رواية شد عصب بقلم سعاد محمد سلامه
هنا إدلى ياعم أى مستشفى خاصه أو مستوصف او حتى عيادة دكتور
لم تستغرب إيلاف رد موظف الاستقبال لكن تنهدت بيأس قائله والراجل المصاپ ده هيستنى على ما الدكتور يوصل
أنا دكتوره منتدبه لتأدية التكليف هنا وأقدر أخيط للحج إيده بس قولى مكان أوضة الإسعافات الاوليه اللى هنا فى المستشفى
شعر موظف الأستقبال بالحرج قائلا
لفت إيلاف يد الجريح بالوشاح مره أخرى قائله
تمام إتفضل يا عم الحج متخافش أنا صحيح لسه متخرجه من كلية الطب بس والله عندى خبره أعرف أخيط چروح
رغم شعور الآلم لديه لكن تبسم لها قائلا
الخبره مش بالسن يا بتي ربنا يزيدك علم
إبتسمت له دخلت الى غرفة الاسعاف بالمشفى لكن قال موظف الأستقبال من فضلك يا دكتوره إكتبي للأخ المرافج للچريح على المستلزمات اللى هتجتاجيها عشان يروح صيدلة المستشفى يچيبها
غريبه أنا قولت هتقوله يشتري المستلزمات من أى صيدليه بره المستشفى والله كويس أن المستشفى فيها صيدليه فيها علاج
رد الموظف
لاه إحنا حدانا إهنه بالمستشفى صيدله فيها أوديه البركه فى الدكتور جوادهو المسؤول المباشر عن الصيدليه وموفر العلاچ بس إحنا حدانا نجص فى الدكاتره كلهم ما بيصدجوا يشتغلوا فى مستشفيات الحكومه اللى فى الآرياف عشان يدخلوا ويطلعوا براحتهم من غير ظبط ولا ربط عشان مواعيد عياداتهم الخاصه حتى المستشفى دى رغم إنها فى البندر بس بالنهايه برضك مستشفى حكومي يا دكتوره وإنت عارفه بجى الرزج يحب الخفيه
الرزج على حساب الغلابه هى دى رسالة الطب دلوك بس واضح إن الدكتوره فى جلبها رحمه
إبتسمت له قائله
أنا من الناس الغلابه يا عم الحج عالعموم أنا كتبت المستلزمات أهى خدها وروح هاتها بسرعه لأن الحج ڼزف ډم كتير وده مش كويس على صحته
بعد قليل
نزعت إيلاف ذالك الوشاح من على يد الجريح ونظرت ليده بإستغراب قائله
رد الجريح
أيوه كنت بشتغل فى مصنع لحړق الطوب وإيدي إتحرجتاتحرقت وأنا بدخل الطوب فى الفرن عشان يتحرج نصيب عمكبليغ دايما كده منصاب
إبتسمت له قائله
وأيه سبب الإصابه
الكبيره دى بقى يا عم بليغ
إبتسم بغصه قائلا
أنا رئيس عمال فى مصنع الأشرف بتاع الخزف ومخدتش بالى وأنا بمر عالعمال وجعت فازه كبيره من واحد من العمال وإتكسرت وأنا إتحزلجت على يدي الحمد لله ربنا لطف وإنصابت إصابه خفيفه بمعصم يدي
إيلاف بإستغراب قائله
إيدك عالأقل هتاخد خمستاشر غرزه وبتقول إصابة خفيفه
تنهد بليغ قائلا
يا بتي چرح البدن سهل يداوى لكن چرح كسرة النفس مالوش داوه
أمائت له رأسها بتوافق فهى أكثر من يعرف ۏجع چرح كسرة النفس الذى لا دواء له
بعد قليل إنتهت من تقطيب چرح بليغ وقامت بوضع ضماد طبي عليه مازحه
إبتسم بليغ قائلا
هو رشاد إكده ېخاف من منظر الډم والمستشفيات أنا لو مش غالي عليه مكنش وجف چاري من الأول بتشكرك يا دكتوره على معروفك إمعاي
إبتسمت له قائله
ده مش معروف يا عم بليغ دى واجبي اللى أقسمت عليه إنى أداوي حتى عدوي طالما محتاج لمساعدتي
إبتسم لها بتقدير قائلا
ربنا يحفظك ويحميك يا بتي ويزيدك علم
إبتسمت له بتآمين قائله
يارب إشرب عصاير كتير عشان تعوض ڼزف الډم انا هكتبلك على مضاد حيوي وشوية أدويه وبلاش الميه تمس الچرح
قالت هذا ثم إبتسمت مازحه
إلحق إصرف
العلاج من صيدلية المستشفى
ضحك بليغ قائلا
بجولك أنا رئيس عمال وجاويد بيه لو عرف إني جيت لمستشفى حكومي هيلوم عليا خلي علاج الحكومه لناس تانيه تحتاج له أكتر مني يا بتي بس عشم
مني أنا هاجي عشان إنت اللى تغيرلي عالچرح إهنه بصراحه يدك خفيفه ومحستش بأى آلم
كلمة يدك خفيفه
طنت برأسها تذكرها بتهجم إحداهن عليها يوما ما ونعتتها بالكذب
لصه وإيدك خفيفه زى باباك اللص القاټل
تبدل حالها وعبست للحظات ثم قالت
متنساش تاخد المضاد الحيوي هيسكن الآلم بعد ما مفعول البنج يروح ومره تانيه حمدلله على سلامتك
قالت هذا وإبتعدت قليلا وخلعت فقازي يديها وألقتهم بسلة المهملات ثم خرجت من الغرفه
إستغرب بليغ ذالك لكن وظن أنه ربما تجاوز معها بالحديث ندم على ذالك وكاد يذهب خلفها معتذرا ربما أخذه العشم الزائد لكن حين خرج من الغرفه وجد صديقه رشاد يقترب منه قائلا أنا اتصلت على
جاويد بيه ولما عرف باللى حصل و إننا إهنا فى المستشفى دى زعجلي وجالى ليه منروحناش مستشفى خاصه حتى جالي إنك تتصل عليه وإنك فى أجازه والبضاعه اللى چايه من أسوان الليله هو هيستلمها مكانك ويدخلها للمخازن
تنهد بليغ قائلا بلوم
وليه بتتصل عليه ده چرح بيدي مش مستاهل عالعموم أنا هتصل على جاويد بيه تانى وأجول له آني زين وأنا اللى هستلم البضاعه الليله
نظر له رشاد بلوم قائلا
إنت مش شايف وشك ولا يدك اللى مبطلتش ڼزف لأكتر من ساعه وبعدين دى فرصه إستغلها شويه وتعالى أمعاي أسهرك سهره تنسيك وچع الدنيا بحالها
تنهد بليغ يهز رأسه بآسف قائلا
سهره عند الغوازي يا رشاد مش هتبطل الداء ده بجى بيتك وولادك أولى باللى عتصرفه عند الغوازى وتكسب بيه كمان سيئات من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته خاف على بتك وأهل بيتك وبعد من خلجتى مشوفتش الدكتوره راحت في أي إتچاه
رر رشاد بنزك
الدكتوره إدلت ناحية الأستجبال
تنهد بليغ وترك رشاد متجها ناحية الاستقبال لكن حين وصل لم يجد إيلاف كاد يسأل موظف الإستقبال لكن آجل ذالك لل الغد بالتأكيد سيآتى لتغير ضماد جرحه ويسأل عليها ويعتذر إن كان أخطأ دون إنتباه منه
بينما حين خرجت إيلاف من الغرفه توجهت ناحية الإستقبال وسألت الموظف عن غرفة مدير المشفى ودلها عليها قائلا
أوضة المدير آخر الممر ده على يدك اليمين
توجهت الى حيث ارشدها الموظف
فتحت باب الغرفه بعد أن سمعت السماح لها بالدخول لكن توقفت خلف باب الغرفه بخطوه تشعر بالحرج قائله بإعتذار
متآسفه واضح إنى غلطت فى الاوضه أنا فكرت دى اوضة مدير المستشفى
نهض من خلف المكتب مبتسما يقول
لاء حضرتك مغلطيش فى الأوضه دى فعلا أوضة مدير المستشفى وللآسف المدير ما صدق جاب سن المعاش
وسلم كل مسؤلياته حتى قبل ما وزارة الصحه تبعت مدير جديد للمستشفى وللآسف إضطريت أنا أبقى المدير بالإنابه لحد ما المدير الجديد يوصل بالسلامه
إزدردت ريقها بهدوء قائله
يعنى أنا جايه اقضى مدة التكليف فى مستشفى مفيهاش دكاتره ولا مدير كمان
ضحك جواد قائلا بآسف
بس فيها مرضى مش قادرين على مصاريف العلاج حالتهم الماديه متسمحش يتعالجوا فى المستشفيات الخاصه بس حضرتك متعرفناش أنا الدكتور جواد صلاح هو المفروض تخصصي
جراحة قلب وأوعيه دمويه بس انا بشتغل هنا فى المستشفى تخصص عام حتى أحيانا أطفال
إبتسمت إيلاف دون رد
بسمتها لفتت نظر جواد الى ذالك الحزن الذى يسكن ملامحها رغم إبتسامها لكن تنحنح قائلا
أنا عرفتك على نفسى وحضرتك
ردت إيلاف وهى تمد يدها بملف ورقي قائله
أنا الدكتوره إيلاف التقى وده الملف الخاص بتاعى وفيه جواب التكليف بتاعى فى المستشفى هنا
إبتسم جواد وأخذ من يدها الملف بفضول وبدأ بقرائته بتآني صامتا لدقيقه شعرت إيلاف للحظات بالتوجس من صمته وهو يقرأ إسمها
إيلاف حامد التقي
شعرت برعشه بداخلها من نطقه إسمها دخل إليها شك إن كان يعلم أنها إبنة ذالك اللص القاټل فوالداها كان حديث الإعلام فى إحدى الفترات لكن بداخلها حسمت جوابها لو سألها ستقول تشابه أسماء لكن خاب ظنها حين قال جواد
إسم إيلاف ده غريب تقريبا أول مره أسمع عنه
إبتسمت إيلاف قائله
إيلاف
مش أسم غريب هو إسم من القرآن الكريم ومعناه من التآلف
نظر لها مبتسما لا يعلم ذالك الشعور الذى دخل الى قلبه مباشرة فعلا شعر إتجاهها
بالتآلف مد يده لها بالمصافحه قائلا
أهلا بيك فى يا دكتوره إيلاف ينتظرك عمل شاق
ب الأقصر بلدنا
دار صالح الأشرف
بين العصر والمغرب
للتو إستقيظ من النوم يشعر بصداع برأسه نهض من على الفراش بكسل يضع يده
على بطنه قائلا
حاسس بچوع
أما أجوم أتسبح إستحمى بشوية ميه فاتره عشان أفوج وبعدها أبجى أكل
بعد قليل خرج من الغرفه توجه نحو المطبخ رأى إحدى النساء عمرها يتخطى الأربعون كاتت تقف ظهرها له نظر لجسدها
سيده خلصتي الوكل اللى طلبته منيك
إنخضت الخادمه وإستدارت لتفاجئ ب صالح خلفها زادت خضتها تستعيذ بالله
تهكم صالح قائلا
بتستعيذي بالله فى وشى أيه شوفتى شيطان فين الوكل يا وليه المغرب جرب يأذن ولسه وكل الغدا مش چاهز بجيتي تجيله جوى شوفى بنته خفيفه تشتغل إمعاك بالدار
إستهزئ زاهر قائلا بتلميح
كلامك صحيح بس ياريت تعمل إنت بيه أولا وتعيش زى اللى فى سنك
نظر صالح له بإستهجان قائلا بإستهزاء
واللى فى سني عايشين كيف يا زينة الشباب
تجاهل زاهر الرد عليه ونظر للخادمه قائلا
جهزي الوكل فى السفره
قال زاهر هذا للخادمه ثم نظر ل صالح قائلا
هتفضل واجف فى المطبخ إكده كتير يااا بوي
تنهد صالح بسأم وضيق قائلا
لاه هدلى عالسفره وإنت يا وليه خفي لحمك إشوي وجهزي الوكل
بعد دقائق بغرفة السفره كان لا يسمع سوى صوت إرتطام الملاعق بالأطباق الى أن صدح رنين هاتف
أخرج زاهر الهاتف من جيبه وقام بالرد على المتصل الى أن أنهى الإتصال قائلا
معارفيش مشكلة الأرض دي هجول لعمي صلاح وهو اللى يتصرف بجى
أغلق زاهر الهاتف ووضعه على طاوله السفره بينما تسال صالح بفضول
أرض أيه اللى كنت هتحدت عليها عالموبايل
تنهد زاهر بسأم
دي أرض الچميزه المستأجر اللى كان مأجرها عاوز يسيبها
تسأل صالح
ليه دي أرض عفيه وجريبه من مية النيل بينها وبين النيل مشايه صغيره
رد زاهر
معرفش ده تالت مستأجر يأجر الارض وجبل السنه يجول إنه هيسيبها ولما سألت المستأجر الاخير جالي إن على راس الأرض جراطين قيراطتين أو تلاته إكده الارض بتهور والأرض بتهبط لتحت وتسحب الميه عن بجية الارض وتبخس محصول الزرعه بيجول أنا بجول يمكن السبب فى ده چدر شجرة الجميز يمكن مخوخ وهو السبب إن الارض بتهور
تهكم صالح قائلا
ماشاء الله مهندز وفاهم چدر شجرة الجميز هيبجى على تلات جراريط
فهم
زاهر أن صالح يستهزي به فرد بلا وعي
خبرنى چنابك أنت يمكن اللى فاهم وعارف سبب إن الارض بتهور وتهبط لتحت هيكون تحتها كنز إياك
رنت كلمة كنز برأس طامع وفكر لما لا ربما هذا تفسير صحيح فتلك الأرض قريبه من النيل ربما ترقد على كنز آن الآوان أن يحصل عليه
بالعوده لل المعبد
ذهل جاويد قائلا
جصدك أيه بالحديت اللى عتقوليه
ردت المرأه
كل سر وله آوان مكتوب يظهر فيه يا ولد الأشرف إنت مكتوب عليك عشج متمرده هتطل ونچمه بتسكن مدار الجمر فى السما وباجي النجوم هتتواري فى الغيوم وجتها فيها علامه مميزه
كاد جاويد أن يتسأل لكن صدح رنين هاتفه بنفس اللحظه
همست المراه بوصف سمعه جاويد بوضوح