خان غانم الفصل الأول بقلم سوما العربي
الأدب. وقفت أمام المرآة ترى علامة الملكية خاصته المصكوكة على كتفها و هي تسمع صوته بالخارخ مازال يضحك فتبتسم بخجل ثم بدأت تبدل ملابسها. في المساء. كانت تجلس في سيارة غانم و هم في طريقهم للعودة للخان من جديد. عادت برأسها للخلف تشاهد الضواحي و ملامح جمال الخان الهادئ و هي تفكر بقصتها و قصة ريم الصعبة التي جمعتها بصلاح عيسى و ظروفهما الشبه مستحيلة . تتذكر كيف كانت قصتها أيضا هي و غانم مستحيلة و كيف هدى الله طريقهما كي يصبحا زوج و زوجة ولا يوجد ما يقف في طريقهما سوى خۏفها و رهبتها التي يجب أن تتغلب عليها. تتذكر أيضا ملامح صلاح المتعبة بسبب إستحالة نجاح حبه ... تفكر... أنها هي و غانم قد مرا بتلك الفترة . لم تنسى أيضا كم من مر عليهما من وقت وهما زوجان لكنه مراعي ما طلبته تحمل و لم يتذمر. و كثيرا ما فكرت أنه قد يثور.. قد يخرج غضبه فيه .. أو يلمح لأنه قد سأم دلالها . لكنه لم يفعل.. و إن فعل في مرة فقد كانت مداعبة من زوج متحرش لا أكثر. ضحكت بصوت أسترعى أنتباه غانم الذي يقود بتركيز و هي تتذكر محاولاته للتحرش بها حتى بعد الزواج و التي كانت تبوء بالفشل ليس لأنها قوية بل لأنه هو من كان يتركها غير مرحب بالضغط عليها منصاع لطلبها الذي طلبته صباح زفافهما . نظر لها غانم مستفهما فهزت رأسها تردد ولا حاجة. هز رأسه مبستما و توقف بالسيارة فقالت إيه نظر لها باستنكار يقول إيه وصلنا للبيت .. هننزل. نظرت له بدلال و قالت لأ أنا هدخل الأول . صمتت تشير ناحية شرفة غرفة النوم ثم قالت له لما أنور لك النور مرتين ورا بعض تدخل. غمز لها ضاحكا و قال سيم يعني حلا أمم .. سيم . غانم إحنا ولا إلي بيتاجروا في الممنوع.. بس ماشي أنا راضي بأي حاجة. غمزت له هي الأخرى لأول مرة فصفق بيديه يردد الله الصلى على النبي لا بقيت خطړ و يتخاف منك . ضحكت عاليا ثم ترجلت من السيارة و دلفت للبيت . و ظل غانم بالسيارة و قد طال إنتظاره و هو يجلس على مقعده يفرك مرددا تكونش نوت تفرج عني لأ لأ مانا أخاف أتعشم و تطلع عاملة لي عشا رومانسي بس ... ده أنا يجيلي فيها سكته قلبية.. لأ بس إحنا اتعشينا عند صلاح و مراته .. مراته إيه بقا ماهو متبهدل زيي كلنا في الهوا سوا.. هي أتأخرت كده ليه.. الله.. النور نور. قفز من سيارته سريعا و دلف لعندها بعدما أضيئ نور الغرفة لمرتان كما أخبرته . فتح الباب ليجدها تقف خلف منه ترتدي قميص بلون العناب تنظر للأرض بخجل و هي تردد أنا بقول كفايه كده. أقترب منها يردد بلهفة و أنا كمان بقول كده من بدري.. عناب.. احنا ليلتنا عنابي إن شاء الله. نظرت له و قالت غانم.. بلاش قلة أدبك دي انا ما صدقت شجعت نفسي بقا و مكسوفة أصلا و أنا.... قاطعها بعدها حملها على يديه يردد أسكتي شوية بقا . صړخت و هي تشعر بنفسها قد طارت في الهواء ثم أستقرت على ذراعين قويتين تردد انت بتعمل ايه. دلف بها للغرفة ثم وضعها على الفراش و هو يردد سيبونا ناخد فرصتنا بقااااا . تعمد أسلوب الضحك و الهزار معها بالبداية كي ينسيها خۏفها منه ثم اذابها معه بقبلاته التي القتهم في بحر محموم أمواجه عالية لم تهدأ إلا مع خيوط النهار. فمع شعاع شمس اليوم الجديد كان غانم و حلا مازال مستيقظان هي تنام على صدره و هو يضمها إليه يداعب خصلات شعرها مرددا فاكرة لما كنتي پتصرخي في وشي و تقولي لي أنا مش رخيييصة هههههه. ضحكت هي الأخرى حينما تذكرت و هو أكمل ضاحكا و لا فاكرة لما رقعتيني علقة في الأوضة ههههه . بعد مرور سنة كان يجلس بمقدمة أحد الأراضي الزراعية التابعة له يتابع العمال و هم يبذرون الأرض تارة و ينظر في دفاتر الحاسبات التي بين يديه
صلاح من بعيد . لكن ليست ككل مرة بعاصفة تربية بل بكل هدوء حتى توقف أمامه يترجل من سيارته بتبختر و وجهه مشرق سعيد . أقترب من صديقه في خيلاء و غانم يتابعه و هو يكتم ضحكاته . أزاح صلاح نظارته الشمسية من على عيناه ثم ألقاها بترفع و كبر على طاولة غانم الذي يراقب كل ذلك ضاحكا بينما قال صلاح بشموخ و رواق بنجور . ضحك غانم وردد ساخرا الله يرحم أمال فين عاصفة الصحراء و الداخلة الأكشن إلي كنت بتدخلها عليا . زم صلاح شفتيه بكبر و كأنه طفل يعاند طفل مثله ثم تحدث بغرور علمونا في المدرسة ما نردش على الناس النوتي . ضحك غانم بإندهاش يردد نوتي ! مالك ياض فيك إيه كده أنت من ساعة ما ربنا سهلك و أنت ماحدش عارف يلمك . رفع صلاح رأسه عاليا و أكمل ولسه هنحرف أكتر و أكتر . لم يلبس أن ردد بحماس و جنون ده الواحد طلع فايته حاجات كتير يا جدع . لم يستطع غانم الصمت أو تمالك نفسه من الضحك فعلت قهقهاته حتى أثارت أنتباه المزارعين. فقال صلاح بترفع شديد جدا وطي صوتك يا حيوان فرجت علينا الناس. زادت ضحكات غانم من طريقة صلاح الذي تغير تماما منذ تغيرت حياته بأن تبدلت الظروف أبتسمت له الدنيا مع ريم . تعصب صلاح قليلا فالتقت نظارته من على الطاولة و وضعه على عينه من جديد و هو يردد أنا غلطان إني جيت لك عشان أقولك إني جبت جميل أرض أرض . إلتف كي يغادر لكن أستوقفه غانم يردد بلهفة بجد إزاي و إيه إلي حصل إلتف صلاح و ردد ببساطة شوف أنا بقالي سنة بحاول أوقعه و ماعرفتش أصله مش سهل بردو و لا فيش حاجة وقعته غير طمعه . غانم أزاي صلاح مضى على نفسه بشيكات كتير في صفقة بطاطس و في شرط جزائي.. رقم يخض . غانم طب و جبته أرض أرض إزاي أستنكر صلاح غباء غانم و ردد ببساطة فصلت الكهربا عن تلاجات المخازن .. بسيطة. أتسعت عينا غانم پصدمة فيما أكمل صلاح أنا مش واجع قلبي غير العمال الغلابة الي كانوا فاتحين بيوتهم من الشغل عنده عشان كده أنت ملزم بنصهم توفر لهم شغل عندك أو عند معارفك و أنا هتكفل بالباقي. هز غانم رأسه موافقا ثم قال طب و جميل فين عايز أقابله دلوقتي. تنهد صلاح و قال بيأس عشان تتشفى فيه سيب الراجل في حاله دماغه أتلحست من خسارة الفلوس كان مهووس بيها و دلوقتي محجوز في مستشفى العباسية و إبنه الواطي سافر هجرة و سابه سيب الراجل في حاله و كفياك نبش في إلي فات ... سلام. غادر صلاح بتمايل يقود سيارته و هو يدندن أحدى الاغنيات الرومانسية الرائجة . جلس غانم على كرسيه و كلمة صديقه تتردد في أذنه يفكر أنه ربما عليه بالفعل عدم النبش في الماضي . و ما أن بدأ يرجح الفكرة حتى ظهرت عمته أمامه تردد بهياج أنت كنت عارف إن راضي هيتجوز أعتدل غانم في جلسته وسحب نفس عميق ثم قال ازيك يا عمتي. وفاء رد عليا كنت عارف... شكلك مش متفاجئ .. يبقى كنت عارف . غانم أمال كنتي فاكرة ايه هيفضل عايش على ذكراكي ده بطل و الله أنه ساكت علينا و حاطت جزمة في بوقة و مامشيش في الخان يحكي عن عملتك معاه . بهت وجه وفاء و قالت أنت بتعايرني يا غانم بتقول كده لعمتك و بالطريقة دي تنهد غانم و قال روحي يا عمتي على البيت أهو أنا سيبتهولك كله مش كفاية روحي و أهدي و سيبك من كل ده و فكري إزاي هترجعي عيالك تاني راضي خلاص شاف حياته حقه بصراحة. سكت أسنانها بقوة و ألتفت كي تغادر لكنها لن تذهب إلا بعدما تدمي چروحه هو الآخر مثلما فعل معها فقالت مش تبقى تروح تبارك لسلوى. مسح على وجهه بنفاذ صبر و قال و أنا مالي بيها الله يسهل لها . وفاء بقول يعني واجب بردو تبارك لها على سبوع
عيالها. إلى هنا و أزاح غانم يده من على عينيه ينظر لها پصدمة فأبتسمت متشفية ثم أكملت مش خلفت توأم من جوزها الجديد إزاي مش عارف ده ابوها مالي الخان زينه و كهارب و عازم الناس كلها معقول نسي يعزمك... ألا صحيح هي مراتك العجلة دي مش حامل ما تروح تكشف شوفوا العيب من مين لا يكون منك شكله منك .. ماهي سلوى أتجوزت و بيقولوا متهنية في جوازتها و خلفت كمان و ربك عوضها .. يا خسارة ده تلاقي مراتك أول ما تسمع الخبر هتسيبك واطية و تعملها . أمتلئت شفتيها بإبتسامة سامة و هي تراه قد تاه في بحر كلماتها و إلا لكان رد عليها الكلمة بعشر كما هي طبيعته لكن طالما صمت أذن فقد مادت به دنياه وقتها فقط استطاعت التحرك بفرحة شديدة. تخطت الساعة الثانية بعد منتصف الليل و هو للأن لم يعد. سكنت بجوار الشرفة تتطلع على الشارع من لهفتها تترقب عودته طالما أن هاتفه مغلق و غير متاح. يشرد عقلها في كل الاتجاهات تفكر أين ذهب و لما تأخر لحد هذا الوقت .. لأول مره يفعلها حتى و هي خادمة في بيته لم يصدف أن رأته يعود متأخر هكذا. تهلل وجهها فرحة و هي أخيرا تبصره يعود و لكن مترجلا .... لم يعد بسيارته. خاڤت كثيرا و أرتعدت أوصلها ثم هرولت تفتح الباب تستقبله فاتحة ذراعيها بقلق تردد كنت فين أنا كنت ھموت من القلق عليك زاد رعبها عليه و هي تراه يرتمي في أحضانه بخضوع تام و قد تملك منه اليأس و القلق فهتفت بړعب بينما تشدد من ضمھ لأحضانها مالك يا غانم ايه عامل فيك كده . فرد پقهر سلوى ولدت يا حلا . هنا توقف بها الزمن و تحولت من انثى تفيض