رواية المظفار والشرسه الفصل التاني
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الحلقة 2
عند إنتصاف النهار ..
خطي توفيق علام بقدمه علي أرض حي الغورية العتيق ثم راح يسير ببطء و عيناه تجولان علي جدران المنازل يبحث عن رقم منزل صديقه القديم الذي إنقطعت صلته به منذ أكثر من خمسة عشر عاما و لكن عبثا فقد تآكلت معظم اللوائح النحاسية المعلقة علي أبواب المنازل بفعل الصدأ أثر مرور السنين ..
قولي يابني لو سمحت فين بيت رقم 9
بيت رقم 9 !!
ردد الشاب في وجوم إستنكاري بينما أومأ توفيق رأسه قائلا
ايوه بيت رقم 9 اللي ساكن فيه الاستاذ رشدي هلباوي.
عند ذلك صاح الشاب بحماسة عفوية
اااه قصدك عم رشدي مجالات
عبس توفيق مستغربا و عاد يقول
قاطعه الشاب مسرعا
هو عم رشدي مجالات مافيش هنا في المنطقة كلها الا رشدي واحد بس عم رشدي مجالات و اهو قاعد هناك اهو.
أشار له نحو طاولة في الوسط داخل المقهي ثم صاح عاليا
عم رشدي !
في ايه ياض يا شبورة
صدر السؤال عن رجل جلس موليا ظهره للشاب الذي تابع قائلا و هو يتفحص توفيق بعينيه من أعلي إلي أسفل
ثم مضي يلبي طلبات الزبائن بينما نهض السيد رشدي متسائلا
يا تري مين البيه ده اللي جاي لحد الغورية مخصوص عشان يسأل عن رشدي مجالات
ثم إلتفت إلي توفيق أخيرا كان رجلا من الصعب تحديد عمره فبنيانه بنيان شاب نحيل و رشيق أكثر قوة مما تكشف عنه حركاته المتراخية شعره أسود متموج خطه الشيب فوق أذنيه كما كان وجهه دقيق أيضا و لكن هناك خطوطا ظهرت حول عينيه أكدت حقيقة عمره الذي تجاوز الثانية و الخمسين منذ أشهر مثل توفيق الذي كان لا يزال واقفا بمكانه يتأمل الشخص الذي أقبل عليه ببطء و هو ينظر إليه مضيقا عينيه بينما سيكارته البيضاء الرفيعة تميل علي حافة فمه الواسع الصارم و عندما وقف أمامه مباشرة رمقه مقطبا لبضع لحظات ثم صاح فجأة بإبتسامة واسعة
رشدي هلباوي.
هتف توفيق باسما بدوره ثم راحا يتعانقان بقوة حتي إبتعد رشدي أولا و قال و قد إنفرجت أساريره
يااااه يا توفيق و الله زمان يا صاحبي يا تري ايه اللي فكرك بيا
كاد توفيق يتكلم فباغته الأخير بسرعة
تعالي نقعد نشرب حاجة الاول.
ثم قاده إلي أقرب طاولة و أجلسه ثم جلس قبالته و بعد أن طلب الشاي لكليهما إدار وجهه الباسم إليه قائلا
أجفل توفيق في خجل قائلا
انا اسف يا رشدي انا فعلا اهملت صداقتنا اللي دامت من ايام المدرسة لكن صدقني انا من يوم ما خلفت و ولادي واخدين كل وقتي.
الا بالحق صحيح ولادك عاملين ايه هما كانوا بنت و ولد علي حسب ما انا فاكر صح
أومأ توفيق رأسه باسما و أجابه
ايوه يا سيدي ولد و بنت مروان الكبير و رضوي الصغيرة.
ربنا يخليهملك و يباركلك فيهم.
إبتسم توفيق في سخرية مريرة و قال
ربنا يوفقهم في حياتهم بقي انا خلاص بقيت مجرد اسم في شهادات ميلادهم و بطايقهم.
قطب رشدي حاجبيه مستغربا ثم سأله
ايه اللي بتقوله ده يا توفيق ليه بتقول كده
تنهد توفيق بثقل