السبت 28 ديسمبر 2024

جابري

انت في الصفحة 25 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز


أنها و لا تقدر على العلاقة الزوجية كمان..
عقد حاجبيه بتعجب و تحدث بتساؤل قائلا..
بمعني! ..
صمت الأخر للحظة و من ثم قال بأسف..
طلب مني أبلغ مراته إن سلسبيل هانم متقدرتش على الحمل و الولاده و لا حتى العلاقة الزوجية!!!.. 
انتهي الفصل.. 
هستني رأيكم يا حبايبي.. 
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
الفصل ال ٢٨..

.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
عبد الجبار..
قضى النهار بأكمله داخل المستشفى برفقة خضرا لم يذهب إلا بعدما اطمئن أن حالتها الصحية أصبحت مستقرة و أخبره الطبيب أنها تحت تأثير العلاج و المسكنات و لن تفيق قبل الصباح
تركها و ذهب على أمل العودة لها ثانية بأسرع وقت ممكن قاد سيارته بتجاه منزله ليطمئن على ابنتيه و والدته قبل أن يسافر الأسكندرية لزوجته كان التعب و الإجهاد ظاهر على محياه بوضوح خاصة أنه لم يرى النوم منذ ليلة أمس..
صف سيارته داخل حديقة منزله و هبط منها مهرولا حين وصل لأذنه صوت بكاء الصغيرتان.. 
فاطمة.. حياة.. 
نطق بأسمهما بلهفة فور دلوفه من باب المنزل..
أبوي.. 
صړخا بها و هما يركضان نحوه ليستقبلهما هو داخل حضنه بعناق قوي غمرهما بالحماية و الأمان.. 
أمه فين.. مچتش وياك ليه.. أمه چرالها ايه يا أبوي..
بكفياكم بكى عاد.. أمكم زينه يا بتي.. 

اممم يعني لحقوها يا عبد الچبار!!!.. 
دمدمت بها بخيتة التي أقبلت عليه هي الأخرى و وقفت بجواره تطلع له بنظرة متفحصة و قلب يتمنى أن تكون خضرا فارقت الحياة و حلت عن سماء وحيدها..
تنهد عبدالجبار براحة و هو يجيب على سؤالها.. 
الحمد لله يا أمه..
طيب مچاتش وياك ليه.. هاتها دلوجيت يا أبوي و إني و حياة هنبجي حواليها و هناخد بالنا منها.. غمغمت بها فاطمة بتقطع من بين شهقاتها كان الخۏف ظاهر على ملامح الصغيرتانفما فعلته والدتهما خطأ فادح بحق ربها و نفسها و بحق أبنتيها..
تنقل عبدالجبار بعينيه بين ابنتيه يتأمل هما بنظراته التي تبث الطمأنينة بقلوبهما الصغيرة المرتعدة و تحدث بهدوء قائلا.. 
حاضر.. من عنيا هچبلكم أمكم بس اطمن عليكم لول و اعشيكم و هروح لها لو لقتها خلصت علاچها هچيبها و اچيلكم طوالي..
سارت بخيتة مستندة على عكازها تجاه غرفة المكتب و مدت يدها فتحت الباب مردفة قبل أن تخطو للداخل.. 
الوكل چاهز على السفرة أني عملته لكم بيدي يا ولدي.. كل و وكل البنته و تعالى رايده اتحدتت وياك هبابه..
حرك رأسه لها بالايجاب و سار برفقة ابنتيه تجاه مائدة الطعام اجلسهما و جلس بجوارها و بدأ يطعمهما بيده لم يتركهما حتى أنهو طعامهما و صعد معاهما لغرفتهما و ظل برفقتهما حتى غلبهما النعاس داخل حضنه.. دثرهما جيدا بالغطاء و قبلهما بحب شديد قبل أن ينتصب واقفا و يغادر الغرفة غالقا الباب خلفه بحرص..
توجهه لغرفته و اختفى داخل الحمام لدقائق و خرج مهرولا نحو ثيابه أرتدي جلبابه الصعيدي الذي يزيده هيبه و وقار و يظهر طول قامته المهيب و ضخامة بنيته الرياضية بهيئة ټخطف الأنفاس أخذ متعلقاته الشخصية بعدما أنتهي من تمشيط خصلات شعره الكثيفه و نثر عطره الخاص بغزارة و غادر الغرفة بخطي واسعة..
عبد الچبار!!! قولتلك رايده اتحدتت وياك .. نطقت بها بخيتة أوقفته قبل أن يعبر باب المنزل الداخلي..
هچيب سلسبيل ولما أعاود نتحدتت يا أمه.. 
قالها و هو يتابع سيره للخارج لتسرع بخيتة خلفه صائحة پغضب.. 
خليك مع عروستك و بكفياك

أكده يا ولدي.. أنت غلطت لما هملتها و چيت بعد ما دخلت عليها .. الأصول تبجي وياها أقل واچب أسبوع.. مافيش واحد يهمل مراته ليلة دخلتهم و يروح لمراته التانية.. أنت قويت شوكة خضرا بعملتك دي.. عطتها حق فوق حقها خلتها اتفرعنت و عملت عملتها المهببة دي لاچل
ما تلوي دراعك و تربطك چارها من غير ولد و لا سند ليك و للبنتة الصغار..
بناتي يا أمه ميهمنيش في الكون كله دلوجيت إلا هما.. بكفايا الخۏف و الړعب اللي عاشوا فيه انهاردة..و لخاطرهم هچيب سلسبيل و أعاود لاچل ما أكون چارهم .. 
صمت لبرهة و تابع و هو يفتح باب سيارته و جلس خلف المقود.. 
و چار أمهم.. ده حقها عليا في تعبها يا أم عبد الچبار..
قالت بخيتة پغضب عارم.. أنت عطيها فوق حقها الطاق عشرة لحد ما طمعت و الطمع عمي عنيها و رايده تاكل حقك و حق سلسبيل مراتك كمان.. إحذر منها يا ولدي..
أنهت حديثها و تركته و عادت للداخل بينما هو هم بقيادة السيارة لكن صوت هاتفه الذي صدح مرات متتالية معلنا عن وصول أكثر من رسالة بوقت واحد جعله يسرع بفتحه و قد زحف القلق لقلبه حين رأي اسم الطبيب المعالج لزوجتهسلسبيل ..
ظهر الڠضب على قسمات و جهه حين استمع محتوي الرسالة الصوتية المرسلة له برفقة مجموعة من الصور للطبيب يظهر بها الضړب المپرح الذي تعرض له على يد جابر..
عبد الجبار بيه في واحد اسمه جابر خطڤني و بهدلني ضړب هو و أصحابه لدرجة أنه كان هيولع فيا و مسبنيش إلا لما قولتله على الإتفاق اللي بيني و بين سيادتك.. أرجوك تعذرني و تسامحني مكنتش أقصد أخون ثقة سيادتك فيا بس هو مچنون و كان هيقتلني يا باشا..
صك عبد الجبار على أسنانه و تمنى لو كان جابر أمامه في هذه اللحظة أقسم بداخله أنه لن يتركه إلا بعدما يلقنه درسا لن ينساه طيلة عمره..
أيقن الآن أن خصيمه لا يستهان به خاصة بعد علمه باتفاقه اللعېن هذا بالتأكيد سيكون أول شيء سيخبر بهسلسبيل فور رؤيتها حتى يؤثر على علاقتها به..
أخذ نفس عميق و زفره على مهل و قاد سيارته بأقصى سرعة ممكنه عاكسا غضبه عليها محدثا نفسه بتعقل و هدوء عكس تعابير وجهه الغضوب..
هصارحك بالحقيقة بنفسي يا سلسبيل.. 
أرتجف قلبه بقوة بين ضلوعه و هو يتخيل رد فعلها بعد معرفتها بأنها ليست مريضة و كل ما حدث لها كان مجرد إتفاق أحمق حتى يجعل زوجته الأولى تطلب يدها له بنفسها و يتم زواجه منها غرضه و مقصده الذي سعي لتحقيقه دون التفكير في عواقبه..
............... سبحان الله وبحمده.................
سلسبيل..
جهزت أصناف متعددة من أشهى المؤكولات و الطواجن الصعيدية الشهيرة بكميات كبيرة و الكثير من الحلويات الشرقية بمختلف أنواعها حتى أنها خبزت الخبز بيدها بمهارة طاهية محترفة أمام أعين جميع العاملين بالمنزل الذين يتطلعون لها بذهول و انبهار في أن واحد لسرعتها الشديدة و خفة يدها و قد سأل لعابهم من رائحة الطعام الذكية..
ما شاء الله عليك يا بنتي.. مين علمك الطبيخ الحلو ده يا سلسبيل هانم!!!.. 
أردفت بها عفاف الواقفة بجوارها تتابع ما تفعله بأعين مندهشة..
أبتسمت لها سلسبيل و هي تقول بود.. 
سلسبيل بس يا دادة عفاف.. أنتي لسه كنت بتقوليلي إني زي بنتك..
بادلتها عفاف الإبتسامة و ربتت على ظهرها بحنو مرددة.. 
ربنا يحميكي لشبابك يا سلسبيل..
تنهدت سلسبيل و قد ظهرت بعينيها لمحة حزن و هي تقول.. 
مرات أبويا و حماتي هما اللي علموني الطبيخ.. أصلي كنت شايلة بيت أبويا من كافة شيء قبل ما اتجوز و لما اتجوزت شلت البيت عند حماتي..
رأت عفاف العبرات التي ترقرقت بعينيها و ملامحها المټألمة التي تعكس مدى الۏجع الموجود بأعماق قلبها حين داهمتها ذكري ما مرت به
من ذل و إهانة تذوقتهم على يد كلا من والدها و زوجته و من بعدهما زوجها السابق و والدته حاوطت كتفيها و ضمتها لها بحنان أم فقدته سلسبيل منذ نعومة أظافرها..
طيب يله يا بنتي سيبي اللي في أيدك و كفايا عليكي كده و البنات في المطبخ هيطلعوا الأكل اللي في الفرن لما يستوي و أطلعي أنتي على أوضتك أنا حضرتلك الحمام عشان تجهزي قبل ما جوزك يجي ..
نظرت لها سلسبيل بعدم فهم تسألها بعينيها كيف تتجهز لزوجها!! رغم أنها ظلت على ذمة رجل خمسة سنوات كاملة إلا أنه لم يتيح لها فرصة لتتجمل له ولا مرة واحدة طول فترة زواجها فوجهها كان دوما به صڤعات و شفتيها لم تشفي جرحتها إلا بعد مۏت زوجها و بعدها عن والدها..
تفهمت عفاف نظرتها جيدا فسارت معاها تجاه الدرج المؤدي لغرفتها وهي تقول بحنو.. 
لو تحبي أساعدك و أجهزك بنفسي أنا تحت أمرك..
ياريت يا دادة عفاف أنا مش عارفه المفروض ألبس أيه و لا أعمل شعري و اتزوق إزاي..
همست بها سلسبيل بستحياء لا تخلو من اللهفة تريد أن تظهر جمالها لزوجها الذي هو بالأساس يراها أجمل نساء العالم بنظره حتى في أسوأ حالتها كان يتطلع لها بافتنان يخبرها بنظراته المتيمة أنها أمراءته الفاتنة التي غزت مشاعره بعشقها و انتصرت في أمتلاك قلبه ..
 ضمتها لصدرها بعناق دافئ و يدها تربت على ظهرها برفق وهي تقول.. 
يا حبيبتي يا بنتي.. مين عديم الرحمة اللي قدر يعمل فيك كده..
اللي في جسمي ده من أقرب الناس ليا اللي المفروض يكونوا حمايتي و أماني هما اللي بهدلوني و عذبوني لحد ما كنت ھموت في أيديهم أكتر من مرة و ربنا نجاني و كتبلي عمر جديد..
رفعت يدها و زالت دموع عفاف و تابعت بابتسامة تخفي خلفها ألمها و ۏجعها.. 
متعيطش يا دادة عفاف كل اللي حصل لي ده بقي ماضي بحاول أنساه.. مش عايزه أفتكر أي حاجة غير أني دلوقتي بقيت مرات عبد الجبار المنياوي اللي بيحاول يعوضني عن كل اللي شوفته في حياتي قبله و قالي إن محدش يقدر ېلمس مني شعره واحدة بعد كده..
ربنا يهدي سرك و يفرح قلبك يا سلسبيل يا بنتي .. غمغمت بها عفاف و هي تجفف لها شعرها بعدما إنتهت من تجهيزها بداية منبت شعرها حتى أصابع قدميها كما لو كانت عروس بليلة زفافها..
ساعتها على أرتداء فستان رقيق من اللون الأزرق به نقوش هادئة من اللون الكافيه يظهر قوامها الممشوق حذاء رقيق ذو كعب عال من نفس لون غامرة تعيشها لأول مرة و هي تري نفسها قد أصبحت أنثى كاملة الأنوثة كما ينبغي أن تكون..
شهقت بسعادة بالغة حين استمعت صوت
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 48 صفحات