تحتاجيه لحياتك من بعدي
هزت راسها برفض غاضب بعدم تصديق
انت ازاي كده بتقول بتحبها كل همك تعوضها وفي نفس الوقت عايزني وعندك استعداد تنجوز عليها
انت مصدق نفسك ولا بتغالط روحك فوق يا فريد
انا مش سوسن ولا عمري هعوضك مكانها
فجأة امسك ذراعها وقال پغضب
عرفتي منين أن اسم مراتي سوسن انطقي
انت ازي تتعامل معايا كده ممكن كنت تسأل بهدوء عرفت حكايتك من سام مش مصدقني تقدر تسأله وحذرني منك وقالي انك بتعشقها وعندك منها طفل بتحبه جدا
لانت ملامحه وقال بهدوء حذر
انا فعلا حكيت ليه حكايتي بس مش فاكر اني ذكرت اسم زوجتي الاول أو الثانية
بس يمكن لانه كان عارف بأن سوسن بنت عمي
تركته وجلست خلف مكتبها وقالت بضيق
يمكن عرف انك اتجوزتها المهم سوسن مراتك حبك الحقيقي وحبيبة قلبك تشبهني في ايه
جلس امامها وقال
اظن انا مقولتش انها تشبهيها لان مفيش حد يشبهك يا قمر انا اتكلمت علي روحك مش شكلك
لكن بعد ما عرفتك اتاكدت أن مفيش لروحك مثيل
المهم هتتعشي معايا ونقضي اليوم بكرة مع بعض بعد ما نزور بنتك ولا هترفضي
تنهدت كاثرين بقوة وقالت
اوك موافقة فريد بس علشان عايزه افهم
ازاي بتحب زوجتك وبنفس الوقت عايز تكمل معايا حتي لو وصلت لارتباط وزواج
نهض فريد من مقعده ووقف بجوار مقعدها وجذبها منه أوقفها امامه وقال وهو ينظر إليها بتحدى
هيحصل يا كاثرين وده ميمنعش عشقي لمرأتي وام ابني لان انا راجل والشرع حلل اربعه وبصداحه قلبي اختارك ومش هيتنازل عنك
تركها وارتدي نظارته واكمل بحماس
انا خارج دلوقتي عندى جلسه مع البنت اللي عرضتي علي ملفها أهلها وافقوا علي متابعة حالتها
نخلص معاها الجلسه وعدى عليكي اخدك نتعشي
وبعدها نسافر اتفقنا
وافقت كاثرين علي مرافقت فريد علي العشاء والي زيارة طفلتها لكي تعرف سر علاقته بزوجته الراحلة والآخرة التي مازالت علي قيد الحياة
طرق فريد شقة كاثرين وانتظر قائلا قبل أن تفتح له قراها في ثوب اسود جميل يعكس جمالها
اخذ يدها وطبلها باحترام وسعادة بعدما رأي في أحد أصابعها خاتم الماس الذي أهداها إياه
اخذ بيدها وإدارها فأصبح ظهرها له وقال
غمضي عينك واوعي تفتحي قبل ما اقولك
اؤفات برأسها فأخرج من علبة مخملية عقد من اللؤلؤ الابيض زين به چسدها وطبع طبلة عليه وقال
فتحت كاثرين عيناها وانبهرت بجمال العقد وقالت
وبعدين معاك انا قولتلك المال مش بيغريني لكن انت قاصد تبهرني وتخليني احب نفس باللمسات الجمال اللي بتضيفها لحياتها بهداياك
ضحك فريد واخذ بيدها وأشار الي الخارج بأدب جم واخلاقيات الجنتلمان وقال
لو ده السبيل لقلبك أنا عندى استعداد اهديكي كل يوم هدية تبهرك وتضيف لحياتك الجمال والبهجه
أشارت بأحد أصابعه رافضه أن يكون هذا طريقته معها وقالت بعدما استقلت المصعد
لاء انت ملكش حل ومصر تنتصد علي اردتي لكني بحذرك ممكن تفكر انك انتصرت عليا بهداياك لكني هتتقدمك بعدها بانتصاري عليك
خرجت من المصعد وقام فريد بفتح باب السيارة لها فجلست بالمقعد المجاور له وقالت بجدية
اظن كفاية جدال يلا بينا نروح نتعشي احنا لسه عندنا سفر طويل ولا هتكتفي بالعشا بس
تلقي فريد يدها وصمها الي صدره بعدما استقل سيارته وأكد باستفاته وحماس
لا طبعا رجلي علي رجلك انا معاكي مكان فاتروحي حتي لو حصلت اسوق طول الليل
انطلقت السيارة ودخل أحد افخم المطاعم وبعد وجبت العشاء طلب مراقصتها
وافقت كاثرين مرغمه بعد اصداره علي ذلك
أخذها علي البست وصمها من خصدها اليه وظل يراقصها وهو شارد الي ان انتهت الموسيقي
استغربت كاثرين صمته الطويل فسألته بحيرة
مالك فريد ساكت وفكرك شارد من ساعة ما رقصنا في حاجه حصلت غيرت مودك
ابتسم ابتسامه خفيفه اختزل فيها التعبير عن كل مشاعره السلبية التي لم يفصح عنها وقال
بفكر نبدا السفر من دلوقتي ونزل في اوتيل للصبح ايه رايك ها مقولتليش صح هنروح فين
تناولت اشياءها من علي الطاولة وقالت
مدام مصر نسافر دلوقتي يبقي توصلني الاول اغير الفستان واخد معايا الهدايا بتاعتها وبعدها نتحرك
وافق فريد علي هذا الترتيب اوصلها الي منزلها ورفضت أن يصعد معها لانها لن أطيل المكوث
ظل منتظر قرابة النصف ساعه الي ان نزلت وهي ترتدي بنطال اسود وبلوزه من الحرير الابيض وعليهم جاكتب كارو خفيف
وضعت الهدايا في الخلف وجلست بجواره وقالت
اتفضل انا حاليا جاهزه للسفر الي مقاطعة يوركشير
لم يبدى فريد اي اعتراض أو تعقيب وانطلق الي ان وصل للطريق الرئيسي وقال لها
تقدري ترتاحي لسه قدمنا أكثر من ثلاث ساعات سفر
تقلبت بتمثيل ومالت علي كتفه وردت بامتنان
فعلا انا طول اليوم مرهقه هربح ساعه ولو تعبت من السواقه صحيني اكمل مكانك
ابتسم فريد بسخرية وقال
متقلقيش عليا انا متعود علي السواقه لمسافات طويلة نامي انت واول ما نوصل هصحيكي
لم ترد واغمضت عيناها تريد أن تغفو لو قليلا لكن من اين ياتي النوم والفكر مشغول بتصرفات فريد الودودة معها من احترامه الجام لها
وعدم محاولته تخطي الحدود معها كم حدث بينهم في اول لقاء مع ثقته في انها ستكون له في نهاية المطاف وحدثت نفسها
ياتري ثقتك في انك هتكسب قلبي مصدرها ايه سام حذرني منك وقالي علي رهانك معاه عليا
معقول خفت تخسرني بفرض نفسك عليا علشان كده بتحاول تكسبني باللطف واللين
قطڠ حديث نفسها نداء فريد عليها باللحاح
كاثي كاثرين مدام مش قادرة تنامي ياريت تكلمني شويا عن نفسك اظن انت عرفتي عني كتير
استسلمت الي رعبته في الحوار معها رفعت راسها عن كتفه ونظرت الي الطريق المظلم تنفست بقوة ثم بدات الحديث حتي تلهي نفسها بدل من التركيز علي الطريق حتي لا تشعر بالخۏف وقالت
تحب تعرف عني ايه وانا هقولك اللي يهمك فقط
نظر اليه ثم الي عيناها التي انعكس ضياء القمر فيهم فجعلتها تبرق كالقطط فقال
كل حاجه مين ابو بنتك وليه اتخلي عنها وعنك وانت ليه اتخليتي عنها التبني
وياتري ليكي أهل واخوات ولا وحيدة زي
اعتدلت في جلستها وابتلعت ريقها وقالت بحذر
والدتي فاتت من سنتين تقريبا كانت مهاجرة لبنانية وعاشت هنا من سن ١٨ سنه لحد ما قابلت بابا أثناء دراستها واتجوزو بعد حملها فيا بكام شهر
لكن بعد ولادتي حصلت بينهم مشاكل كتير وانفصلو بعد سنتين رجع بابا للنمسا واتجوز صديقتها اللي كان وعدها بالجواز طبل ماما لكن ظهور ماما في حياته وقت دراستهم خليته ينساها وينسى وعده
اخذت بعض ارياقها واكملت حديثها
وبعد طلاقها لماما انقطعت عنا أخباره لحد من ثلاث سنين بعد وفاھ زوجته النمساوية رجع لانجلتر مع اختي الكبيرة ايوه مستغربش طلعت اختي الكبيرة
دي اللي اكتشفته بعد ما رجع لحياتي أن علاقته مع صديقته في النمسا كان نتيجتها طفله
وسبب رجوعه لانجلترا هو أنه يجمعنا سوا وفعلا اصبح في ود بينا كبير وبالذات اني ساعدتها تتعلم اللغه لكنها أصدت تجيدها زيا وانصمت لمركز تعليم اللغه من سنتين تقريبا هي دي حكايتي
رفض فريد الاكتفاءبذلك من معرفة حكايتها وسألها
لسه مقولتليش عن أهم جزء مين ابو بنتك وليه اتخليتي عنها ولما انت عندك اخت ليه مخلتهاش هي تهتم ببنتك بدل عرضها للتبني وحرمان نفسك منها
تسارعت انفاسها فجأة ونكست راسها ارضا
للاسف ده اسوء جزء في حياتي اليو كان شخص لطيف اعترفت عليها أثناء تدريبي في بالمستشفي
وبدأت علاقتنا تتطور بسرعه
ماما رفضت الڠلاقه وأصرت ابعد عنه لكني عنادت معها وتركت شقتها وعشت معاه
كان رومانسي وحساس لحد ما ظهر بابا واختي
وبدأوا يبعدوني عنه وساندو ماما بعد ما عرفو أنه سكير ومدمن وبيلعب قمار
لكني رفضت وباصدار غريب لحد ما ماما فاتت وسئبت الشقة ورجعت شقة ماما أدقن حزني عليها
فيها وقتها ظهر اليو علي حقيقته وبالذات بعد ما عرف بحملي بدأ ويساومني علي الجواز
لحد ما جردني من كل ميراثي من ماما وخد مجوهراتي ومدخراتيوبردك رفض يتجوزني
بابا حاول كتير يتصدي ليه وكان الحل في اني ابلغ عنه وفعلا اتقبض عليه واتسجن سنه وقتها بعت ليا وطلب اساعده مكنش يعرف اني انا اللي بلغت عنه وقالي لو ساعدته يخرج هبنجوزني
فقلت ليه اني سقطت البيبي وكل اللي بينا انتهي
بعدها تعبت جدا لاني حاولت انزل الجنين لكن مقدرتش
وفضلت فترة تحت الملاحظه والمستشفي هنا حرصت علي راحتي ومساعدته باخفاء كل شئ عني الحمل
لانه بعد ما خرج بقي زي المجڼون بيدور عليا علشان كده عرضت بنتي لتبني لانه لو عرف بيها هياخدها مني وبيتزني بيها وبدل ما يزورها كل فترة هترحم منها للابد ده مجړم وحقېر
فهمت ليه عرضتها لتبني وأما اختي بعد عصياني لبابا والمشاكل اللي سببها ليهم اليو علشان يوصلي
بعدو عني وحاليا عايشه لوحدى في شقة ماما واختي عايشه مع بابا في الريف الانجليزى
نظر إليه فريد بحيرة وسالها بريبة وشك
غريبة اختك عايشه في الريف الانجليزي ليه ده افضل مكان لتربية الاطفال بعيد عن
زحام المدينه
هي اختك غلطت غلطتك وعندها طفل بتربية علشان كده رفضت بنتك
ارتبكت كاثرين واشاحت بنظرها بعيد عنه وقالت
لا طبعا بس اختي اتعرضت لازمه نفسها بعد فوت صديقه ليها والدكاترة نصحونا تبعدها عن جو المدينة فكان صعب مع حالتها النفسية اديها بنتي ده غير الخۏف من أن اليو يوصل ليها ويعرف انها بتربي بنت وقتها هيشك و سهل يثبت أنها بنته
غمغم فريد بتعجب وتفهم موقفها لكنها عاد وسألها
كده فهمت طيب انت مطمنه للناس اللي معاهم بنتك وياتري هتقدري تسترديها ولا هما هيتكفلو بيها وتكون مسؤوليتهم لحد ما تكبر
ردت عليه كاثرين بثقه وراحه
ايوه مطمنه ليهم جدا لان الصدفه جمعتنا بعد ما ولدت كنت محتارة اعمل ايه وبالصدفه كان مستر ستيف ومدام جيسي كانو في المستشفي علشان جلسات بنتهم لينا وعرفت منهم أنها بتعاني من التوحد والدكتور نصحهم تكون ليها اخت
الاب ولام رفضو لان ليه ثلاث اخوه غيره لكنهم ذكور والزوجه رفضه الحمل مرة آخره
فعرض عليهم تبني طفله تساعد في انخراط البنت مع اخواته وقتها عرضت عليهم بنتي
والحمد لله بنتهم اتحسنت جدا مع وجود سامنتا وهما متمسكين بيها واعتبروها بنتهم
الجميل أن مفيش اي اوراق قانونية بينا تمنعني من استعادة بنتي لكن طبعا حاليا صعب بالذات ان اليو بيطاردني وعايز يزعجني باي طريقة
شعر فريد بمعاناتها وقدر تضحيتها بحرمان نفسها من ابنتها لإنقاذها من ابيها السيئ ربت علي كتفها بمحبه وقال لها
كويس انك قدرتي تحميها وان شاء الله هتستعديها
بعد ما تستقر أوضاعك اكيد معايا
فجأة أوقف السيارة ونظر الي احد الاوتيلات وقال
احنا تقريبا وصلنا هنكمل