السبت 28 ديسمبر 2024

حكاية بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف

انت في الصفحة 8 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

 


أو بنتي يكونوا مستريحين وأمهم كمان تكون مستريحة .
اندهشت لأمره وسألته 
_ وه عايزني اقعد سبع شهور اكده من غير حركة !
واسترسلت وهي تصطنع الاستنكار
_ داي حتى ماما دايما تقول لي الحركة بركة .
حرك رأسه رافضا لم تقول وهتف بتصميم
_ متحاوليش انت بتتعبي في البيت لوحدك ومش بتخلي الست تيجي تنضف غير يومين في الأسبوع وطول الأسبوع مبتستريحيش بس دلوقتي الأمر فرق انت بقيتي حامل ولازم تستريحي على قد ما تقدري ولا مفر من اللي بقوله اسمعي الكلام بقي .

تنهدت بسعادة لخوفه عليها ثم احتضنت كفاي يداه بين يديها وهمهمت برقة 
_ كد اكده هتحبني وتخاف علي من نسمة الهوا الطاير 
شدد من احتضان يدها وردد بنفس همسها 
_ وانت متتحبيش ! ده انت دوختيني وجننتيني ونستيني اسمي ونفسي وشغلي وكل حاجة علشان خاطرك انت أثبتي لي إن كل شئ يهون مقابل راحة البال وان مفيش حاجة تسوى في الدنيا اني اعيش مرتاح وراضي ربي وعلشان كدة لازم اخاڤ عليك لازم أخاف من اي حاجة تمسك أو تأذيكي .
وظل يغدق عليها كلمات المحبين في جو من الهدوء والألفة والمودة والرحمة والسکينة لطالما شملتهم عناية الله الراجين رضاؤه دوما وفي الأخير أهداها خاطرته بعد أن فاجأته بذاك الخبر السعيد 
ما بها تلك العينان كي أقف أمامها وأتوه كعابر سبيل لأمر الله مستسلم !
فداخلهما مدينة وأنا جيشها وسيوف جنودي العظيمة امام بريقتيها تهزم 
فأنا معها أصبحت شاعرا تتنافس الكلمات والحروف على قلبي من معجم المشاعر أعظم 
فتلك المدينة وهؤلاء الحروف وهذي الجنود بسيوفها تخر تحت أقدامها بغرام متيم .
خاطرة_آدم_المنسي 
بغرامها_متيم
الجزء_الثاني
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
في مكتب المحاماة التابع لجاسر المهدي وبالتحديد في الساعة الثامنة مساء يجلس في انتظار عمران ومها ولكن أمامه تلك القضية يعمل عليها 
ولم يفت وقتا طويلا حتى أرسل له عمران رسالة أنهم على قرب الوصول 
بعد عدة دقائق كانت مها تمشي بجانب عمران بملامح وجه مخ طوف وقلب يدق دقات متتالية تدل على توترها الشديد من المرحلة الجديدة كليا التي ستدخل عليها في حياتها فلأول مرة تخرج من بيتها للعمل تتعرف على أناس جديدة وتتعامل معهم وقتا طويلا لأول مرة تجرب احساس المسؤولية وأنها مهتمة بأمر ما غير اشغال المنزل ورعايته من كافة النواحي 
راي عمران توترها البائن على معالم وجهها فطمئنها مبتسما كي يشجعها على قرارها بالعمل وأن هذا هو القرار السليم 
_ مالك يابنتي وشك مخطۏف اكده ليه انت ولا اللي داخل لجنة امتحان .
ابتلعت ريقها بصعوبة وبررت توترها 
_ لا مش على اكده بس انت عارف اني كان أخري من بيتي لبيت ماما للسوق بس وإني أول مرة أخرج للشغل وحاجة لاأفقه فيها شئ وكمان مع ناس معرفهمش.
رمقها بنظرة هادئة كي يستودعها الهدوء هي الأخرى ثم هتف بما يجعلها تهدأ من توترها
_ إن شاء الله هتتعودي على روتين الشغل بسرعة ومش هتحسي بتعب وشفتي المثل اللي هيقول حب ماتعمل حتى تعمل ما تحب طبقيه كل يوم وأنت هتتعودي وكمان جاسر كويس جدا مش قفل ولا من النوع اللي بيتنك على اللي شغالين وياه ومعاملته زينة ومهتحسيش بأنك شغالة عنديه .
أخذت نفسا عميقا تستحضر به هدوئها النفسي وتهدئ به ملامحها المتلونة بألوان الطيف 
دلفوا إليه واستقبلتهم منة الله بابتسامتها البشوشة لأن السكرتارية قد غادرت المكتب منذ خمسة أيام لزواجها 
فاضطرت منة الله أن تقوم بعملها إلى أن تأتي أخرى مكانها 
ما إن رأت مها منة الله حتى شعرت بالارتياح الشديد فوجهها مريح للغاية ناهيك عن براءتها في الحديث وابتسامتها البشوشة التى تبعث في النفس السکينة فحقا صدق قول الله سيماهم على وجوههم 
صافحتها مها ولكن منة لم تمد يدها نظرا لظروفها فاندهشت قليلا ولكن فسرت ذلك على انها لاتصافح أحدهم ثم تركتهم ودلفت تخبر جاسر 
اندهش عمران هو الآخر فأرجعت يدها بعد أن شعرت بالخجل قليلا ولكن عمران لم يأبه للأمر وأشار ناحية الباب كي تدلف بعد أن فتحت منة لهم الباب وأبلغت جاسر فهي قد حفظت المكتب عن ظهر قلب 
ما إن دلفوا ورآها جاسر حتى سقط قلبه بين يديه أيعقل أن يرى رجلا امرأة ويقع صريع هواها من أول نظرة ! أيعقل أن يصدق عقلا ان ذاك الجاسر وقف متصنما أمام هيئتها الخاط فة للأنفاس ناهيك عن رائحة الياسمين التى تشع من ملابسها فقط !
فكانت ترتدي كنزة من اللون الأسود تصل إلى منتصف فخذها وبنطالا فضفاضا من الجينز بلون الثلج من يراه يظنه جيبة وحجابا باللون النيلي ملفوفا بطريقة عصرية وتضع نظارتها الشمسية على رأسها ووجهها خاليا من أي مستحضرات التجميل إلا الكحل الذي زين عسليتها الواسعتين 
اندهشت هي الأخرى من نظراته المتصنمة عليها ونظرت إلى عمران كأنها تستفسر منه عن هؤلاء البشر الغريبيبن من وجهة نظرها ولكنه اتكأ بأهدابه كي يطمئنها ثم تحمحم وهو يمد يداه إلى جاسر 
_أممم .. كيفك يامتر 
أفاق ذاك الجاسر سريعا من نظرته الهائمة وهدأ من أعصابه الثائرة في تواجدها ثم مد يده مرددا سلامه 
_ الله يسلمك يابن عمي زين الحمدلله 
واسترسل حديثه بنبرة حانية وهو يوجه أنظاره مرة اخري إلى الجالسة أمامه تفرك أصابع يدها بتوتر 
_ نورتي مكتبنا يا أم الزين .
نال استحسانها نداؤه لها بذاك اللقب وشعرت بالارتياح قليلا من أول كلمة منه وجهت لها ثم ردت سلامه بنبرة صوت جادة وخفيضة 
_ منور بأصحابه يامتر شكرا لذوقك.
مجرد كلمات بسيطة نطقتها بنبرتها الرقيقة ونظرتها لعينيه بذاك الأدب جعله ود أن يعرض عليها زواجه منها في الحال ولكن أمسك أعصابه وتحدث بنبرة جادة كي لايخيفها منه 
_ إن شاء الله هتوبقى السكرتارية الخاصة بمكتبي أنا ومنة
الله هنعلمك كل حاجة ومش عايزك تشوفي الشغلانة صعبة له هي أسهل مما تتخيلي كل الموضوع محتاج منك تنظيم دقيق وانك تدوني كل حاجة مهمة .
قاطعه عمران متسائلا بفضول 
_ بخصوص منة الله داي هي عنديها مشكلة ولا حاجة ! أصل مها بتمد يدها تسلم عليها عملت كأنها مشيفاش 
تحمحم جاسر قليلا وشرح له حالة منة الله باختصار 
_ أممم.. هي مقصداش تعمل اكده أصلها حالتها مختلفة شوية هي كفيفة لكن إنسانة راقية جدا.
اتسعت مقلتاي مها بشدة مما استمعت إليه فهي قد ظنت بها السوء 
رأى جاسر ملامحها الحزينة ففسر ذلك على انها تأثرت بعدم سلامها وليس لحالتها واعتذر لها نيابة عنها 
_ معلش يامدام مها عندي اني دي بس منة حد جميل قووي وهترتاحي في الشغل معها وبإذن الله المكتب بيكم انتوا الاتنين هيوبقى تمام.
حركت رأسها رافضة لفهمه وما توصل إليه ثم صححت مفهومه 
_ له يامتر أني مزعلناش منيها واصل أني اتأثرت بس بحالتها حبيبتي ربنا ينور لها بصرها يارب ابتسم جاسر لتفهمها أولا وأنها أخيرا تدخلت معهم في الحوار وسمع صوتها
الناعم وكان في أذنه كسيمفونية أعذب الألحان 
وظلا يتحدثان عن أمور العمل ومواعيد المكتب وبعض الأشياء الأساسية التي ستفعلها بكل أدب 
ثم قامت
من مكانها مستئذنة للمغادرة هي وعمران على أن تأتي للمكتب من أول غد في الساعة
الثانية مساء 
وفور خروجها ظل ينظر على أثرها بنظرة حزينة فقد أحب تواجدها وحديثها وكل شئ ثم أخرج هاتفه ينظر إلى صورتها التي حفظها وهو يردد 
_ صورتك اللي كنت بقول فيها أشعار ولا حاجة جنب حقيقتك ونبرة صوتك اللي يتحكى فيهم مواويل .
ثم أغلق الهاتف وأسند رأسه على مكتبه ولكن وجد طيفها جال بخياله ولم يتركه هو الآخر مما جعله ردد مرة أخرى
_ داي باين الأيام الجاية هتوبقى رواااق عليك يابن المهدي .
في مكان ما يجلس ذاك الرجل الكهل ذو الستين عاما على مكتبه كما الملك الذي يجلس على كرسي العرش وبيده سېجاره الفرنسي الباهظ الثمن يردد بنبرة آمرة لذاك الواقف الذي يرتعب أمامه 
_ عملت اللي طلبته منك ياشوقي والمركز جهز ونقلت الحالات في سرية تامة ولا انت كبرت وخرفت .
أجابه ذاك الرجل سريعا وهو يتلعثم خوفا فهو يخشاه بشدة 
_ والله ياباشا عملت كل حاجة زي ما سعاتك أمرتني بالظبط وهتروح تلاقي كل حاجة تمام .
نفث الآخر دخان سېجاره الغزير هاتفا
بنبرة تحذيرية 
_ تأمن على الكهربا كويس وتأمن على المحولات لو فصلت في ثانية إلا ثانية تكون شغالة لأن لو جهاز واحد وقف أو جري له حاجة مش هيكفيني عمرك كله وانت حر بقي .
كان ذاك الرجل يقف يرتعد أمامه فهو يخشاه بشدة من جبروته المعروف لدى الجميع ومن بطشه الذي لو نال أحدهم لسح قه دون أن يرف له جفن 
_ والله ياباشا أنا مشغل اتنين مخصوص لا ومتخصصين كمان في الصيانة جمب المحولات دي وعامل بديل كمان علشان لو واحدة فيهم عطلت متقلقش سعاتك .
أشار له ذاك المتجبر أن يرحل من أمامه دون أن يرف له جفنا فهرول الآخر

من أمامه وهو يتنفس الصعداء 
ثم أمسك الهاتف وهو يعيد تشغيل الفيديو الذي صفع فيه ابنه بنظرات يملؤها الشړ والتوعد وأتى برقم أحدهم 
_ أيوه يابني البت اللي بعت لك صورتها دي تجيبها لي فورا في خلال تلت ايام أكتر من كدة هشيعك لعزرائيل 
أنهى مكالمته وأغلق الهاتف فورا ثم استند على كرسيه برأسه وهو ينتشي دخان سېجاره باستمتاع ثم أشغل تلك الغنوة التي يعشقها لكوكب الشرق وكأنه لم يقل أو يفعل شيئا الآن وهو يردد معها بسلطان _ 
يا فؤادي يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحا من خيال فهوى
يا فؤادي يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحا من خيال فهوى
إسقني واشرب على أطلاله
واروى عني طالما الدمع روى
إسقني واشرب على أطلاله
واروى عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبرا
وحديثا من أحاديث الجوى
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيق
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيق
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي
كيد من خلال الموج مدت لغريق
وبريق يظمأ الساري له
أين في عينيك ذياك البريق
يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي
يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي
يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي
لك إبطاء المذل المنعم
وتجني القادر المحتكم
وحنيني لك يكوي أضلعي
انتهي_البارت
البارت_الثالث
في مكتب ماهر البنان حيث يجلس في مكتبه يستشيط ڠضبا من تمرد تلك العنيدة فهو لم يتعافى بعد من مرضه وجس ده مازال واهنا 
منذ البارحة وهو يهاتفها ولم تجيبه وفي كل مرة تغلق الهاتف بوجهه فتزيده ڠضبا من عنادها وتيبس رأسها والأدهى من ذلك أنها قد بلكته من جميع الاتجاهات مما جعله يدور حول نفسه بغ ضب عارم من فعلتها الشنعاء وهو يتوعد لها من الويلات مالم يخطر على بالها ظل على حالته تلك منتظرا مجيئها الى المكتب فهو فكر كثيرا لايريد الذهاب الى
 

 

انت في الصفحة 8 من 63 صفحات