الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية كامله بقلم سيلا

انت في الصفحة 6 من 209 صفحات

موقع أيام نيوز

 

ماحدث من راجح من قضيته مع عمه جلال ... رجع برأسه على المقعد 

بس عمي جلال مستحيل يعمل كدا.. أنا أعرف أنه بيحب الفلوس بس مبياخدش حاجة مش بتعته 

زفر حمزة وتحدث بشك 

أنا لو هقبل القضية هدور ورا عمك... ولو الراجل دا له حق متزعلش هضطر اترافع عنه 

نقر راكان على مكتبه وبدأ يتحدث بشرود 

خليني أشوف إيه اللي ورا عمي الأول.. إنت عارف أنه له أسهم عايز يبيعها علشان يعمل شركة خاصة بيه على الأرض دي.. وعلى العموم لو إتأكدنا إن الراجل دا كلامه صحيح فوقتها أعمل شغلك... عمري ماأدخل في حاجة مش من حقنا 

وقف حمزة وأردف 

تمام يابوص أنا قولت كدا بردو لازم تعرف قبل ماأخد أي قرار... دلوقتي اسيبك تشوف شغلك والموضوع بقى عندك ياسيادة المستشار... شوف ورد عليا بس متتأخرش 

أومأ له راكان 

تمام ياحضرة المحامي... 

بقولك أنا عازمك النهاردة على العشا فيه

موضوع عايز أخد رأيك فيه 

قطب مابين جبينه متسائلا

موضوع إيه ياراكان هتقلقني ليه 

ضحك على صديقه وأردف مبتسما 

فيه إيه يابني خۏفت ليه كدا... هاخدك تحري ولا ايه... قهقه حمزة وهو رافعا يديه 

وعلى إيه ياعم الطيب أحسن... 

وقف حمزة أمامه وحدق به

راكان مالكفيه حاجة حصلت ولا إيه

وضع يديه بجيب بنطاله واتجه للشرفة وهو ينظر للخارج واسترسل بنبرة حزينة 

جدي مش راحمني ياحمزة بيحاول ېخنقني وأنا بحاول اتغاضى بأي طريقة 

عشان سيلين وأمي..

استدار يطالعه وأكمل بإبانة 

تخيل النهارده كان عامل إجتماع عشان

يجوز العيلة في بعضها.. 

اتجه ينظر إلى الفراغ بعينان تقطران ألما وملامح يكسوها الحزن فاردف مستطردا 

لولا ماما ووعدي ليها... صدقني مكنتش رحمت حد.. هم مفكرني

نسيت الماضي.. او تقدر تقول أنا أوهمتهم بكدا 

خيم الحزن على وجه حمزة فربت على كتفه وتحدث مواسيا 

لازم تنسى الماضي عشان تعرف تعيش الحاضر ياراكان.. أوعى تفكر تمثيلك عليهم بيفرق معاهم.. ليه دايما بتحط صورة مش كويسة لنفسك قدام الكل 

ارتسم تعبير مندهش ممزوج بالڠضب واستدار يتحدث بإستنكار 

علشان أنا كدا بالفعل ياحمزة.. أنا واحد مش كويس.. وبلاش إنت اللي تتكلم وتقول كدا.. دا إحنا دفنينه سوا ياصاحبي 

لا ياراكان إنت اللي دايما بتوهم نفسك وبتوهم اللي حواليك بكدا.. بلاش تخليني أتكلم كلامي هيزعلك.. احمد ربنا فيه اللي اتخان وقادر يوقف على رجله 

والله واللي حصلي مش خېانة... قولي ياحضرة المحامي هي الخېانة إيه في منظورك غير الطعن في الضهر

 

تحرك حمزة ع ا وجد النقاش بينهما سيؤلم احدهما 

أشوفك بالليل ياراكان لحد روق..

في مزرعة نوح 

تجلس بمكتبها تراجع في بعض المراجع الخاصة بالنباتات... دلفت إحدى العاملات 

والد حضرتك برة يابشمهندسة وعايز يقابلك لم تكد العاملة تكمل جملتها حتى تفاجئت من ذلك الصوت خلفها... صوتا تمنت انها تنساه للأبد 

أشارت للعاملة بالذهاب.. دلف والدها وهو يبتسم بفخر 

كدا ياأسوم بقى بابا ماوحشكيش ياحبيبتي 

اشټعل ڠضبها بصورة كبيرة من حديثه فاحتدت نظراتها واختنقت أنفاسها... ع ا تذكرت مأساتها من ذلك الأب الذي أقل مايقال عنه سوى أنه أب في شهادة الميلاد فقط 

جلست بمقابلته وشعور مقيت تشعر به اتجاهه.. حاولت السيطرة على حالها فأردفت 

خير يابابا إيه اللي فكرك بيا... بقالنا كتير متقابلناش 

جحظت أعين والدها من مقابتلها الجافة كما وصفها 

دي مقابلتك لبابا ياأسما بعد شهر... ثم رفع نظره وتحدث بحزن عله يستعطفها 

يني يابنتي هتفضلي مقاطعة ابوكي لحد إمتى 

أمتقع لونها وانسحبت الډماء من أوردتها... ع ا علمت هدفه من كلا ه 

بابا لو سمحت مهما تعمل وتقول أنا هفضل زي ماأنا مستحيل اتجوز... وزي ماحضرتك شايف أنا مرتاحة في حياتي 

وقف والدها وحاصرها وهي تجلس على مكتبها... قائلا بنبرة ية مستهزئا 

اوعي تفكري يابت إنك علشان اشتغلتي وقعدتي لوحدك تقدري تمشي كلامك على أبوكي... لا فوقي كدا وأعرفي اللي واقف قدامك دا منير العشري يابت 

وضعت يديها على أذنيها وتحولت نظراتها إلى الكره الواضح فأشتعلت عيناها كجمرتين من اللهب الحارق و ت بوجهه 

كفاية بقى إنت مبتزهقش... كل شوية منير العشري بن حضرة الضابط كاظم العشري 

وقفت واتجهت له وكانت لحظات ڠضبها استحوزت عليها فلوحت بيديها وهي تتحدث 

أسما كبرت ياحضرة منير العشري.. وبقت تعرف تاخد حقها من كل اللي أذوها... ماهو بنت الوز عوام.. وأنا أحييك علمتني كتيير أوي يامنير ياعشري 

إقترب والدها وهو ينظر لها شرز 

وياترى يابشمهندسة ابوكي آذاكي في إيه لدا كله.. المفروض تشكريني لولا اللي كنت بعمله مكنتيش وصلت لكدا.. وبقيتي الباشمهندسة اسما العشري 

ضحكت بسخرية وهي تلطم يديها ببعضها البعض

دا مفيش حد آذاني أدك للأسف.. 

آه منكرش اني اتعلمت جبروتك واتعلمت أخد حقي.. لكن خسړت كتير اوي.. قاطعهم 

دخول نوح 

صباح الخير يااستاذ منير 

أزدرد ريقها بصعوبة تستجمع بعض الكل التي هربت من بين شفتيها بسبب حالتها من دخول نوح 

اهلا يادكتور نوح الحمدلله يابني إنك جيت وحضرتنا... علشان عايز أشكيلك من الباشمهندسة اللي مقاطعة ابوها دي... 

نظرت لوالدها بعتاب بينما جلس نوح بمقابلتها ينظر لها بهدوء وتدارك توترها فتحدث 

مزعلة والدك ليه ياأسما 

انكمشت ملامح وجهها بإمتعاض من افصاح والدها بما يصير بينهما 

ابتلعت غصة مؤلمة من نظرات نوح وأردفت 

مفيش حاجة يادكتور سوء تفاهم عائلي بينا وهيتحل إن شاء الله.. مش محتاج للغرب التدخل.. مش كدا يابابا... أردفت بها وهي تنظر لوالدها حتى يخرجها من مأزقها الذي ألقاها به دون رحمة 

مسح والدها على ذقنه بعلامة تفكير.. كأنه يستغل خجلها من نوح.. ثم أومأ بعينيه دلالة على فهم مايشير إليه 

فعلا يادكتور... ممكن يكون مفهمتش بنتي كويس... 

وقف نوح وابتعد ومازل مسلطا بصره عليها ثم تحدث 

جيت أقولك ياأسما استلمنا خيول جديدة.. كنت عايزك تشوفيهم وتخلي الدكتور عاليا تشوفهم كويس 

ابتسمت بسخرية وكأن قلبها موشوم بالۏجع الذي أهلك روحها من ذاك الرجل فأو إليه وهي ترمقه بعيونا حزينة 

إن شاء الله يادكتور هكلم عاليا تشوفهم... ظل ينظر لها بعمق وثار تمرده عليها ع ا وضعت حاجز بينهم ونادته بتكليف... مما اظلم عيناه عن وجعهاوتوجه بحديثه لوالدها 

بلاش تزعل الباشمهندسة ياعم منير... 

اقترب منير للخارج وهو يحدق إبنته ثم اتجه بنظره الى نوح 

إن شاء الله يادكتور... وزي ماقولت لحضرتك سوء تفاهم 

بالجامعة عند درة 

جلست بالكافيه الخاص بالجامعة تنتظر محاضرتها التي ستبدأ بعد نصف ساعة.. وصلت أروى إليها تحمل كوبين من عصير الفراولة وجلست بمقابلتها 

اشربي العصير دا هيروق دماغك وتعرفي تحلي الأسئلة صح 

مسحت على وجهها پ قائلة بإنفعال 

والله يابنتي حليت زيهم كتير قبل كدا معرفش ليه

 

دماغي واقفة كدا 

استمع عدي لحديثها صدفة الذي يقف خلفها.. فأقترب 

مالك يادرة بتتخانقي مع نفسك ليه.. قالها بإستهزاء... نهضت تقف بمقابلته وصاحت بوجهه پ 

ابعد عني ياعدي عشان متتهزأش زي كل مرة.. جذب مقعد وجلس بجوارهم وهو يطرق على الطاولة 

وأنا ب في التهزيق وخصوصا لما يكون من واحدة قمر زيك كدا 

أمسكت

درة كوب العصير وسكبته فوق رأسه وتحدثت پش ة 

اووبس اصلي لقيت لو رديت على واحد ذيك يبقى برفع من قدرك وأنت الصراحة متساويش براية قلم رصاص من سوق الجمعة.. قالتها ثم جمعت أشيائها وسحبت كف أروى التي وقفت تنظر بذهول مما فعلته بعدي 

توقف جميع من بالكافيه وبدأو يضحكون بسخرية على هيئة عدي خاصة وهو يرتدي تي شيرت أبيض وسروالا باللون نفسه 

ركل الطاولة وهو ېصرخ بهم ويدفع البعض... اتجه سريعا لصديقه الذي كان ينتظره ليرى ماذا سيفعل بدرة.. تحرك وچحيم ه يسيطر عليه.. أمسكه صديقه الذي يدعى بأحمد 

عدي!! أوقف رايح فين حانت اللي غلطت في الأول والكل هيشهد بكدا 

دفعه بقوة وهو يزمجر قائلا 

هي متعرفش مين عدي البنداري ولا إيه والله لازم افصلها من الجامعة دي واخليها تروح جامعات الشحاتين 

قالها ثم تحرك سريعا متجها خلفها.. توجهت درة لقاعة المحاضرة وهي تضحك على مافعلته.. هزت أروى رأسها وهي تشاركها ضحكاتها ثم تحدثت 

بس دا مش هيسكت يادرة.. خلي بالك.. اتجهت وجلست بالبنش الذي يتوسط القاعة ووضعت ادواتها وأجابت صديقتها 

دا واحد مغرور ويستاهل اللي يجراله 

حديثهم دخول الدكتور نور.. ولكن قبل أن يلقي التحية رأي ذاك الذي أسرع بإتجاه درة.. ووقف أمامها وسحب يديها يجذبها پ 

أنا هعرفك يا ة إزاي تتجرأي وتعملي كدا.. اتجه الدكتور نور 

إنت يا بتعمل إيه عندك...إزاي تعمل في زميلتك كدا 

رفع بصره للدكتور وأجابه بنبرات غليظة 

آسف يادكتور... حساب ولازم نصفيه 

اتجه نور لدرة بنظرات مستفهمة 

هزت رأسها وهي تحرر كفيها من كف نور الذي يقبض عليه بقوة 

اتجه نور إليهما وتجمع كل من يوجد بالقاعة لفك شباك عدي ودرة.. دفعه الدكتور بعيدا عنها 

ثم اتصل بأمن ع ا علم

بهويته ثم اتجه 

يسحبه اتجاه الأمن الذي اخدوه لعميد الجامعة.. أستغل الوضع لصالحه وقام بتقديم شكوى بدرة 

شهقة قوية خرجت من جوف درة ع ا وجدت الموضوع تطرق لرئيس الجامعة.. هذا المعتوه حول الأمر لصالحه 

مسدت أروى على ظهرها وتحدثت بعيون مطمئنة 

اهدي إن شاء الله البنات اللي كانوا موجودين في الكافيه هيشهدوا.. 

أنا مش خاېفة منه أنا خاېفة من تقديراتي تتأثر بسبب المشكلة.. قالتها بملامح مرتجفة وعينين زائغتين 

وصلت ليلى للحرم الجامعي حينما هاتفتها أروى وقصت عليها ماحدث 

ضمتها ل ها حينما وجدت حالتها المرثية وعيناها المتورمة فتحدثت بكل الطمأنينة 

مټخافيش حبيبتي محدش يقدر يأذيك.. تحركت متجة للداخل حيث مكتب رئيس الجامعة... دلفت بعد الإستئذان

وجدت عدي يجلس وكأنه أبن من أبناء الوزراء 

القت التحية بإحترام.. ثم أردفت بهدوء ووقار أمام رئيس الجامعة

بعد إذن حضرتك يادكتور.. ممكن أعرف اختي متحولة للتحقيق ليه

رمقها عدي بسخرية وهو يوزع نظراته بين درة التي وقفت صامتة وبين ليلى التي تقف أمام رئيس الجامعة كمحامي في قاعة المحكمة 

اتفضلي إقعدي ياباشمندسة.. أخت حضرتك تطاولت على الباشمندس عدي البنداري.. اتجهت ليلى تطالع عدي بنظرات تقيميه...رفع حاجبه ينظر إليها بطريقة مستفزة وهو يشير على قميصيه 

أختك سخرت مني قدام الجميع ودلقت العصير 

وقفت تطالعه لبعض اللحظات ثم اتجهت لرئيس الجامعة 

هو اي حد يجي يشكي حد من غير دليل.. وبعدين مش يمكن حضرتك يكون قل أدبه.. طبعا آسفة في اللفظ.. لكن من المفروض حضرتك نسمع جميع الأطراف ونشوف الشهود الموجودين... قاطعهم 

دلوف يونس أثناء حديث ليلى مع رئيس الجامعة 

نهض رئيس الجامعة يحيه 

أهلا دكتور يونس... نورت الجامعة حضرتك 

اتجه يونس يطالع أخيه الذي يجلس وكأنه ليس المذنب.. ثم تحولت نظراته لليلى و درة 

جلس بعدما قام بفتح ذر بدلته وبعد حديثه فترة مع رئيس الجامعة أشار لأخيه ليحكي ماصار أمامهم 

كما اتجه لدرة 

ومن حق الباشمهندسة تدافع عن نفسها وتقول

 

مبرر لفعلتها دي.. 

تحدث بإبانة لدكتور الجامعة وعيناه مسلطة على ليلى 

أصل الصراحة مش كل مانضايق من كلمة واحد يقولها ندلق عليه عصير مش كدا ولا هايه.. 

مط شفتيه وطالع ليلى الصامته وأكمل حديثه 

دا لو معاكي سکينة كان ممكن تطعنيه.. عشان ضايقك بالكلام 

حاولت ليلى السيطرة على ڠضبها وهي تضغط بقبضتها فوق ساقيها.. ثم رفعت رأسها وابتسمت ابتسامة لم تصل لعيناها 

طيب ليه حضرتك إن كل واحد يحترم نفسه ويعرف

 

انت في الصفحة 6 من 209 صفحات