رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
بس مشي ربع ساعه
كانت تستمع إليه.. تسير ببطئ جانبه إلى أن صعدوا لغرفتهما
وفور أن دلفوا للغرفه.. ألقت بجسدها على الفراش تضع بيدها على بطنها المنتفخه
بقيت اتعب بسرعه.. فين ايام ما كنت كتله من النشاط
فضحك على تعبيراتها وجلس على الفراش جانبها
قصدك كتله من المصاېب
وقبل أن تبادر بأي ردة فعل.. هتفت وهو يضحك على عبوسها
فتبدلت ملامحها
هو حد ينسى حضرت الظابط برضوه.
وتمتمت بهمس بعد أن نهض من جانبها
العيله ديه ورايا ورايا.. فاضل يطلعولي في الحلم
................................
قفزت رقيه بسعاده من فوق الاريكه الجالسه عليه بعد أن سمعت صوته
رورو.. كائن الوطواط بتاعي فين
خد بعضك وارجع مكان ما كنت فيه يامراد... انا وطواط
فتقدم منها ضاحكا يحتضنها
مراتي وادلعك براحتي في مانع ياست أنتي
فأبتعدت عنه ترفع أطراف قدميها وتعانقه
موافقه بس مع كل دلع ميعجبنيش هتدفع غرامه
فحرك حاحبيه بمكر
غرامه.. بقيتي مستغله اوي..وعلى العموم انا عارف غراماتك من زمان
رقيه أنا كده هتخنق.. عبري عن سعادتك بالشيكولاته بطريقه الأزواج ياحببتي
فأبتعدت عنه تنظر إليه مستفهمه
اللي هي ازاي ديه يامراد
فسحب يدها خلفه غامزا لها
.....................................
جلس يتأملها وهي تصنع له قالب الكعك الذي أراده.. فقد أصبح دائم العوده مبكرا قبل أن انصرافها.. وتحولت ملاحظته من الورق الذي كان يعلقه على باب الثلاجه إلى ملاحظات شفويه وهو يتذوق الطعام أمامها بالمطبخ
عيناه كانت تدور بينها وبين شوكة الطعام
اليوم الطعام ممتاز
الحمدلله اني اخيرا اخدت درجه ممتاز من ريان باشا
كانت تتحدث بطريقتها التي اعتاد عليها.. فقهقه بصخب وهو يمسح فمه بالمنديل
شكرا
رغم عبوس وجهها الا انه كان سعيد بكل شئ يعيشه معها حتي لو كانت مجرد دقائق معدوده.. لينظر إليها وهي تركز في تزين الكعكه التي أوشكت على الانتهاء وهو يتمنى أن يلتهمها هي وليست الكعكه فهو لم يكن يوما من محبين الحلوى ولكن لم يجد شئ يأخرها عن موعد انصرافها الا ان يطلب منها أن تصنع له كعكه يتناولها بعد طعامه متذكرا
نظر بشير نحو العائشه التي تجلس أمامه متوتره في المطعم الخاص بشقيقته واعين ورد وليليان تنظر إليهم بفضول
فأنتبه بشير لزوج العيون المحدقه به
لم يتبقى سوا كنان لأكون محاصر
فأبتمست عائشه يخجل ليتأملها بشير بحب.. فهو أراد محادثتها اليوم ليخبرها بمشاعره وخطوته في اخبار كنان بكل شئ حتى يتقدم لخطبته
أصبحتي جميله بالحجاب عائشه
ورد وليليان أخبروني بهذا.. انا سعيده بهذا الأمر
انهضي عائشه لنبحث عن مكان آخر
وحدق بقوه بشقيقته و ورد التي أخذت تضحك على أفعال ليليان.. لتلف عائشه نحوهم فتضحك هي الأخرى
ثلاث مجانين اجتمعوا ليكونوا أصدقاء
قالها بشير بهمس لنفسه.. ليتنهد متمتما بخفوت
لماذا الأمر صعب هكذا.. اهدء بشير واخبرها سريعا بمشاعرك
ومن دون مقدمات هتف
عائشه انا احبك وأريد الزواج منك
فألتفت نحوه ببطئ متسعه العينين.. بعد أن كانت عيناها نحو الجهة الأخرى
ولكن تصفيق عالي أتى من خلفه
وصوت ساخرا
حب وزواج سيد بشير... لذلك تهرب مني
كانت عين كل من ورد وليليان عالقه نحو سيلا التي عادت لاسطنبول بعد رحلتها وتقدمت من عائشه مالت نحوها
كان يحبني وانا خطيبة شقيقك.. وبعدها تلاعب بكى انتي
الصدمه كانت متسعه بعينيهم
سيلا
فألتفت نحو صوت كنان الغاضب فلم تجد الا صفعه على وجهها
اخرسي
الكل وقف صامتا.. فوضعت هي يدها على وجنتها متألمه تنظر إليه
انتي اسوء اختيار قمت به بحياتي
كنت أعلم بالأمر لست أنا من تتلاعب به النساء ..لا أريد رؤيتك في عائلتي مجددا
فحدقت به بغل وسارت من جانبه لتهمس بجانب أذنه كفحيح الأفعى
ايلام هنا ومعاها طفل بالعاشره
لتتجمد ملامحه من ذكرى الماضي.. لتقف عيناه على ورد الواقفه تطالعه بترقب
................................
وقفت أمام المرآة تنظر لهيئتها حانقه.. فبكت وهي تتذمر
الفستان ضاق.. بقيت شبه الفيل
وأخذت تدور حول نفسها تنظر لبطنها البارزه.. ثم تحسست وجهها لتقع عيناها على انفها واقتربت من المرآه أكثر محدقه
هي مناخيري كبرت ولا انا بيتهيألي
كان قد جهز نفسه من زمن وانتظرها بالأسفل ولكن صعد بعد أن بعث لها هدى مرتان وتعود لتخبره بأنها دقائق وستأتي
فالدقائق مرت وهي لم تهبط.. ودلف للغرفه ليقق مصډوما وهو يجدها تحادث نفسها حانقه
اعمل ايه دلوقتي في مناخيري ديه
فأنفجر ضاحكا وهو يقترب منها
انتي اټجننتي يامهرة
فطالعته بوجوم وحركت رأسها له تخبره انها بالفعل قد جنت
فعادت ضحكاته تتعالا
هنتأخر ياحببتي
فتذكرت المكان الذاهبين إليه بضيق.. ستتلاقي بعايدة ونرمين بالتأكيد فهذا عرس شقيقهم ونظرت إليه تسأله
جاسم حاول تكذب عليا وقولي اني طالعه حلوه
ثم نظرت لجسدها
قولي اني قوامي ممشوق.. وجسمي جسم غزال
فتعلقت عيناه بها.. وتحرك للخلف يحدق بها
يعني لما اقولك كده هتصدقيني
قمر ياحببتي.. انتي ماليكان ياقلبي
فأستنكرت حديثه
انت بتكذب عليا
وما كان منه إلا أن ضړب كفوفه ببعضهم
الصبر يارب.. قوليلي طيب اعملك ايه
فدمعت عيناها.. ليزفر أنفاسه ببطئ
انا بقيت حساسه اوي ياجاسم.. وانت السبب هما قالوا ان الست لما تتكتأب يبقى السبب من جوزها
ولم تشعر بعدها الا يجذبها من مرفقها بعد أن ألتقط حقيبتها وهندم لها حجابها
ده أنا اللي جالي اكتئاب
وأول من تقدمت نحوهم عايدة التي رمقتها بنظره لطيفه لأنها جانبه ولكن داخلها يود أن يحرقها مما فعلته.. فأبنتها قد خطبت لذلك الشاب الذي تحبه وقد ربحت الجوله
وتقدمت ابنتها بخطيبها تعرفه عليها.. لتقف عايدة تحادث جاسم وعيناها تشع نيران من الڠضب نحو مهرة وجاسم يستمع لكلمات الشكر من الفتاه والشاب لزوجته فيزداد فخره بها
ومر الوقت لتجلس هي على إحدى الطاولات تنظر حولها
مشاهير.. اعلامين.. وفنانين.. ورجال أعمال الكل يضحك ويجامل الآخر بنفاق
وعايدة تتهادي بخطواتها وفستانها المجسم من حين لآخر أمامها ولكن هي كانت تنتظر ظهور واحده.. نرمين
ووقعت عيناها اخيرا على نرمين.. كانت رائعه بفستانها أعين الكثير من الرجال انتقلت نحوها
ووجدتها تتجه نحو زوجها.. فعلمت أن هدف كل تلك الاناقه والابتسامه المتسعه ليس إلا لجاسم..
وسمعت ضحكات عايدة التي جلست جانبها على المقعد المجاور لها
شايفه لايقين على بعض ازاي.. مش عارفه ازاي جاسم مقتنع بيكي زوجه.. ده حتى انتي نسب ميشرفش بأخوكي الحرامي وامك اللي كانت فاتحه محل بقاله.. ډخلتي عالم مش بتاعك
لم بۏجعها كلامها المسمۏم الا حديثها عن والدتها.. والدتها المرأة المكافحه عار.. هل كان الفقر والعمل في يوم وسم يسئ لصاحبه.. وتجمدت يداها على كأس العصير القابع بيدها.. أرادت أن تسكبه بوجهها ولكن عندما نظرت لزوجها وهو من حين لآخر يطالعها تمالكت نفسها.. ما يمنعها عنها هو.. لا تريد لا أحد أن يعيبه بها وألتفت نحوها ببطئ
حاجه واحده بس اللي منعاني عنك.. لولا جاسم واني عرف السبب اللي بيخليكي تعملي كده
وابتسمت وهي تنقل عيناها على زوجها
عايزه تظهري للناس اني انسانه همجيه ..
وارتشفت من كأسها وهي تطالع زوج عايدة وهو يقف مع زوجته الأخرى
بصي على جوزك وهتعرفي سبب جوازه من واحده دون المستوى... ولما تعرفي الاجابه منه تعالى قوليلي اه تفيديني ونعرف ليه الزواج بيسبب بنات الحسب والنسب ويروح يدور على الناس الدون مستوى
كانت عين عايدة جاحظه على زوجها وهي يقف مبتسما مع غريمتها رغم أنها نبهت عليه أن لا يأتي بها اليوم معه
وعندما رأت حالتها تلك.. نهضت مهرة بهدوء
هروح اشوف جوزي بدل ما واحده من عائلات الحسب والنسب تفضل تلف وتدور حواليه
لتقع عين عايدة على شقيقتها وقد فهمت مقصدها
...............................
مال نحوها يضع يده على رأسها يتحسس جبينها
الحمدلله.. الحراره نزلت
وتنهد براحه.. لتبتسم وهي تميل بجسدها نحو الوساده لتتسطح
وكاد أن ينهض من جانبها
خليك جانبي ياكريم
فظل بمكانه ينظر إليها.. فأغمضت عيناها.. ليمد كفه يمسح على وجهها برفق..
كان قلبها يخفق بقوه.. كريم مازال يحبها ولكن يعاقبها بسبب چرح كبريائه وسقطت دموعها
ببطئ وهي تضم كفه بيدها
بټعيطي ليه دلوقتي
كانت تبكي بصمت.. فخرج صوتها ضعيف
وحشتني حنيتك عليا ياكريم.. انا عارفه اني انانيه وبنسي ساعات اللي حواليا بسبب حبي لنفسي.. صدقني ڠصب عني يمكن عشان اتربيت أن كل حاجه مجابه ليا رغم ضيق حال اهلي الا انهم كانوا بيعملوا على قد ما بيقدورا.. دخلت الجامعه الامريكيه وكان عالم جديد عليا بصيت لفوق.. عيني بدأت تلمع على حاجات عمري ما شوفتها.. بس رغم كل عيوبي كنت صادقه في حبك
سمعها بحب وقلبه يآلمه على قسوته معها الايام الماضيه.. وزفر أنفاسه بعد صراع طويل بين قلبه وعقله
فمال نحو جبينها يلثمه
خفي عشان اخدك انتي والولاد فسحه حلوه
وكان الصفح على هيئه كلمات
.................................
الاسبوعان قد اوشكوا على الانتهاء.. كل يوم يهاتفها يسأل على حالها وحال والديها..دقائق معدودة ثم ينتهي الحديث
كانت جالسه على الفراش بأنهاك بعد أن وضبت المنزل ولم يتبقى سوا غرفته.. لم تذهب للجلوس في بيت والديها بعد سفره بل ظلت في الشقه تنام على فراشه.. تقضي اليوم بعملها ثم تذهب لبيت والديها لتعود ليلا للنوم
لا تعرف لما أرادت البكاء.. ولكن قلبها بدء يؤلمها وجدت الرجل الذي كانت تنتظر ملاقته ولكن لم تجد حبه بل الآلم.. معه صدقت كلمات نزار قباني عندما قال في احد اشعاره
أحبك جدا وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى
وبيني وبينك
ريح
وغيم
وبرق
ورعد
وثلج وڼار
وعندما وجدت بكائها قد طال.. مسحت دموعها وتذكرت غرفته التي يجب عليها تنظيفها بأتقان
..............................
تقدمت منه تحمل فنجان القهوة وعيناها مسلطه على الفندق الذي يطالع تخطيطه قبل وبعد التنفيذ.. فظلت على وقفتها مائله تنظر لشاشه حاسوبه الشخصي وتغير من وضع فنجان القهوة على الطاوله حتى كاد أن ينسكب
فسألها وهو ېختلس النظرات إليها ويكاد ان يضحك
ما الامر علياء
فتعلقت عيناها بصورة الفندق بعد الإنشاء
جميل اوي شكله
وبدأت تثرثر دون شعور منها
تعرف انا كان نفسي ابقي