الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية جراح الماضي بقلم ساره الزعبلاوي

انت في الصفحة 2 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز


ثانيا لو اللي حصل دة أتكرر تاني يا هنا متزعليش مني
ثالثا بقي و دة الأهم ان انا معرفش أن فارس أصلا رجع من السفر و حتي لو أعرف دة شيء ميهمنيش و مظنش كمان أنه يهمك 
لا يهمني كان لازم أعرف ان يوسف رجع 
رفعت حاجبها بسخرية و قالت
اها فهمت عشان تلحقي تبعدي عن شوية الصيع اللي انتي ماشية معاهم هو شافك معاهم و لا اية !

هتفت بصوت مرتفع و نبرة تشوبها الڠضب
بطلي بقا برود شوية و متكدبيش لأني واثقة انك كنتي عارفة أن فارس رجع و مقولتليش 
و انا هكدب لية بقي هخاف منك مثلا بس احب اقولك اني فعلا اول مرة اعرف ان فارس رجع مصر منك دلوقتي و لو مش عايزة تصدقي فالحيطة قدامك اهي
ماشي يا ليلي بس خليكي فاكراها 
لقد عاد مرة أخري ترى هل عاد لها أم عاد لقضاء عمل له و يذهب مرة اخري 
و إن كان قد عاد لقضاء عمله فلم بعث لها بهذه الورود إذا !
أسئلة كثيرة تدور بذهنها و لم تجد مفر منها
كان جالس يتابع العمل علي الحاسوب الخاص به و هو ينظر إلي يوسف بطرف عينيه منتظر أن يتحدث بما فيه بدلا من جلوسه شارد هكذا لكنه لا يفعل حتي قال فارس 
مالك !
ترك فارس ما بيده و اتجه ليجلس أمامه مباشرة و هتف و هو يضع كفه علي كتفه
مقولتليش عملت أية النهاردة 
في أية بالظبط !
رفع فارس حاجبه بتعجب و قال
أنت مش روحت النهاردة عشان تقابل هنا عملت اية معاها !
تنهد يوسف بحسرة علي حبه الوحيد و قال بابتسامة سخرية
و لا حاجة معملتش و لا حاجة من الواضح انها بدأت حياة جديدة ربنا يوفقها 
قطب فارس حاجبيه بدهشة و قال
معرفش !!
هتف بها يوسف و هو
ينظر إلي اللا شيء لينظر له فارس باستغراب و هو يقول
بقولك أية أنا مش فاهم منك حاجة هطلب كوبيتين قهوة و صحصح معايا كدة و احكيلي
دائما ما أكره الحكم و النصائح التي تكون من نوع
فالفترة التي عرفتك فيها كانت مليئة بالألم لتدخل أنت إلي حياتي و أظن أن الألم سينتهي و لكني كنت ساذجة حينما أعتقدت ذلك فقد كانت بداية جديدة لمرحلة أشد ألما 
أغلقت الدفتر الخاص بها بعدما أنتهت من كتابة تلك الكلمات التي تخرج بها الألم الكامن في قلبها 
تنهدت و هي ترجع ظهرها إلي الخلف لتعود أيضا بذاكرتها نحو الماضي
كانت تعيش فترة مؤلمة فالآن قد مر شهر علي ۏفاة والدها أقرب شخص لها في هذه الحياة مرشدها و معلمها فارقها الي الأبد 
أعتزلت العالم و صارت وحيدة لا تغادر غرفتها و هي تسبح في ذكرياتها مع والدها و تتحسر علي الايام التي لن تعد 
حين سمعت صوت باب غرفتها و هو يفتح لتدلف إليها شقيقتها ذات البطن المنتفخ و هي تجر قدميها و هي بالكاد تستطيع السير لتجلس أمامها و هي تتحدث بصوت متحشرج باك قائلة
رفعت نظرها نحوها و هي تنظر إلي حالتها التي يرثي لها و الحزن الذي أنهكها و لم تصدر أي تعليق 
عادت الأخيرة إلي البكاء و النحيب و هي تقول بصوت متقطع من وسط دموعها
طيب قولي أي حاجة طيب قولي حتي أنك بتكرهيني و مش بتحبيني !!
تنفست بعمق و هي تعصر عيناها بقوة في محاولة منها للتماسك لتقول بصوت منهك
أنا عمري ما هكرهك يا ليلي مفيش حد بيكره أخوه ما بالك بقي لو توأمه!!!
طيب ليه مش بتكلميني ليه بتعملي زيهم
أنا أنا بس لحد دلوقتي مش مصدقة أن بابا مش معانا 
لا يا ليلي دة عمره و مكتوبلة أنتي مش سبب أبدا في مۏته اوعي تقولي كدة تاني !!
لو مكنتش زعلته مكنش هيجيله القلب و مكنش ھيموت 
استغفري ربك دة قدر و مكتوب و محدش يقدر يغيره !!
بدأت الحياة تسير و
هي الوحيدة التي مازالت قاطنة بمحلها لا تتحرك 
رجل ستيني يغلب علي شعره الخصلات البيضاء التي تعطيه وقار يذكرها بوالدها 
ازيك يا آنسة نور 
تمام
قالتها بصوت خفيض و عيون زائغة كأنها ضائعة وسط بحر لا يوجد فيه قارب للنجاة
هز رأسه بتفهم لحالتها و قال
باباكي الله يرحمه ټوفي بقاله قد أية 
بقاله خمس شهور 
الله يرحمه زين
بيه كانت سمعته طيبة جدا
هو حضرتك كنت تعرفه 
حقيقة أنا معرفهوش معرفة شخصية لكن ابني هو اللي شركته ليها تعاملات معاه و بصراحة كان دايما بيشكر فيه و بيثني علي أمانته 
بجد و كان بيحكي لحضرتك أية كمان عليه !
بدأت حالتها تتحسن و هي تستشعر حنان الأب بهذا الطبيب الذي لا يعاملها كمريضته بل كابنة له 
و بعد عدة زيارات متتالية
شوفي بقا أنا صابر عليكي قد اية لازم بقا تنفذي وعدك و تبدأي تحكيلي 
ابتسمت له و قالت برقتها المعهودة
من أول لما أنتي تحسي أنك عايزة تحكيمن أول لما تحسي أن المشكلة بدأت 
اه توأمي
امم كملي اية المشكلة اللي بدأت مع سفر ليلي
سفر ليلي أصلا هو اللي كان مشكلة 
وضحي أكتر يا نور أحكي كأنك بتفتكري مع نفسك كأني مش موجود متستنيش أني أقولك كملي احكي و بس
أحنا اربع بنات توأم انا و ليلي و فاطمة و هنا أحنا كنا متعلقين ببعض بطريقة خرافية بنحب بعض جدا مكناش متخيلين أن في حاجة ممكن تبعدنا عن بعض لحد ما خلصنا الاعدادية و كنا داخلين ثانوي كانت بتبص لمستقبلها مقدرش اتهمها بالأنانية زي ما فاطمة ما أتهمتها لأنها كانت أكتر واحدة متعلقة بليلي لكن اللي حصل بعد كدة أن فاطمة بدأت تدخل في حالة اكتئاب و مكنتش متقبلة سفر ليلي و بدأت فاطمة تبقي عدوانية جدا مع ليلي في كل إجازة هي بتنزل فيها لدرجة ان ليلي مبقتش عايزة تنزل إجازات
مش فاهمة قصد حضرتك 
يعني ممكن تكون غيرة مثلا أن والدكم سفرها هي بس و أنتم لا او حاجة زي كدة 
لا لا مش دة تفكير فاطمة نهائي لأن فاطمة عارفة
كويس أنها هي كمان لو طلبت من بابا يسفرها هي تمام كملي
بعد دخولنا الجامعة كانت إجازات ليلي قليلة قوي عشان دراستها الي جانب طبعا انها مش بتنزل مصر تجنبا للخناقات اللي بتحصل بينها هي و فاطمة فكنا كل كام شهر بنسافرلها انا و هنا 
في تاني زيارة لينا ليلي قالتلنا أنها بتحب فرحنا طبيعي نفرح ما هي توأمنا يعني
بس بعد كدة فرحنا بدأ يتحول لخوف لما تخيلنا رد فعل بابا لما قالتلنا أن هي بتحب دكتورها في الجامعة 
طبعا كانت صدمة بالنسبالنا دة اكبر منها بخمستاشر سنة 
يا له من ماض مؤلم أخرجتها منه صوت الدقات علي الباب حينما سمعت صوتها الدافئ هاتفا
نور نوري أنتي صاحية
ابتسمت بدفئ و هي تستمع إلي شقيقتها الحبيبة لتقول
أدخلي يا ليلي 
عاملة أية !
تنهدت و هي تنظر أرضا و تحدثت بحزن دفين قائلة
فارس رجع !!!
كان ينظر إليه و هو قاطب حاجبيه و قال بسخط
و مسمعتهاش ليه يا فالح !!
مش يمكن عندها مبرر يا يوسف 
نظر له و كأنه كائن فضائي و قال
مبرر!! يعني أنت لو كنت لقيت ليلي واقفة في حضڼ واحد تاني هتقف تسمعها و تفهم مبرراتها !!
يوسف 
وضع يده علي كتفه و هو يقول معتذرا
مش قصدي يا فارس بس أنا فيا اللي مكفيني متخيل لما تقعد أكتر من خمس سنين حاطط أملك في حد و يخذلك 
متخيل يا يوسف بس أنت كنت لازم تبقي أهدي من كدة كنت لازم تسمعها مش تقعد ټعذب في نفسك و تحط ايدك علي خدك و تتخيل سيناريوهات مش موجودة أصلا
اللي حصل حصل المهم تعرف انت هتعمل أية
هستني شوية أشوف هي هتعمل اية و بعد كدة أحدد أنا هعمل اية
نظرت لها بتفكير و قالت
طيب و أنت محاولتيش تشوفيه أو تكلميه
هزت رأسها لها باستفهام و قالت
أشوفه ليه 
و هو مين اللي قالك يا نور أني ناوية ارجع لفارس أصلا الموضوع انتهي من زماان
لا يا ليلي الموضوع ما انتهاش انتم الاتنين بتحبوا بعض و اللي حصل زماان انتهي و انتي الغلطة الوحيدة اللي غلطتيها أنك سبتي فارس
و مين قالك أصلا أن أنا بفكر فيه أنا ميهمنيش دلوقتي غير شغلي و بس 
اقتربت منها و هي تنظر في عيناها و تقول بابتسامة
عينيكي بتقول عكس اللي انتي بتقوليه يا ليلي انتي بتكدبي عليا !!
جلست علي الفراش بإنهاك و هي تقول
اه بفكر فيه و نفسي أشوفه و المسه حتي و لو لمرة واحدة بس مش هينفع أنا كسرته يا نور مش هيبقي ليا عين اقف قدامه غير بقا اني حتي لو فكرت ارجعله صورة بابا مش هتفارقني و تأنيب الضمير هيفضل عندي طوول عمري فالوضع دة هو الاحسن لينا احنا الاتنين كفاية مشاكل الشغل عليا متزوديش الهم بالله عليكي يا نور
ليه أنتي عندك مشاكل في الشركة!
لا في المستشفي
فيه اية 
محمود باع نصيبه 
طيب و اية المشكلة في كدة يا ليلي !!
المشكلة ان هو كلمني في الموضوع دة قبل كدة و انا قولتله أن انا هشتري نصيبه بس يصبر عليا يكون معايا سيولة بس الباشا مصبرش و راح باعها و مش بس كدة دة بيقول أنه باعها لواحد كويتي بيقول أنه مش هيقدر ينزل مصر
دلوقتي يعني أنا كدة مش عارفة مين اللي مشاركني و
مش عارفة آخد أي قرار لأن في اوراق واقفة علي إمضته 
طيب و بعدين هتعملي أية 
هعمل اية يعني هستني لما سيادته ينزل مصر و احاول معاه انه يببعلي نصيبه
بس في حاجة غلط في الموضوع محمود نصيبه ٢٥ يعني مين يعني اللي هيبقي عايز يشتري ٢٥ من مستشفي !!
معرفش لسه بفكر في اللي حصل لأني حاسة اني الموضوع دة فيه حاجة غلط!!
تري هل مازال يفكر بها هل مازال يحبها لا تعرف بم تفسر له وجودها مع مروان هل تخبره أنها تفعل هذا حتي تكسب المناقصة التي تخوضها شركتها و بدلا من ان تنال رضاه تسقط من نظره
أعتدلت بجلستها حينما خطړ ببالها أنها كانت ټخونه هل حقا ما كانت تفعله خېانة له!!!
لا ليس هذا ما كانت تفكر به حينها فقد كان كل
همها أن تتأكد انه سيجعل شركتها تفوز بتلك المناقصة
لعنت تفكيرها الساذج و طمعها 
وجدت باب مكتبها يفتح بدون أذنها فقطبت حاجبيها پغضب و هي تراه يدخل بهمجية و سكرتيرتها خلفه تحاول منعه من الدخول فقالت پغضب
اية اللي أنت بتعمله دة يا مروان !!!
أنتي مش بتردي عليا لية يا هنا 
قالها بصوت مرتفع و بملامح ساخطة لتقول سكرتيرتها
أتصل بالأمن يا بشمهندسة 
لا اتفضلي يا مروة انتي دلوقتي
التفتت له و قالت و هي تقف أمامه ضامة يدها
انا عايزة أفهم اية اللي أنت بتعمله
 

انت في الصفحة 2 من 41 صفحات