السبت 28 ديسمبر 2024

ورد الحناين بقلم ميمي عوالي

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

 


باللى انتى عاملاه فيه دلوقتى
لتنظر له صفية بخجل وتقول انا آسفة بس على فكرة انا منظمة جدا بس فى أوراق كتير حسيت انها متناقضة مع بعضها فكان لازم أقارنهم ببعض وعشان كده جيت على ترابيزة الاجتماعات بحيث أن مافيش ورقة تروح كده ولا كده
اسماعيل على كده هلاقيكى فندتى القضية تمام
ليمتعض وجه صفية وهى تقول مش عارفة انا طلعت كل الحاجات اللى لفتت نظرى وكتبتها بس لسه ما

اسماعيل عموما هنشوف دلوقتى
ليدخل عليهم حكيم ملقيا السلام وهو يعطى لأخته بعض البسكويت ويرغمها على تناوله قبل الاجتماع ليبتسم عليهم اسماعيل وهو يشرد بذاكرته بعيدا عنهم حتى نبهه حكيم ليبدأوا عملهم
حكيم ها يا استاذة اخبار القضية ايه
صفية ببعض القلق والرهبة انا وصلت لشوية نقط بس الحقيقة أنا ماخلصتش القضية كلها الوقت كان قصير جدا
حكيم بعملية شديدة طبعا احنا مش هنحاسبك المرة دى على الكلام ده لأنها اول قضية والوقت فعلا كان ضيق لكن خلينا نشوف انتى وصلنى لايه
لتمسك صفية بالنوت الخاص بها وتبدأ فى سرد ما وصلت إليه اولا فيه تناقض فى التحريات الاول قالوا إن المتهم كان موجود فى الشركة طول اليوم اللى حصل فيه جرد العهدة وتحريات تانية بتقول أنه كان روح وبعدين استدعوه فجأة
وكمان فى تناقض فى كلام رئيس لجنة الجرد فى الاول قال إنهم كانوا متفقين على معاد الجرد وبعد كده قال إنهم قرروا يعملوا الجرد فجأة
وكمان فى عضو فى لجنة الجرد امتنع عن أنه يتكلم وفى نفس الليلة حصلتله حاډثة سير رغم أنه بيمتلك عربية
ولو رجعنا بتحريات المباحث عن المتهم هتلاقى أن سمعته نضيفة جدا وماعندوش ديون ولا التزامات مالية ولا بيمر بأى ضائقة مالية مثلا علاوة على أنه اصلا مستواه المادى معقول
لكن لو رجعنا لتاريخ الشركة لآخر اسبوعين هتلاقى أن الشركة اتعرضت لورطة مالية كبيرة فى البورصة
اسماعيل صارخا برافو عليكى هو ده
لتنتفض صفية من صوته العالى ليضحك حكيم بشدة قائلا انت مش هتبطل جناتك ده قطعت الخلف لكل اللى فى المكتب
اسماعيل ضاحكا عيب عليك اومال نوارة وزين دول جم منين
حكيم افهم من كده أن تفنيدها للقضية مظبوط
اسماعيل الحقيقة عشرة على عشرة ولو كانت كملت الملف للآخر كانت اكيد هتطلع اكتر من كده
حكيم بحنان وهو يربت على ظهر كف يدها برافو عليكى ياحبيبتى كنتى عند حسن ظن فيكى ولسه انا متخيلك قدامى دلوقتى وانتى واقفة تجلجلى وبتترافعى قدام المحكمة الموقرة
لينظر اسماعيل إلى صفية قائلا الجلسة معادها بعد تلات ايام تحبى تحضريها
صفية بانبهار وهى تنظر لحكيم بجد هو ينفع
حكيم طبعا ينفع ولازم تحتكى بكل ده لان هييجى يوم وتروحى بنفسك تترافعى
لتنظر صفية أمامها بشرود وكأنها تتخيل نفسها وهى تترافع فى قضية ما
حكيم طالما كده بقى نعتبر القضية دى بالنسبة لك انتهت سلمى الملف للأستاذ اسماعيل مع نوت بالملاحظات بتاعتك عشان هو هيبتدى يحضر الدفاع بتاعه وانتى خدى الملف ده
ليناولها أحد الملفات وهو يقول دى قضية جديدة قضية قتل قدامك خمس ايام تدرسيها كويس اوى وتفنديها معاكى وقت إهوة
صفية أيوة بس
حكيم ضاحكا اجمدى اومال ماتخافيش القتيل مش فى الملف
لتأخذ صفية الملف وتتجه إلى الخارج وهى تشعر بالرهبة وبعد خروجها يقول اسماعيل يا أخى حرام عليك قتل مرة واحدة
حكيم عاوز اشغلها على قد مااقدر مش عاوزها تفكر فى اى حاجة تانية اليومين دول
اسماعيل بفضول اشمعنى يعنى
حكيم يعنى عدتها قربت تخلص وعلى بيحاول
يردها
اسماعيل طب وهى موافقة
حكيم امى اللى عمالة تزن عليها
اسماعيل المهم هى
حكيم خاېف عليها أعصابها ماتستحملش ورد اتكلمت مع امى بس حاسس انها مااقتنعتش
اسماعيل وهو يلملم أوراقه بكرة تتعدل أن شاء الله
حكيم أيوة بكرة تفرج كله على الله
تمر الايام والليالي وكل شئ يمشى على وتيرته فقد التحقت ورد بالمشفى التى تعاقدت بالعمل معه والتحقت نوارة بمدرسة على مستوى راق فى التعليم وزين يقضى يومه بين مربيته ووالديه
أما صفية فاندمجت فى عملها وكلما مر يوم كانت تثبت فيه لنفسها ولمن حولها أنها لها لا تمل ولا تمل ولا تخجل من طلب المشورة احبها كل زملائها لبساطتها وحلو معشرها
وكلما مرت الايام كلما زاد تقارب اسماعيل من صفية وإعجابه بها وكان كثيرا مايجتمعان معا لدراسة قضية ما ثم تنتهى الجلسة بحديث خاص بعيدا تماما عن العمل حتى علم عنها اسماعيل كل ما مر من حياتها السابقة
حتى مر على عملها بالمكتب مايقرب من عشرة أشهر ليأتى يوما كانا يجلسان بغرفة الاجتماعات كعادتهم جميعا حين يتدارسان قضية ما ليفاجئ اسماعيل صفية بسؤاله قائلا كنت عاوز أسألك سؤال شخصى
صفية خير
اسماعيل يعنى بعد اللى مريتى بيه لسه بتحبى على
صفية وهى تنظر لاسماعيل لتقول بعد صمت لم يطل ابقى كدابة لو قلتلك لا بس برضة ابقى كدابة لو قلتلك ايوة
اسماعيل باستهجان فهمت انا كده
صفية على كان حب عمرى من وانا لسه فى ثانوى واتجوزنا عشر سنين عمرى ماسيبت بيتى أو ڠضبت منه زى ماستات كتير بتعمل وما انكرش أنه حارب عشانى كتير لكن
اسماعيل لكن !
صفية لكن ماصمدش ضحى ااه لكن تضحية وقتية وخلصت حارب مانكرش لكن انسحب بيحبنى جدا بس شبع واستكفى
اسماعيل هو الحب بيتشبع منه
صفية لما يجيبلك تخمة
اسماعيل بفضول مش فاهم
صفية انا كنت بالنسبة لعلى مصدر الحنان الوحيد فى حياته والده ووالدته شداد جدا ماعندهومش تفاهم كنت دايما بحسه جعان لحبهم وانا كنت بحاول على قد ما اقدر انى اعوضه عن ده فى الاول كان مبسوط جدا بس بعد فترة حسيته زهق ورجع جوعه من تانى لحنان أهله
تعرف فضل كتير يقاوم طلبهم أنه يتجوز عليا لكن مامته عرفت تلعبها صح المرة الاخرانية دى عاملته بالحنية اللى كان مشتاق يشوفها منها عشان لما تهدده أنها تغضب عليه يلاقى نفسه مش هيقدر يشوف ده تانى فكانت دايما على نغمة نفسى أشيل ولادك قبل ما اموت ده انت نور عينى واعز الولد ولد الولد وهكذا فكان عاوزنى أتنازل واوافق عشان ده ماينتهيش ويفضل متنعم بحنيتها
انا بصراحة اتنازلت كتير لحد ما التنازلات كلها خلصت
اسماعيل طب وافرضى أنه مثلا طلق مراته وحب يرجعلك تانى هتوافقى
صفية مستحيل
اسماعيل ممكن اعرف السبب
لتنظر له صفية بتركيز وتقول ممكن انا اسألك انت ليه مهتم بالحكاية دى
اسماعيل ممكن اجاوبك بعد ماتجاوبينى
لتتنهد صفية وتقول مش هوافق لأن اللى بيتكسر عمره مابيتصلح تانى وخصوصا لو اللى انكسر ده قلب حب ودق وصبر كتير
اسماعيل حتى لو لسه جواكى حاجة ليه
صفية اللى جوايا دلوقتى عشرة السنين الالفة والود اللى مايهونوش غير على ولاد الحړام وانا الحمدلله بعرف اصون العشرة والعيش والملح
ها ماقلتليش ليه بتسألنى الأسئلة دى كلها
اسماعيل وهو يجلس بالمقعد الملاصق لمقعدها قبل ما اجاوبك على سؤالك عاوز احكيلك على حاجة
صفية خير سمعاك
اسماعيل انا ابويا وامى الله يرحمهم اتوفوا من زمان وماليش غير اخت واحدة حاليا فى الجامعة فى كلية الهندسة
صفية ماشاء الله
اسماعيل لما والدى اتوفى كان سايبنا مستورين الحمدلله وكان سايب معاش كبير طبعا المعاش قانونا كان من حق اختى بس بس كنا بتمشى بيه نفسنا لحد مانا اشتغلت مع حكيم وإبتدى يبقى لى دخل كويس الحمدلله فقررت انى افتح حساب لاختى بفلوس المعاش دى واحوشهالها عشان جوازها وكنت بحب واحدة جارتنا من ايام ثانوى وهى كمان كانت بتحبنى اتقدمتلها واهلها وافقوا واتفقنا انى هعيش فى شقتنا مع اختى ووافقوا
صفية لحد كده تمام
اسماعيل بسخرية اسمعى الباقى ماتتسرعيش بعد جوازنا بكام شهر ابتدت مراتى تشتكى أن مصروف البيت مش كفاية رغم انى كنت بسيبلها مصروف كبير جدا غير مصروف شخصى ليها وكنت كمان بدفع كل الفواتير بتاعة البيت ورغم ذلك زودتلها المصروف لكن بقت دى عادتها تشتكى ازود وتسكت شوية وترجع تشتكى لحد ما إمكانياتى ماباقيتش سامحة لحد ماطلبت منى فى يوم انى اخد معاش اختى واديهولها عشان تساعد فى المصاريف طالما انى متكفل بكل حاجة تخصها ولما قلتلها الكلام ده لو انا مش قادر أغطى مصاريف البيت قالتلى وماله البحر يحب الزيادة
وباختصار شديد رفضت ومن بعدها ابتدت المشاكل بينها وبين اختى بقت تضايقها باستمرار ومابطلتش تطلب منها حاجات تعملها فى البيت رغم انى كنت جايبلها شغالة بتجيلها يومين فى الأسبوع لكن فى يوم وانا راجع من الشغل سمعتها بتطلب من اختى أنها تقوم تنضفلنا أوضة النوم بتاعتنا واتفاجئت باختى بتقولها مانا لسه عملهالك امبارح قامت مراتى حب السنين قالتها وماله اعملى بلقمتك مش كفاية عايشة عالة علينا وبصريح العبارة كدة المصروف مابقاش يكفى الشغالة فقررت انك تقومى بشغلها وأوفر الفلوس اللى كانت بتاخدها
لتضع صفية كف يدها على فمها لتخفى شهقة تدل على امتعاضها الشديد
ليقول اسماعيل طبعا ماكانتش واخدة بالها انى واقف من اول الوصلة
صفية وعملت ايه
اسماعيل بتنهيدة شغلتنا علمتنا الهدوء والسيطرة على غضبنا ندهتلها بكل بساطة على اوضتنا وخرجت بعد نص ساعة بشنطة هدومها واستلمت ورقة طلاقها بعد كام يوم
صفية واختك
اسماعيل لمتها وعاتبتها أنها ماقلتليش من البداية على اللى كان بيحصل من الاول
صفية اكيد خاڤت لايحصل بينكم مشكلة بسببها
اسماعيل وهو يومئ برأسه فعلا هو ده اللى قالتهولى
المهم ادينا متطلفين من خمس سنين دلوقتى والحمدلله أن ربنا مارزقناش بأولاد عشان تبقى الليلة خفيفة
ادينى قلتلك كل حاجة عنى تقريبا وهجاوبك على سؤالك ياصفية اللى سالتهولى انا عرفت أن على طلق مراته وعاوز يرجعلك وراح لوالدك البيت امبارح
صفية وهى تنظر إليه بعدم فهم عاوزك تفكرى كويس فى كل الكلام اللى قلتيهولى واللى انا كمان قلتهولك قبل ماتاخدى أى قرار
صفية انا مش فاهمة انت تقصد ايه وايه علاقة اللى انت قلتهولى بقرار رجوعى لعلى من عدمه
اسماعيل انا بحبك ياصفية وعاوز اتجوزك
5
ورد الجناين
الفصل الخامس والاخير
فى مكتب المحاماة بغرفة الاجتماعات
كانت صفية تقف مشدوهة وهى تنظر لاسماعيل وهى تحاول استيعاب ماذكره لها عن حبه لها ولم تبدى اى رد فعل ولكنها لملمت أوراقها باضطراب قائلة انا اتأخرت اوى ولازم امشى
ولكن اسماعيل وقف حائلا بينها وبين الخروج قائلا يمكن تكونى فعلا اتأخرتى اتأخرتى انك تحسمى موقفك ياصفية 
اسمعى ياصفية انا هكلمك بصراحة شديدة بس ياريت ماتاخديش كلامى على انى بقول كده عشان توافقى عليا لأ انا هقولك اللى هقوله لك ده عشان تهندلى حياتك و تعيشى وانتى رامية ورا ضهرك
صفية عاوز تقول ايه يا استاذ اسماعيل
اسماعيل بابتسامة سخرية رغم أننا كنا شيلنا الألقاب من مابينا من فترة بس اللى يريحك بس اقعدى واسمعينى
لتجلس صفية مكانها دون أن تنبث ببنت شفة 
اسماعيل
انتى عيشتى عشر سنين من عمرك مع على وربنا ماقسملكوش انكم تخلفوا رغم
 

 

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات